المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 1498

    طيران العدوان يستهدف قبل لحظات هذه الأماكن بالعاصمة صنعاء

    غارات طيران

    ش طيران العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي، قبل قليل، غارة على العاصمة اليمنية صنعاء، وسط تحليق مستمر ومكثف في سماء العاصمة وضواحيها حتى اللحظة.

    وأفادت مصادر محلية بأن طيران العدوان استهدف بغارة  على على محيط مطار صنعاء الدولي وسط تحليق مستمر ومكثف في سماء العاصمة وضواحيها حتى اللحظة.

    ويواصل العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي شن غاراته وقصفه على عدد من المحافظات مخلفاً شهداء وجرحى ومحدثا دمارا في الممتلكات العامة والخاصة، فيما ويواصل الغزاة والمرتزقة في الحديدة خروقهم لاتفاق السويد.

    وزير الدفاع اللواء العاطفي: ثمة معادلة وموازين اليوم مقلقه للعدو ومبشرة لشعبنا وأمتنا بنصر كبير وعظيم خلال المرحلة القادمة

    وزير الدفاع العاطفي: دول العدوان وأدواتها على موعد مع نيران الجحيم اليمنية

    أكد وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي أن كل المعطيات والحقائق والإنجازات على الأرض اليوم تبشر شعبنا وأمتنا بنصر كبير وعظيم خلال المرحلة القادمة في مختلف المسارات العسكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها.

    جاء ذلك خلال فعالية احتفالية بمناسبة الذكرى السنوية للشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه، أقامتها وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة اليوم السبت 25 رجب 1443هـ الموافق 26 فبراير 2022م.

    وبحضور وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، ونائب رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن علي حمود الموشكي، ومساعد رئيس هيئة الأركان العامة اللواء الركن علي علي العريمي، وعدد من القيادات والضباط في وزارة الدفاع، بدأت الفعالية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها الأخ محمد الأخفش، أعقبها الإستماع للنشيد الوطني للجمهورية اليمنية، واستمع الحاضرين لدعاء زيارة الشهداء لمقام السيد الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي رضوان الله عليه.

    وألقى المجاهد حسين الجبين كلمة ترحيبية أكد فيها على عظمة المشروع القرآني الذي أطلقه الشهيد القائد في مرحلة حرجة كانت تهدف لسحق الإسلام والمسلمين، رافعاً الولاء والعهد للشهيد القائد “بالمضي في درب الجهاد والاستشهاد لمواجهة الظالمين والمستكبرين أمريكا وإسرائيل وعملائهم” حتى لقاء الله تعالى كما لقيه الشهيد القائد شهيداً شامخاً.

    وتخلل الحفل قصيدة شعرية ألقاها الشاعر معاذ الجنيد، ونشيد لفرقة أنصار الله الإنشادية، ونبذة تعريفية عن الشهيد القائد من إنتاج الإعلام الحربي اُستعرض فيها حديث قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي عن الشهيد القائد رضوان الله عليه وما حمله من مسؤولية في مرحلة خطيرة وحساسة تمر بها الأمة، وبنى أمة تحركت على أساس مشروع الشهيد القرآني محققاً انجازاً عظيماً للأمة بعظم المشروع نفسه وعظم ارتباطه واعتماده وتوكله بالله سبحانه وتعالى.

    وألقى المجاهد أبو قيس الوايلي كلمة عن المناسبة أشار فيها إلى “أننا نحيي المناسبة لأننا فقدنا علماً من أعلام الأمة ورمزاً من رموز الأمة في مرحلة كان الجميع فيها صامتا فتكلم، وكاد فيها الحق أن يغيب فجاء بكلمة الحق ناطقا بكتاب الله على قاعدة عين على القرآن وعين على الواقع”.

    وأكد الوايلي أن تحرك السلطة لإيقاف مشروع الشهيد القائد كان لإرضاء أمريكا، التي حرصت على إسكات صوته في زمن كانت الأمة في أمس الحاجة إليه، لافتاً إلى أنه برغم ما قامت به السلطات لوأد المشروع إلا أن المسيرة القرآنية ليست انتقامية وأن العداء للأمريكيين والإسرائيليين ومن كان تحت ركابهم.

    وفي كلمة وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي لفت إلى أن الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي كان له الفضل -بعد الله سبحانه وتعالى- في رسم المعالم الأساسية للنهوض بالأمة لمواجهة الطغاة والظالمين.

    ولفت إلى أنه عندما شعر أعداء الأمة الإسلامية أن الشعب اليمني سيخرج من عباءة الوصاية بقيادة قائد الثورة السيد القائد المجاهد عبدالملك بدرالدين الحوثي شنوا عدوانهم على اليمن، مشيراً إلى أنه ومنذ الوهلة الأولى للعدوان وحتى اليوم تعددت السيناريوهات التآمرية على شعبنا وعلى مستوى المنطقة وتكشفت الحقائق والمتغيرات وتجلت بوضوح طبيعة أهداف قوى الإستعمار الصهيوني الأمريكي البريطاني الفرنسي وأدواتهم في المنطقة.

    وبيَّن اللواء العاطفي أن في هذا السياق “برز دور ومكانة قوى محور المقاومة كقوة رئيسية فاعلة في مواجهة ومجابهة المخططات الإستعمارية الغربية”، متوقعاً ظهور عالم متعدد الأقطاب، وأن ذلك “سينعكس بشكل مباشر على مجمل الأوضاع السياسية والعسكرية والإقتصادية ليس فقط على مجريات الحرب العدوانية على اليمن بل مستوى إعادة ترتيب طبيعة السياسيات القائمة في المنطقة ورسم العلاقات بين الدول”.

    وقال أن “الكيان الصيهوني الذي يعد ذراع الغرب في المنطقة تأثر سلباً بعد هزائمه المتلاحقة عسكرياً في جنوب لبنان عام 2006م وما تلاها من هزائم متلاحقة في سوريا والمواجهة المسلحة مع فصائل المقاومة الفلسطينية”، مبيناً أن “محور المقاومة تمكن من إفشال مجمل مخططات الكيان الصهيوني سواء في الداخل الفلسطيني أو على مستوى المنطقة، ما دفع الدول الغربية بالضغط على بعض الأنظمة العربية العميلة بالتطبيع لإخراج الكيان من عزلته الإقليمية ونقله عسكرياً من دوائر أوروبا في إطار القاعدة العسكرية الأمريكية إلى منطقة الشرق الأوسط وتشكل ما يسمى بتحالف إبراهام لمواجهة محور المقاومة”.

    وأوضح العاطفي أن كل تلك المخططات للكيان الصهيوني وباعتراف الكيان العبري قد فشلت فشلاً ذريعاً، وأن السياسة التي مارسها اللوبي الصهيوني في أمريكا قد انهارت، وأن شبكة التخريب التي قادها الموساد الإسرائيلي ضد محور المقاومة فشلت، مؤكداً أن “محور المقاومة قد اقترب من تحقيق أهدافه وهذا الفشل الصهيوني لايعدو عن هزيمة للكيان وحدة بل على دول العدوان وبالتالي يعد انتصار لمحور المقاومة وكل أحرار العالم”.

    وقال أن في هذا المنحنى “بقدر ما تمارس قوى الغرب والصهيونية سياسة الضغوطات والإبتزاز على تحالف العدوان الإنهزامي على اليمن، بالقدر ذاته يمارس تحالف العدوان نفس الضغوط على اليمنيين الذي يقاتلون في صفوفه وهم بذات القدر يضغطون على اليمنيين في المناطق المحتلة منذ سبع سنوات وحتى اليوم”.

    وأضاف قائلاً “تكشفت الحقائق لدى اليمنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة تحالف العدوان على اليمن وتبين له اليوم أكثر من أي وقت مضى أن الدولة الوطنية موجودة في العاصمة صنعاء وهي التي تدافع عن اليمن وعزته وكرامة اليمنيين وعن سيادة واستقلال وثروات اليمن وموقعه الاستراتيجي الحيوي الهام على مستوى المنطقة والعالم”، مضيفاً أنه في هذا المسار “نجد أن اليمنيين الذي يقاتلون مع العدوان تبين لهم أن دول العدوان لها أهداف ونوايا إحتلالية خبيثة تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً والنيل من حاضر ومستقبل أجياله ونهب ثرواته وكسر الإرادة اليمنية في الحرية والإستقلال”.

    واعتبر أن ممارسات العدوان في المناطق المحتلة من تجويع ونشر الرعب وانعدام الأمن وكثرة الإغتيالات والزج بأعداد كبيرة من المواطنين في سجونه السرية “ممارسات إذلال وهمجية وطغيان”، لافتاً إلى أن تعاطي دول العدوان يختلف عندما يخص الوضع الدول الغربية والكيان الصهيوني فإنها تكون ذليلة وخاضعة ومنبطحة رغم أنها تدرك أن الدول الغربية أصبحت في وضعية تراجع وتقهقر مستمر أمام الصين وروسيا سواءاً على الصعيد العسكري أو الاقتصادي أو على مستوى السياسات الإستراتيجية في المنطقة والعالم.

    وقال العاطفي “كما قال الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي سلام الله عليه: نحن في زمن كشف الحقائق”، وأضاف: “لهذا كله نجد يوماً بعد يوم وعام بعد آخر في ظل العدوان على اليمن تتكشف الأوراق وتتضح معالم السيناريوهات التآمرية الخفية وأصبحت الصورة واضحة والقناعات متوفرة على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية بأن الدولة اليمنية في صنعاء وليست في عدن وليست في الرياض ولا أبو ظبي”.

    وقال أنه “وفقاً لهذه الرؤية الواقعية أصبح الجميع يرتب وضعه الخاص بعضهم بالإنسحابات والبعض بالخروج عما يسمى شرعية والبعض ذهبوا إلى خارج اليمن والبعض عادوا لصف الوطن، والشعب وصل إلى قناعات تؤكد أن العدوان له أهداف ومرامي تستهدف اليمن كله دون استثناء هذا الطرف أو ذاك”.

    وأكد اللواء العاطفي أن “اليوم ثمة معادلة وموازين مغايرة، والكيان الصهيوني اليوم لم يعد يمتلك القوة وتلك الحالة التي صورتها لنا وسائل الإعلام الغربية”، مؤكداً أن “اليوم هناك قلق ورعب وخوف يجتاح الكيان الصهيوني وأن كل ما قام ويقوم وسيقوم به هو صراع من أجل البقاء”.

    وأكد وزير الدفاع أن “كل المعطيات والحقائق والإنجازات على الأرض اليوم تبشر شعبنا وأمتنا بنصر كبير وعظيم خلال المرحلة القادمة في مختلف المسارات العسكرية والسياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية وغيرها بإذن الله تعالى”.

    المصدر: الإعلام الحربي

     

    الغاز اليمني للغرب بديلاً للغاز الروسي والشعب اليمن يعاني من ازمة الغاز بشرعجية عواصم الغرب والعدوان المتوحش

    الغاز اليمني
    (FILES)--A November 7, 2009 file photos show a Yemeni soldier stands guard at the newly built liquefied natural gas (LNG) plant in Balhaf on the Gulf of Aden. Saboteurs have blown up a pipeline linking gas fields in eastern Yemen to a maritime terminal in the country's mostly lawless south, Yemen LNG company said on October 31, 2012. AFP PHOTO/MARWAN NAAMANI (Photo credit should read MARWAN NAAMANI/AFP via Getty Images)

    تعتزم شركة “توتال” الفرنسية إلى إعادة استئناف إنتاج الغاز المسال وتصديره للغرب الأوروبي من الـ “قطاع 18” في منطقة صافر بمحافظة مأرب المتوقف منذ بدء العدوان على اليمن مارس 2015م وتعويض النقص من تدفق الغاز الروسي الى اوروبا بفعل الحرب الروسية الاوكرانية.

    حيث يعتزم الغرب فرض عقوبات على استيراد الغاز الروسي والشركة الفرنسية تريد تعويض النقص بالغاز اليمني وكأن خيرات اليمن مُسخره للغرب الاستعماري وفتات الفتات للادوات المُحليين فقط لاغير حيث أجرت الشركة الفرنسية توتال خلال الساعات الماضية عدداً من اللقاءات مع ماتسميهم بمسؤولين بشرعية وزارة النفط القابعين في فنادق عواصم العدوان خاصة الامارات وفرنسا وبحث آلية إعادة الانتاج من الحقل المذكور وحقول أخرى

    الجدير بالذكر أن القطاع 18 تصل مجموع احتياطاته من الغاز المسال 10 تريليونات قدم مكعّبة وتستحوذ الشركة الفرنسية توتال على أكثر من 7 تريليون قدم مكعب منه وفقاً لاتّفاق أبرم في عهد الرئيس السابق علي عبد الله صالح عام 1997م وخيرات اليمن للغرب الرأسمالي بالسلم وبثمن بخس وبشرعية نظام علي صالح وشركائه وفي حالة الحرب وبثمن ابخس وبشرعجية ادوات العدوان والشعب اليمني اليوم يعاني ازمة خانقة من الغاز المنزلي وهكذا شرعجية للغرب بالخيرات وشرعجية لتل ابيب بخيانة التطبيع من تحت الطاولة وقواعد عسكرية صهيونية في جزر سقطرى وميئون وباب المندب والمهرة ولاضير في ذلك.

    فالشرعجية بكل الالوان والاطياف عايشين في فنادق وشقق عواصم الغرب والعدوان والتطبيع ورواتبهم بالدولار واولادهم والزوجة الثانية موظفين وبالدولار وطز ب 26 مليون يمني وعلى قاعدة شيخ التكفير الاخواني صعتر وليقتل 24 مليون يمني “فالرويس .. خط العودة للوراء مفصول والكنويسات…الفرامل ممسوحة” كما قال صعتر الوهابي المتوحش والمحطة الاخيرة للخوان هي تل ابيب اليهود الصهاينة وواشنطن وباريس ولندن الاستعمار الجديد القديم.

    المشهد اليمني الاول
    المحرر السياسي
    26 فبراير2022م

    «الهريبة» الأوكرانية من الموت: لا تضحية من أجل ثلّة فاسدين

    أوكرانيا تعرض التفاوض
    أوكرانيا تعرض التفاوض

    في الوقت الذي كان فيه العالم مشغولاً بتحليل الحساب التاريخي الذي شنّ فلاديمير بوتين الحرب في أوكرانيا على أساسه، سقطت قراءة الجانب الأوكراني من الصورة، من زاوية الوهن الذي أصاب الجيش وبنية الدولة الأوكرانية التي كان يُفترض أن تكون قد ورثت جزءاً من القوّة العسكرية السوفياتية، وهي القوّة ذاتها التي استندت إليها روسيا، وأعادت بناء جيشها الذي بدا في اليوم الأول للحرب رشيق الحركة،

    كما لو أن جنوده يؤدّون رقصة باليه جماعية وهم ينتقلون من منشأة حيوية إلى أخرى، تحت تغطية نارية بدت هي الأخرى دقيقة ومتناسقة، بشكل لم نشهده، نوعاً على الأقلّ، لدى الجيوش الغربية، وتحديداً الجيش الأميركي. آخر حرب كبرى تصحّ مقارنتها مع حرب أوكرانيا، هي حرب إسقاط صدام حسين، باعتبار أن حروب يوغوسلافيا التي قورنت بها أوروبياً، هي في معظم جوانبها حروب عرقية وطائفية، أي أهلية، أو حملات جوية غربية.

    فجيش صدام حسين، على رغم أن نظام «البعث» كان متهالكاً ومعزولاً وساقطاً نظرياً، ما أفقد جنوده الحافزية للقتال، قاوم وصمد أكثر بكثير ممّا يفعل الجيش الأوكراني حالياً، ولم يسقط إلّا بعد وصول القوات الغازية إلى تخوم بغداد، وبعدما اختار القائد الهرب من ميدان القتال على أمل أن يقود مقاومة من مخبأ ما في تكريت، لولا أن وشى به بعض أقرب المقرّبين إليه. وحتى بعد ذلك، انتقلت قيادة المقاومة «البعثية» إلى نائبه عزت إبراهيم الدوري. وفي المحصّلة، دامت العمليات القتالية الرئيسية في تلك الحرب نحو 26 يوماً، بينما يبدو أن كييف التي وصل الروس إلى تخومها بعد ساعات من بدء الحرب، ستسقط بمجرد أن يأخذ بوتين قرار إطاحة نظام فولوديمير زيلينسكي.

    سير المعركة حتى الآن يفضح لَعِب النخبة الأوكرانية على الشعور القومي، الذي كان الرهان عليه لإذكاء روح المقاومة، فإذا بها تتحوّل إلى بازار للتجارة يُستخدم عالمياً وأوكرانياً لغرض تمدّد حلف «الناتو» والاتحاد الأوروبي إلى حدود روسيا بهدف تطويقها، مقابل مكاسب سياسية ومادية لفاسدي أوكرانيا. والأهمّ من ذلك أن ما حدث يوجّه ضربة قاصمة، نظراً الى حجم أوكرانيا، إلى سياسة استغلال القوميات في الدول الأوروبية الشرقية والجمهوريات السوفياتية السابقة من قِبَل «الناتو» لإخضاع روسيا، وهي سياسة مثّلت حرباً خفيّة كان قد بدأها الغرب مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، على اعتبار أن إسقاط ما عُرف بالكتلة الشرقية لن يصبح ناجزاً إلّا بتحقيق هذا الهدف.

    لم يكن المراقب بحاجة إلى كثير عناء ليلحظ الانهيار المعنوي لدى الأوكرانيين، والذي تراكم قبل الهجوم، ليتحوّل إلى هزيمة نفسية مُحقّقة لحظة بدء الحرب، خاصة وهم يشاهدون الحلفاء في أميركا وأوروبا يتنافسون على تخمين الساعة الصفر للهجوم الروسي، مشفوعاً بالإعلان سلفاً عن عدم الرغبة بالدخول في أيّ حرب مع موسكو، والتأكيد على عدم القدرة على مقاطعة النفط الروسي، في ظلّ ارتفاعات في أسعار الوقود قد تأخذ العالم إلى ركود جديد وتطيح حكومات في العالم الغربي. بالنتيجة، سلّم الغرب مبكراً بالهزيمة، وشجّع الأوكرانيين على خيار «الهريبة».

    سير المعركة حتى الآن يفضح لَعِب النخبة الأوكرانية على الشعور القومي الذي صار بازاراً للتجارة

    زد على ذلك، أن رئيس الوزراء «القومي المتشدّد»، زيلينسكي، وعندما لم يلبِّ أحد من الأوكرانيين دعوته إلى حمل السلاح والمقاومة، أقام حفلة نواح على نفسه وعائلته، عندما تحدّث عن أن موسكو عيّنته الهدف الرقم 1 لهجومها، وعائلته الهدف الرقم 2، مُقدِّماً أمنه الشخصي وأمن عائلته على أمن البلد، ما استدعى عروضاً غربية عليه للجوء السياسي، لا تنسحب على الأرجح على مواطنيه العاديين الذين تدفّقوا بقوافل السيارات إلى الحدود الأوروبية من الجهة الأخرى، نحو بولندا ورومانيا ومولدوفا وسلوفاكيا والمجر، والتي سبق أن أوصدت أبوابها أمام الفارّين من الحروب في الشرق الأوسط، أو المجاعات في أفريقيا.

    أمّا لماذا غابت روح المقاومة إلى هذا الحدّ؟ فالجواب قد يكون أن لا أحد من الأوكرانيين، ولا حتى في القوات النظامية، يرغب في الموت من أجل مجموعة من الفاسدين الذين ارتبطت مصالحهم بالغرب، حتى لو جاء هؤلاء في انتخابات ديموقراطية سبقها الغرب بدعاية طاغية تغري الأوكرانيين بنعيم الانضمام إلى «الناتو» والاتحاد الأوروبي، وهي دعاية خبيثة أخفت الأهداف الحقيقية من وراء العرض السخيّ، والأهم أنها تكتّمت على مكامن التفجير التي ينطوي عليها هذا الانضمام، وخاصة أن أجزاء أساسية من البلد عبارة عن هدايا سوفياتية كان قد قدّمها الزعماء السوفيات المتعاقبون لأوكرانيا، إرضاءً للقوميين، ما يجعله فعلياً يوغوسلافيا مقلوبة، وهو ما لا يمكن للواهب، أي موسكو، أن تَقبل به، ليُستخدم ضدّها.

    أوكرانيا، بحسب استطلاع للخبراء أجرته شركة «إرنست إند يونغ» عام 2017، تُعدّ تاسع أكثر الدول فساداً في العالم. وهذا الفساد هو ما أتاح للولايات المتحدة وبريطانيا خاصة استخدامها ضدّ روسيا.

    فحتى خطّ الأنابيب الذي ينقل الغاز الروسي إلى ألمانيا وباقي أوروبا عبر أوكرانيا، والذي كان يُفترض أن تتعامل معه كييف كهِبة من السماء، نظراً إلى فائدته الاقتصادية التي تتمنّاها دول كثيرة، حوّله فاسدو ذلك البلد إلى مصدر لابتزاز روسيا وألمانيا معاً، وجعلوه نهباً للصوص الذين كانوا يسرقون جزءاً من تلك الإمدادات، ما حدا بالأخيرتين إلى استبداله بخطّ أنابيب «السيل الشمالي 2» الذي اضطرّت ألمانيا من دون اقتناع، وتحت ضغط أميركي، إلى التخلّي عنه مؤقّتاً.

    كان يمكن لفاسدي أوكرانيا، أيضاً، إسقاط جو بايدن في الانتخابات الرئاسية عام 2020، لولا أن الأسباب التي دفعت بالأميركيين إلى التخلّص من دونالد ترامب، كانت أكبر.

    لكن ما فشل فيه الرئيس السابق حين حاول استغلال شبهة تورُّط هانتر بايدن، نجل بايدن، في قضية فساد أوكرانية، قد ينجح فيه إذا ما تنافس الرجلان في الانتخابات المقبلة عام 2024، فهو يملك هذه المرّة ذخيرة أكبر بدأ باستغلالها منذ الآن، حين أشاد باعتراف بوتين باستقلال الدونباس، واصفاً ذلك بأنه عمل «عبقري»، لكنه رأى أن هذه الأزمة ما كانت لتحدُث أبداً في ظلّ إدارته الجمهورية. لقد بدا جو «نعساناً» بالفعل في تعامله مع حرب أوكرانيا.

    الاخبار اللبنانية

    الصدمة الروسية آتت مفعولها.. أوكرانيا وحيدةً: نريد التفاوض

    الروسية
    الروسية

    تسارعت، أمس، وتيرة التطوّرات على الجبهة الأوكرانية – الروسية، وسط غلبة واضحة وحاسمة لموسكو، دفعت الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الذي وجد نفسه وحيداً بعدما لمس تخاذلاً أميركياً – «أطلسياً» عن نصرته، إلى عرض التفاوض على روسيا، وهو ما أبدت الأخيرة تجاوباً أوّلياً معه، وسط ترقّب لما يمكن أن تتطوّر إليه الأمور خلال الساعات المقبلة على هذا الصعيد.

    وجاء عرض التفاوض الأوكراني بعدما أعلن المسؤولون الغربيون، بصراحة، أنهم لن يقوموا بمدّ جسر دعم جوّي وبحري وبرّي عسكري لصالح كييف، أوّلاً لمحدودية القدرة على ذلك في ظلّ السيطرة الروسية الكاملة على الأجواء، وثانياً لما يمكن أن يجرّ إليه هكذا دعم من اشتباك مباشر مع موسكو، يعني بالضرورة فتح الباب على حرب شاملة لن تستثني أحداً.

    لن يكون أمام زيلينسكي، على ما يبدو، سوى خيارَين لا ثالث لهما

    وفي ظلّ هذا التملّص الغربي، وانهيار الدفاعات الأوكرانية، لن يكون أمام زيلينسكي، على ما يبدو، سوى خيارَين لا ثالث لهما: الأوّل قبول شروط الاستسلام الروسية وتسليم السلاح والبدء في مفاوضات تحييد أوكرانيا عن «الناتو»، أو ترك السلطة والتحوّل إلى حكومة منفى في إحدى الدول الغربية، التي قد تكون بريطانيا، في ظلّ عرض رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، استضافته.

    وفي انتظار ما ستؤول إليه الأوضاع، يستمرّ الضغط الروسي في اتّجاه العاصمة الأوكرانية، كييف، التي باتت القوات الروسية أمس على مشارفها، حيث سيطرت على 83 موقعاً عسكرياً وعدد من الطائرات والمروحيات والمسيّرات والمدرّعات ومرابض المدفعية.

    وكانت قوّات «جمهوريتَي» دونيتسك ولوغانسك تمكّنت، بدعم من سلاح الجوّ الروسي وبغطاء مدفعي روسي أيضاً، من اختراق الدفاعات الأوكرانية على طول الجبهة، وتوغّلت لـ8 كيلومترات في العمق الذي كانت تسيطر عليه السلطة الأوكرانية.

    كما تقدّمت القوات الروسية إلى مدينة خيرسون، وأعادت فتح القناة التي كانت تزوّد شبه الجزيرة بالمياه العذبة من سدّ خيرسون، ما يعني أن إعادة التواصل البرّي بين روسيا وشبه جزيرة القرم قد باتت ممكنة. وفي أعقاب سيطرة قوات مظلّية تابعة لموسكو على منشأة مفاعل تشيرنوبل النووية، جرى التفاهم مع القوات الأوكرانية المتواجدة هناك، والتي أبدت استعدادها للمحافظة على سلامة المنشأة وتسليم إدارتها للروس.

    إلّا أن الخطر النووي يظلّ قائماً، بالنظر إلى وجود 15 منشأة ومفاعل نووي على الأراضي الأوكرانية، معظمها قريب من كييف التي تشهد الآن معارك في شوارعها، بينما تسعى القوات الروسية للحفاظ على سلامة تلك المنشآت، لا سيما في ظلّ توافر معلومات حول وجود مجموعات من اليمينيين المتطرّفين وما يسمّى بـ«الفاشيين الجدد»، تسعى إلى تخريبها.

    الاخبار اللبنانية

     

    مخاوف “تل أبيب” من عالم ما بعد أوكرانيا: ماذا عن العلاقة مع روسيا؟

    أوكرانيا

    التموضع الطبيعي والتقليدي لـ “الكيان المؤقت” هو إلى جانب الولايات المتحدة وأوكرانيا. إلا أن الخطاب الرسمي الإسرائيلي يشهد تخبطًا في الموقف والأداء، بين مسؤول يدين روسيا وآخر يتجنب ذلك. وتأمل “إسرائيل” من الطرفين الأميركي والروسي أن يتفهما موقفها المحرج.

    على خلاف بعض التحليلات التقليدية التي تُرجِّح أن يشكل انشغال الدول الكبرى بتحديات تُقيِّد أولوياتها فرصةً لـ”الكيان المؤقت” للانقضاض على أعدائها في المنطقة، إلا أن معادلات القوة القائمة حالت وتحول وستحول دون تحقق هذا السيناريو.

    ومع أنه من المبكر تقدير جانب من التداعيات الاستراتيجية لمستجدات الأزمة الأوكرانية، إلا أن “إسرائيل” تتخوف من رسائلها وتداعياتها على المستويين الدولي والاقليمي.

    فعلى المستوى الدولي، يشهد “الكيان المؤقت” والعالم تسارع وتيرة انتاج نظام عالمي جديد يقوم على التعددية القطبية التي تعني تراجعًا في النفوذ والهيمنة الأميركية. وتتخوف “تل ابيب” من أن تستحوذ الأزمة الأوكرانية والأزمات المفتوحة التي ستترتب عليها، على اهتمامات الادارة الأميركية وتدفع باتجاه المزيد من الانكفاء الأميركي عن التركيز على منطقة غرب آسيا، الأمر الذي سيُعمِّق المأزق الإسرائيلي.

    مخاوف “تل أبيب” من عالم ما بعد أوكرانيا: ماذا عن العلاقة مع روسيا؟

    أحد عوامل القلق لدى كيان العدو هو من أن تنعكس جرأة روسيا عبر البوابة الأوكرانية إلى تراجع اضافي في الهيبة الأميركية ما يعني استمرار تآكل قوة الردع الأميركية التي ستنعكس حكمًا على “إسرائيل”.

    في المدى الفوري والمباشر، ستبذل “إسرائيل” كل جهودها الدبلوماسية للحفاظ على التنسيق مع الجيش الروسي في سوريا، القادر على تقييد حرية عمل سلاح الجو الإسرائيلي فيها. مع ذلك، تتخوف “تل ابيب” من أن يؤدي استمرار الأزمة الأوكرانية وتصاعدها إلى تقليص هامشها في المناورة بين التموضع إلى جانب الأميركي، والحفاظ على التنسيق مع الجيش الروسي في سوريا.

    التوجس الأكبر لدى “تل ابيب” أيضًا من أن تساهم التطورات الدولية ـ الأوكرانية، في تراجع ثقة الأنظمة العربية الحليفة بقدرة وارادة الولايات المتحدة على توفير مظلة الأمان التي تطمح اليها.

    في هذا الإطار، ترتاب “تل ابيب” من أن تساهم هذه النتائج في دفع أنظمة الخليج للتقرب من الجمهورية الاسلامية في ايران، وأن تقوِّض مساعيها في تشكيل تحالف اقليمي معادٍ لها ولمحور المقاومة.

    وتخشى “إسرائيل” ـ وترجح على ما يبدو ـ أن يساهم احتدام الاستقطاب الدولي في دفع الصين وروسيا إلى الاقتراب أكثر من ايران، ودعمها على أكثر من مستوى كجزء من الصراع في مواجهة الولايات المتحدة.

    اذا كانت قيادة العدو ترجح قبل أزمة أوكرانيا خضوع ادارة بايدن في المفاوضات النووية للمطالب الايرانية، فهي بعد أزمة أوكرانيا وتداعياتها الدولية، أقرب إلى اليقين من ذلك، مع ما يعنيه ذلك من تحول جذري اضافي في معادلات القوة الاقليمية.

    مع ذلك، ستعمل “إسرائيل” على محاولة توظيف حرص الولايات المتحدة على تجنب التورط في المنطقة، من أجل انتزاع المزيد من المساعدات العسكرية والاقتصادية انطلاقًا من أنها القاعدة المضمونة الوحيدة لها في المنطقة، في مواجهة التصاعد الاضافي المتوقع في قدرات محور المقاومة.

    في المقابل، تواجه “تل ابيب” معضلة أن ما كان يفترض أنه مستقبل يسعى إلى منع تحققه، أصبح حاضرًا. ونتيجة ذلك فقد تطورت معادلات القوة إلى المستوى الذي يجعل كلفة أي حرب اقليمية، لا تطيقها “إسرائيل”.

    جهاد حيدر – العهد الاخباري

    5 سيناريوهات محتملة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا؟ وما المقدمات والأسباب للعملية؟

    العملية العسكرية الروسية الأزمة الروسية الأوكرانية تتعقد

    ما هي مقدمات وأسباب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وما المبادئ العسكرية الجديدة التي طبقتها روسيا في عمليتها، وما السيناريوهات المحتملة للعملية الروسية؟

    أولاً: مقدمات وأسباب العملية الروسية

    يوم الخميس الواقع في، 24-2-2022، عند الساعة الخامسة فجراً بتوقيت موسكو (الثانية فجراً بتوقيت غرينيتش) أطلقت روسيا عملية عسكرية كبيرة اتجاه أوكرانيا، في خطوة تبدو من حيث الشكل والتصرف (العسكري والسياسي) الروسي منذ بداية أزمة أوكرانيا عام 2014، أنها محاولة لإنهاء 8 سنوات من التمرد الأوكراني على سلطة ونظام الرئيس الشرعي المنتخب لأوكرانيا فيكتور يانكوفيتش الذي أطاح به المتمردون في نفس التاريخ، أي 24-2-2014.

    العملية الخاطفة التي جاءت بأسلوبي الصدمة والترويع و (الراية الخاطئة) “false flag ” أنهت 45 يومًا من المناورات (السياسية والعسكرية)، بين الروس والامريكيين وإلى جانبهم الناتو. ويبدو من خلال سياقها الذي بدأ في 10-1-2022، أنها عملية متكاملة ومخطط لها جيداً على المستوى الاستراتيجي مما انعكس نجاحاً على المستويين العسكري والسياسي، حيث أن الفترة التي سبقت عملية اليوم والتي تخللتها مفاوضات مكثفة مع أبرز اللاعبين في أوروبا وأمريكا، مكّنت القيادة الروسية من سبر غور نوايا جميع الأطراف، فجاءت العملية سريعة ووفق ما توقعته القيادة الروسية من ردات فعل على تلك العملية.

    العملية في الأساس بدأت بممارسة استعراض للقوة لإجبار القيادة الأوكرانية وداعميها لتعديل السلوك الأوكراني، ووقف التحرش بالأمن القومي الروسي فضلاً عن إجبارهم على الجلوس على طاولة المفاوضات لإنجاز حل نهائي بضمانات كافية ومكتوبة من الناتو والولايات المتحدة الأمريكية التي تتحكم بمصيره، بحيث تلزم هذه الضمانات أوكرانيا بما لم تنفذه منذ البداية.

    ولكن العملية تطورت إلى فرض تغيير كامل لهوية النظام الأوكراني بعد دراسة القيادة الروسية لنوايا الفاعلين والمؤثرين الرئيسيين في الأزمة وظهور فجوات كبيرة في مواقف الخصوم وتعارضات واختلافات كبيرة، فضلاً عن اكتشافها لسوء التقدير الكبير الذي وقعت فيه واشنطن ولندن والذي نتج عن تقييم خاطئ للمزايا الاستراتيجية الجديدة التي باتت تتمتع بها روسيا، واختلاف ظروفها عمّا كانت عليه عام 2014 حين كانت الهجمة الأمريكية في الشرق الأوسط في أوجها.

    وفي عرض لشريط الأحداث منذ العام 2014، وبعد محاولات أوروبية لخفض التصعيد (الذي تلا ضم روسيا لشبه جزيرة القرم واشتباكات دونباس

    بين حكومة المتمردين في أوكرانيا وأنصار الرئيس المخلوع يانكوفيتش)، أسفر السعي الألماني المشترك في حزيران 2014، عن عقد قمة رباعية في مدينة النورماندي الفرنسية بين روسيا وأوكرانيا وفرنسا وألمانيا على هامش احتفالات الذكرى ال 70 للإنزال الكبير الذي نفذه الحلفاء في المدينة، والذي مهّد لإنهاء الحرب العالمية الثانية.

    وقد نجح لقاء النورماندي (2014)، في تأسيس منصة اتصال مهدت للتوقيع لاحقًا على وقف إطلاق النار في “دونباس”، أطلق عليه اسم بروتوكول (مينسك1) في أيلول 2014، ثم أتبع باتفاقية (مينسك 2) في العام التالي، إلا أنه لم يمنع القيادة الأوكرانية التي نتجت عن التمرد، من استمرار المشاغبة ومضايقة روسيا التي كانت أمام تطبيق قرار كبير، وهو التدخل في سوريا،

    حيث كان خطر الجماعات التكفيرية المسلحة ذا أولوية استراتيجية، واستمرت محاولات فرنسا وألمانيا دون فائدة بسبب دخول الناتو على خط تغطية القيادة الأوكرانية المتمردة وإعادة بناء جيشها بعد حل معظم الجيش الأوكراني السابق بدعوى تأثر قسم كبير من قياداته وأفراده بروسيا، وإمكانية موسكو التأثير من خلاله، فجرى حل عدد من الفرق والألوية وإعادة هيكلة شاملة للجيش الأوكراني بعد تغيير كبير في عقيدته لتصبح ملائمة لعقيدة حلف الناتو.

    وقد ظلّت القيادة الروسية تحذر من أن أي خطوة باتجاه ضم أوكرانيا لحلف الناتو ستتعامل معها موسكو على أنها تهديداً مباشراً للأمن القومي الروسي. وفي عزّ انغماس روسيا في الحرب السورية، بدأت البحرية الأوكرانية التحرش بالسفن الروسية المدنية والعسكرية، ووقعت عدة اشتباكات بحرية بين أسطول البحر الأسود الروسي والبحرية الأوكرانية، بين أعوام 2016 و ،2020 في بحر آزوف الذي بدأت تتعامل معه أوكرانيا أنه بحر أوكراني صيف العام 2019.

    تطورت التحرشات بدخول القوات البحرية التابعة للناتو عبر البحر الأسود بزعامة تركيا، بداية ثم بريطانيا، وبدا من خلال السلوك البحري للأسطول التابع للناتو أن الهدف هو التوسع لتحقيق نفوذ بحري كبير ومؤثر في أهم منطقة حيوية روسية. ومع زيادة الحراك البحري للناتو، بدأت أوكرانيا تجاهر بأنها قدمت طلبًا للانضمام للناتو وتزامن ذلك مع محاولة تهريب ثورة ملونة في بلاروسيا، الدولة النووية والحليف الأقرب لروسيا، تبيّن أن هذه المحاولة بالكامل مدعومة من الناتو والعنصر الرئيسي فيه الولايات المتحدة.

    كانت روسيا قد أنجزت تقريباً معظم أهدافها في سوريا ومع حليفتها إيران. تمكنت من القضاء على المد التكفيري في سوريا والعراق بشكل شبه

    كامل. فتفرّغت القيادة الروسية لإنهاء ملف التهديدات في الجوار (أرمينيا، أذربيجان، بيلاروسيا، أوكرانيا وكازخستان)، وقد عجلت مفاعيل محاولة الثورة الملونة في كازخستان الشهر الماضي في تسريع روسيا لاستراتيجيتها في الجوار الأوراسي. وحسمت بالتدخل العسكري الروسي المباشر في أقل من 48 ساعة التسلل والتدخل الامريكي التركي في خاصرتها الرخوة كازاخستان.

    ومباشرة بعد انتهاء العملية في كازخستان، بدأت تنفيذ خطتها في أوكرانيا، وكما نجحت بإعادة ترتيب النظام في كازخستان وفقًا لمصالحها الأمنية القومية والاستراتيجية، فقد كانت خطة “تطويع أوكرانيا” الجزء الأهم في حملتها لترتيب الجوار الجيوسياسي.

    ثانياً: تقييم للمراحل الاولى للعملية العسكرية الروسية:

    1- تطبيق المبادئ العسكرية الروسية الجديدة

    منذ بداية الأزمة الأخيرة في 10-1-2022، كان معظم الخبراء العسكريين يراقبون اتجاه الحشود العسكرية الروسية، حيث أظهرت قرائن التموضع أن الروسي يتخذ نسقًا يستخلص منه نية العمليات التعزيزية التي يمكن أن تتطور إلى عمليات هجومية. إلا أنه تبين بعد شهر من الأخذ والرد، أن 50% من الأنساق المحتشدة كانت عبارة عن أجهزة هيكلية ومجسمات لدبابات ومدافع ميدان وراجمات صواريخ ووسائل نقل. ممّا ساهم بتمرير عملية خداع كبيرة وأبقت نية القيادة الروسية مجهولة حتى لحظة البدء بالعمليات صباح اليوم 24-2-2022.

    اعتمد الروس نمطًا في مدرستهم العسكرية الجديدة الناتجة عن تطوير مبادئ الحرب التي كانت تتميز بها المدرسة العسكرية الشرقية، والتي تعتمد على الطاقة النارية المدعومة بسيل من أنساق المشاة، الذي يحقق النصر التعبوي ثم الاستراتيجي. المدرسة الروسية العسكرية الجديدة كانت مدرسة منحوتة من دروس إخفاقات حرب أفغانستان الأولى والعراق وليبيا وكوسوفو ومن التجربة العتية لحرب سوريا، التي طور فيها الجيش الروسي عقيدته العسكرية ومبادئ حربه وطرائق قتاله وأساليب تشغيل القوات بمختلف صنوفها (جو، بر، بحر، سلاح صاروخي استراتيجي وحرب الكترونية) ومراتبها (تكتيكي، تعبوي، استراتيجي)

    وذلك من خلال:

    • احتكاكه بحلفائه الذين يبدعون بمبدأ التقرب غير المباشر، وبمدرسة الحرب اللامتماثلة وحروب الجيلين الثالث والرابع، فضلاً عن امتلاكهم لواحدة من أهم منظومات البحث والتطوير من خلال الدروس المستفادة في العالم.
    • اشتباكه مع أعدائه الذين يطبقون مبادئ وعقائد عسكرية مماثلة للحلفاء ولكن وفق الفكر العسكري الغربي.

    هذه التجربة الغنية التي اكتسبها الجيش الروسي أتبعت بمناورات وتدريبات مكثفة وفقاً للمستخلص من الدروس المستفادة، وألحقت أيضاً بتطوير منظومات الأسلحة المتفوقة والكاسرة للتوازن التي يمتلكها الروس والتي أضيفت إلى الترسانة العسكرية الروسية المحدثة مما جعل الجيش الروسي متفوقاً على غريمه الامريكي بشكل كبير في أسلحة البر والطيران الاعتراضي والدفاع الجوي وسلاح الصواريخ السابحة والمنخفضة المسار (الكروز) والفرط صوتية.

    2- تطبيق الدروس المستفادة في العملية العسكرية الراهنة بأوكرانيا
    هناك بعض الدروس المهمة المستفادة من كيفية متابعة المؤسسة العسكرية والأمنية الروسية للعملية ذات الصلة في سوريا حيث قرر الكرملين اختيار القوة العسكرية كخيار للدبلوماسية القسرية ضد أوكرانيا. وتطبيق هذه الدروس وفرض نوع من القتال يختلف عما تتوقعه الولايات المتحدة والتي دربت وجهزت القوات الأوكرانية من أجلها.

    أولاً، بدلاً من التركيز على احتلال الأراضي بشكل واسع ركزت العملية العسكرية الروسية اليوم بشكل أساسي على تدمير القدرات الاستراتيجية المسؤولة عن:

    – القيادة والسيطرة
    – تشغيل وهداية القوات الاوكرانية كالرادارات ومنظومة الاتصالات
    – كما استهدف من اللحظة الأولى بصواريخ مناسبة مخازن سلاحين مؤثرين على العمليات العسكرية الروسية أحدهما تكتيكي وهو أسلحة التاو المطور والجافلين الذين يفتكان ويعيقان الدبابات – وسلاح الستينغر المطور الذي يفتك بطائرات المي 24 و54 اللتين استعملتا بكثافة، والذي يعيق أيضاً الحركة السلسة لعمليات النقل العسكري الجوي الروسي إلى أرض المعركة، والآخر تعبوي وهو سلاح المسيرات من نوع بيرقدار- T2، والذي يؤمن بشكل كبير إطباقاً معلوماتياً تعبوياً لتحركات ونوايا القوات في أرض المعركة.

    ثانياً: عملت طلائع القوات الروسية المقتحمة على تفكيك وعزل الجيش الأوكراني في مناطق العمليات وعلى تحييد عناصر الثقل فيه التي قد يستفيد منها في أي عمليات مستقبلية كبيرة مثل (قيادة المخابرات العسكرية – غرفة التخطيط العسكري التابعة لوزارة الدفاع الاوكرانية – قيادة القوات الخاصة – قيادة منظومة الحرب الالكترونية) حيث تولت ثلاث إلى أربع فرق من 6 اتجاهات عمليات:

    1- التقرب الجوي والبحري من مدينتي أوديسا وماريوبول الواقعتين على بحر آزوف في الجنوب الغربي بهدف تطويقهما وعزلهما ثم الاطباق عليهما حيث استهدف إنزالين بحريين وجويين هاتين المدينتين الساحليتين كل غلى حدة فجرى عزلهما وتطويقهما ثم الاطباق عليهما.

    2- التقرب البري من مقاطعتي لوهانسك و دونيسك قي دونباس ومدينة خاركوف في الشرق والشمال الشرقي من خلال إرسال ثلاث أفواج من الدبابات وتنقيذ إنزالات في مناطق حاكمة فضلاً عن تطوير هجوم دونيسك ودونباس بعد احتلالهما ليساهم في الزحم العسكري في مدينة خاركوف التي تعتبر ثاني أكبر مدينة في أوكرانيا والتي تتمتع بأهمية إستراتيجية في عدة مجالات منها التعزيز الآني من روسيا ومنها إمكانية تطوير الهجوم للمساهمة في الهجوم الرئيسي على العاصمة كييف في الشمال مع القوتين اللتين دخلتا من الشمال من روسيا وبلاروسيا والتي ترابط إحداهما على بعد 8 كيلومترات شرق العاصمة كييف .

    3- الاستمرار في المحافظة على الهدف من العملية العسكرية رغم تحقيق المبادأة حيث لم يفصح الروس بعد من خلال جهازهم الاعلامي الدعائي ولا من خلال نسق هجومهم الهدف النهائي للعملية التي تحتمل وقف العملية إذا رضخت كييف لشروط روسيا وفي نفس الوقت تحتمل تحول رؤوس الجسور الخمسة التي تشكلت من دخول القوات الروسية إلى هجوم رئيسي ونهائي لاحتلال العاصمة الاوكرانية كييف. حيث لا زال الروس بإخفائهم هدف العملية يحافظون على بصمة خفيفة نسبيًا على الأرض. اختاروا عدم التركيز على احتلال واسع للأراضي والاهتمام بالعمليات الانسانية وعدم الاشتباك إلا للضرورة مع وحدات الجيش الأوكراني إلا إذا فرضت العمليات وتطويرها ذلك.

    4- أظهر الروس، لا سيما في إطلاق صواريخ كاليبر كروز واسكندر من أسطول البحر الأسود ومن داخل الأراضي الروسية، قدرات على شن ضربات مميتة من أصول موجودة داخل الأراضي الروسية. كان النص الضمني لاستخدام السفن المطلة على البحر الأسود هو توضيح أن القدرات الروسية الرئيسية لم تكن بحاجة إلى إرسالها و “كشفها” ولكن يمكن استخدامها دون خوف من الانتقام أو الهجوم المضاد.

    5- مرة أخرى أعاد الروس التأكيد من خلال تشغيلهم للقوات أهمية الطائرات السمتية الحاسم في العمليات البرية السريعة للجيوش الحديثة حيث أنها تحقق إطباقاً تكتيكياً على الميدان.

    6- تميز التشغيل المتقن للقوات الخاصة والبرية والمدرعة والبحرية والجوية وسلاح الصواريخ بتناغم كامل مما حقق المفاجئة السريعة التي دمجت بين مدرستي الصدمة والرعب وبين مدرسة الانقضاض والزحف الخاطف في أراضي المعركة. وهذا ما يدفع إلى الاعتقاد القوي بقوة منظومات القيادة والسيطرة الفرعية (التابعة لكل سلاح بذاته) والمنظومة المركزية التي تدمج كل القوات وتحافظ على تناعمها وعملها الجماعي المتقن.

    ثالثاً: السيناريوهات المحتملة للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا
    أولاً

    لابد من التنويه أن الروس تصرفوا منذ بداية أزمة أوكرانيا في شباط 2014 بأن الدعم الخارجي هو عامل حاسم في نجاح صمود القوات المحلية بدونباس وشبه جزيرة القرم ويمكن أن يتخذ الدعم أشكالًا عديدة مثل الملاذ الآمن والدعم المالي ، وتسليم العتاد ، والدعم الاستخباراتي ، والتدريب ليتمكنوا من المحافظة على صمودهم حتى عندما يكونوا تحت ضغط هائل من قوة محتلة كأوكرانيا وهذا ما نجحوا فيه إلا في حالة مدينة ماريوبول التي شنت القوات الاوكرانية بعد أحداث انفصال شبه جزيرة القرم عملية كبيرة دخل فيها ربع الجيش الاوكراني آنذاك .

    في المقابل فإن عدداً من مراكز ألعاب الحرب الامريكية والبريطانية نظمت في الأسابيع الستة الماضية محاكاة حول التحديات والفوائد التي يواجهها أعضاء منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) من دعم أو عدم دعم تمرد قادم في أوكرانيا في حال احتلت روسيا مساحة كبيرة أو صغيرة من أوكرانيا، المحاكاة التي بلغت 9 عمليات أجريت اعتمادًا على وجه التحديد، حول كيف يمكن أن يعمل دعم الوحدات الأوكرانية إذا استولت روسيا على دونباس؟ شرق أوكرانيا حتى نهر الدنيبر،

    بما في ذلك كييف؛ أو سيطرت على البلد بأكمله فأظهرت نتائج السيناريوهات نسباً تقارب التعادل بنسبة 50 % للدعم:
    – حيث يمكن أن يقدم الغرب الدعم للأوكرانيين الذين يقاتلون ضد قوة احتلال روسية شرط عدم المغامرة بمخاطرة سياسية نتيجة للدعم؛
    – 50% لعدم الدعم حيث لا يمكن أن يحدث ذلك، إما لأنه ينطوي على مخاطرة سياسية كبيرة أو أنه لا يوجد قوة متمردة منظمة لدعمها..

    ونعرض فيما يلي السيناريوهات المتوقعة بعد اجتياح الجيش الروسي لأجزاء من أوكرانيا وهي خمسة سيناريوهات محتملة:

    أولاً: السيناريو الأول الذي نرجحه هو سيناريو الإطاحة بالنظام الأوكراني الحالي وتحقيق عودة روسيا لممارسة دورها كقطب وكقوة عظمى في العالم عن طريق:

    – العمل العسكري المباشر على كل أوكرانيا وعدم السماح للقيادة الاوكرانية بالفرار إلى غرب أوكرانيا وهذه الفرضية ترجمها طبيعة الانتشار الحالية للقوات الروسية التي دخلت أوكرانيا وحالة الجيش الاوكراني الحالية المعنوية المنهارة بفعل عدة عوامل.

    – أو عن طريق الحصار والاكراه للتخلي عن الحكم.
    – أو عن طريق دعم تحركات شعبية منسقة للمساعدة في الاطاحة بالنظام الاوكراني الحالي.

    سيقوم الناتو (حسب منهجيته التي اعتمدها في أفغانستان وسوريا وكوسوفو والبوسنة والهرسك) بتقديم الدعم المادي للمتمردين. ويؤسس ذلك لديناميكية خبرها الروس منذ احتلال أفغانستان عام 1979، الذين يمكن أن يردوا على كل عملية تستهدف قواتهم بإزعاج أوروبا إما بإمدادات الغاز أو بتقييد حركة التجارة البحرية في بحري آزوف والأسود الذين سيصبحان بحيرة روسية تركية مع أرجحية لروسيا، ولدى موسكو تحت تصرفها العديد من الأدوات المؤثرة للرد، بما في ذلك الهجمات الإلكترونية والنفوذ الاقتصادي.

    ثانياً: السيناريو الثاني والذي لا يقل خطورة عن الأول هو أن تتوقف موسكو عند نهر دنيبر، وتأخذ نصف أوكرانيا الشرقي، بما في ذلك كييف. هذا يترك أوكرانيا الغربية، مع موارد اقتصادية محدودة ودفاعات قليلة، تعتمد إلى حد كبير على الجيران في الغرب للحصول على الدعم الاقتصادي والمساعدات ولن يمنع موجات تهجير قد تتعدى ال 5 ملايين مهاجر ستزدحم بهم أوروبا ومعظم الدول المنضمة حديثاً للناتو، ومع وجود هذا العدد كبير من اللاجئين على الأرجح.

    في هذا السيناريو، فسيكون للغرب (للناتو وواشنطن) أيضًا أقل قدر من التأثير على ما يحدث داخل أوكرانيا. فبدلاً من أن تقاتل موسكو من أجل السيطرة في أوكرانيا، لها الحرية في تحويل انتباهها إلى مكان آخر.

    وهو على الارجح جمهوريات البلطيق الثلاث المزعجة. وهنا قد لا يمكن تقديم أي دعم للمتمردين الاوكرانيين باستثناء استقبال الموجات الكبيرة من اللاجئين، وسيزيد أيضًا من الخطر على المدى المتوسط المتمثل في تشجيع موسكو على مواصلة تهديداتها لأوروبا بلا هوادة.

    ثالثاً: السيناريو الثالث الأكثر تواضعًا بالنسبة لموسكو وهو الاستيلاء على دونباس كما حصل اليوم،

    بعد أن أنشأت روسيا قوات تقليدية في المنطقة وأدخلت جيشها اليوم، سيبدو التمرد الاوكراني اللاحق بمثابة تحول في الوضع الراهن.

    فالقوات الأوكرانية المنكفئة ستجد أمامها أعداداً كبيرة من القوات النظامية الروسية كأهداف جديدة. وستحتاج هذه القوات، المنعزلة عن الجيش الأوكراني، إلى دعم إضافي على المدى المتوسط من خارج المنطقة وستحتاج إلى إعادة تنظيمها لتصبح قوة حرب عصابات، بدلاً من وحدات عسكرية رسمية.

    سيحتاج المقاتلون إلى ملاذ آمن في بقية أوكرانيا، إلى جانب طرق الإمداد بالأسلحة والمواد الأخرى اللازمة، لأن روسيا يمكن أن تشبع المنطقة بقوات نظامية وغير نظامية. ربما يحتوي هذا السيناريو على أكثر الآثار محدودية بالنسبة لحلف شمال الأطلسي والغرب، والذي يشبه على الأرجح ضم شبه جزيرة القرم في عام 2014.

    رابعاً: السيناريو الرابع هو انقسام أوكرانيا إلى جبهتين هما غرب أوكرانيا مقابل شرق أوكرانيا

    قد تقرر موسكو نقل القوات من الشرق والشمال والاستيلاء على جميع الأراضي الواقعة شرق نهر دنيبر، بما في ذلك كييف. يعكس هذا الانقسام صدى برلين خلال الحرب الباردة، حيث حاول المنشقون الانتقال من الشرق إلى الغرب، وتحرك الجواسيس في كلا الاتجاهين. سيتطلب دعم الناتو للتمرد طرقًا ثالثاً لتأمين عبور نهر دنيبر بالمعدات والأشخاص.

    كما سيتطلب الأمر من غرب أوكرانيا أن يكون لديها خدمة عسكرية واستخباراتية فعالة، وكلاهما ضروري لدعم التمرد على الجانب الآخر من الحدود. ستحتاج الحكومة الأوكرانية الغربية إلى دعم من أوروبا – بالإضافة إلى الدعم المقدم للمتمردين في الشرق – لتعزيز استقرارها في أعقاب نزاع عنيف وفي مواجهة خصم روسي ملتزم. قد يؤدي التمرد إلى تشتيت انتباه روسيا، مما يجبرها على إعطاء الأولوية لإدارة الاضطراب بدلاً من ضم إضافي للأراضي.

    النتيجة التي ستحصل من هذا المزيج هي تعرض أوكرانيا الغربية لهجوم مستمر، حيث ستسعى موسكو إلى تقويض الحكومة الصديقة المشكلة في الغرب بكل أداة من مجموعة أدواتها، من الهجمات الإلكترونية إلى المعلومات المضللة والدعاية الموجهة ضد الأوكرانيين الغربيين. ستقوم مديرية المخابرات الروسية الرئيسية (GRU)، وجهاز الأمن الفيدرالي (FSB)، وجهاز المخابرات الأجنبية (SVR) بإلقاء موارد هائلة لاختراق الأجهزة الأمنية لحكومة غرب أوكرانيا من أجل تعطيل دعم المتمردين في الشرق.

    خامساً: السيناريو الخامس هو تهديد أوكرانيا الغربية

    في السيناريو الذي تستولي فيه روسيا على شرق أوكرانيا، التي ستنقسم إلى دولة متحالفة مع روسيا في الشرق ودولة عميلة للناتو ولأوروبا في الغرب.

    وهنا ستسعى روسيا بكل ما أوتيت من قوة عسكرية وغيرها لإغلاق الحدود بين البلدين على طول نهر الدنيبر. ستحتاج الدولة المستقلة في الغرب إلى إنشاء عاصمة جديدة، ومجموعة فاعلة من مؤسسات الدولة، واقتصاد قابل للحياة، بدون الموارد الطبيعية للشرق.

    كما ستواجه تدفقاً للاجئين من الشرق يسعون للهروب من الحكم الروسي. سوف يلجأ غرب أوكرانيا إلى أوروبا طلباً للمساعدة. وليس معلوماً ما إذا كانت هذه المساعدة وشيكة والتجربة أظهرت أن أوروبا لم تتقدم للمساعدة بشكل فعال في أزمة اللاجئين السوريين، حيث اختارت العديد من الدول بدلاً من ذلك إغلاق حدودها بعد عام 2015-2016 وهنا كلما بدا غرب أوكرانيا أضعف، كلما زاد ميل الرئيس بوتين إلى الاستيلاء على بقية البلاد بالقوة.

    العالم

    واشنطن بوست: لماذا ما يحدث في أوكرانيا يهم الأمريكيين

    أوكرانيا

    رأت الصحيفة أن بايدن محق في الرد على بوتين بقوة، حتى مع وجود بعض المخاطر بالنسبة للولايات المتحدة والدول الحليفة، التي تعزل روسيا اقتصادياً ودبلوماسياً.

    كتب مجلس التحرير في صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية افتتاحية قال فيها: كما حدث مرات عديدة من قبل في التاريخ الأوروبي، تثير قنابل ودبابات المعتدي الرعب والخراب في جار أضعف.

    وزعمت الصحيفة أن “الضحية هذه المرة أوكرانيا، وهي دولة عضو في الأمم المتحدة ويقطنها 44 مليون نسمة؛ وأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يصر – خلافاً للقانون الدولي – على أن أوكرانيا ليس لها حقوق سيادية يجب أن يحترمها”.

    وأضافت الصحيفة أنه “مرة أخرى، الحياة المتحضرة في هذه القارة الحيوية استراتيجياً تغمرها الدماء والنار. قد يتم احتواء الصراع – حالياً – في المناطق الشرقية لأوروبا. لكنها تهدد بالانتشار. ومرة أخرى، الولايات المتحدة مدعوة للرد”.

    تابعت الافتتاحية: قد يرغب العديد من الأميركيين، بشكل غريزي ومفهوم، في عدم التورط في حرب أوروبية، حتى بشكل غير مباشر، من خلال فرض عقوبات على روسيا. يمكن أن تؤدي مثل هذه الإجراءات إلى حدوث اضطرابات في أسواق الطاقة والأسواق المالية، مما يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الولايات المتحدة، في الوقت الذي نعاني فيه بالفعل من مشكلات، تتراوح من الوباء إلى التضخم إلى الظلم العنصري.

    بالتأكيد هذا البلد وأفراد خدمته وعائلاتهم دفعوا ثمناً باهظاً مادياً وبشرياً في حروب الشرق الأوسط ومن أجلها والتي انتهت من دون نصر واضح.

    وأوضحت الصحيفة أنه مع ذلك، فإن الرئيس جو بايدن محق في الرد على بوتين بقوة، حتى مع وجود بعض المخاطر بالنسبة للولايات المتحدة والدول الحليفة، التي تعزل روسيا اقتصادياً ودبلوماسياً. لا توجد معاهدة دفاع متبادل بين الولايات المتحدة وأوكرانيا، وبالتالي لا يوجد التزام قانوني أو احترازي لحمايتها من قبل القوات الأميركية.

    وقالت إن ما لدينا هو مصلحة في السلام والاستقرار في أوروبا، وهي قارة يبلغ عدد سكانها 740 مليون شخص يتقاسم معهم الأميركيون التزاماً طويل الأمد بالديمقراطية، وروابط عائلية لا حصر لها وأكثر من 1 تريليون دولار في التجارة السنوية، والتي تعتمد عليها ملايين الوظائف.

    وأضافت الصحيفة: كان منع القارة من السقوط تحت نفوذ هيمنة معادية – كما فعلت أميركا تقريباً في عامي 1914 و1939 وأثناء الحرب الباردة – مصلحة أميركية حيوية لعقود. هذه هي المصلحة الحيوية التي استثمرت الولايات المتحدة من أجلها في منظمة حلف شمال الأطلسي ومؤسسات أخرى. وهذه المصالح الحيوية بالتحديد هي التي سيقوّضها “العدوان الروسي” غير المنضبط عاجلاً أم آجلاً، مع تكاليف أعلى بكثير وأكثر ديمومة للأميركيين من أي شيء قد نتحمله من العقوبات وغيرها من الإجراءات التي يفكر فيها بايدن الآن.

    ورأت الصحيفة “أن “الأمن” و”السلامة الإقليمية” و”القانون الدولي” كلمات طنانة – مفاهيم مجرّدة. ومع ذلك، فإن ما تشير إليه ضمناً من الناحية العملية هو أمر ثمين: الزمان والمكان للناس والأمم للتطور بحرية.

    في العقود الثلاثة التي أعقبت انهيار الاتحاد السوفييتي، قد يكون المجتمع عبر الأطلسي قد اعتبر السلام والحرية أمراً مفروغاً منه. والآن يأتي بوتين لتفجير كل هذا التراخي، بطريقته المميزة: مدعياً، بشكل غريب، أن روسيا يجب أن تشن حرباً على أوكرانيا لأن الأخيرة تهددها، عندما يكون خوفه الحقيقي هو أن النجاح الديمقراطي النموذجي في جارٍ كبير مشابه ثقافياً قد يقوّض حكمه الكليبتوقراطي”، بحسب زعم الصحيفة.

    نقله إلى العربية بتصرف: الميادين نت

    استشهاد وإصابة 10 مدنيين بينهم 5 مهاجرين أفارقة بنيران الجيش السعودي في صعدة

    مدنيين
    مدنيين

    استشهد 3 مواطنين مدنيين بينهم مهاجر إفريقي وأصيب 7 آخرين بينهم 4 مهاجرين أفارقة اليوم الجمعة بنيران الجيش السعودي في محافظة صعدة.

    وأفاد مراسلنا في صعدة باستشهاد مواطنين اثنين بقصف مدفعي سعودي على منطقة آل ثابت بمديرية قطابر ومديرية شدا الحدوديتين.

    وأضاف أن مهاجرا إفريقيا قتل كما أصيب 7 مدنيين بينهم 4 مهاجرين أفارقة بنيران الجيش السعودي في منطقة الرقو بمديرية منبه الحدودية.

    وكان استشهد مواطن، أمس الخميس، بقصف مدفعي سعودي على مديرية شدا الحدودية محافظة صعدة.

    يشار إلى أن العدو السعودي يستهدف القرى الحدودية الأهلة بالدنيين بالقذائف الصاروخية والمدفعية والأسلحة الرشاشة بشكل يومي، في ظل صمت دولي وأممي مطبق.

    الدفاع الروسية تعلن عن تدمير 211 منشأة عسكرية أوكرانية ومصادرة كميات كبيرة من الأسلحة

    الدفاع الروسية

    أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء اليوم الجمعة، عن تدمير 211 منشأة عسكرية للبنية التحتية العسكرية الأوكرانية بينها 17 مركزا للقيادة والاتصالات.

    وأكدت الوزارة أنها صادرت كميات كبيرة من الأسلحة التي سلمتها الدول الغربية خلال الأشهر القليلة الماضية إلى أوكرانيا.

    وأضافت أنه تم إسقاط 6 مقاتلات ومروحية واحدة و5 مسيرات وتدمير 18 دبابة ومدرعة و7 راجمات صواريخ و41 آلية تابعة للجيش الأوكراني خلال العملية العسكرية الجارية.

    وفي سياق متصل قالت وزارة الدفاع الروسية إنه جرى الاتفاق مع القوات الأوكرانية على تأمين حماية مشتركة لمحطة تشيرنوبل النووية ، وإن مستوى الإشعاع في منطقة مفاعل تشيرنوبل طبيعي.

    من جانب اعلن الرئيس الاوكراني فلاديميور زيلينسكي أن 137 أوكرانيا على الأقل قتلوا الخميس في اليوم الأول من العملية الروسية، وأن و316 آخرين أصيبوا بجروح في المعارك.