المزيد

    ذات صلة

    الأكثر مشاهدة

    ورد الآن.. تعزيزات الألوية تدخل الميدان وتبدأ “التوغّل البري” بعد اشتباكات انتهت باختراق مقدمة “الصفوف” والأخيرة ترد بالاستدراج والقصف (التفاصيل)

    على وقع تصاعد التحشيدات العسكرية وقرع طبول الحرب في الهضبة النفطية بحضرموت، تتجه الأنظار إلى ما يشبه “ساعة الصفر” لانفجار المعركة الكبرى بين الفصائل الموالية للإمارات والسعودية، في سباقٍ محمومٍ للسيطرة على منابع “الذهب الأسود”.

    فمع وصول ألوية جديدة تابعة للانتقالي الجنوبي، بدأت بالفعل عمليات التوغّل البري باتجاه مدينة سيئون، في أعقاب اشتباكاتٍ داميةٍ انتهت باختراقٍ لخطوط “العسكرية الأولى” الموالية للرياض، لتبدأ الأخيرة نشر قواتها الثقيلة والرد بالاستدراج والقصف المدفعي.

    وفي الوقت الذي دفعت فيه الإمارات بلواءٍ رابعٍ من “الانتقالي الجنوبي” إلى عمق الهضبة النفطية، وبدأت عملية التوغّل البري في وادي حضرموت، جاءت التقارير لتؤكد أن الشركات النفطية في بترومسيلة أوقفت عملياتها بالكامل، ما يعني دخول المحافظة في مرحلة الشلل الاقتصادي والعسكري قبل ساعاتٍ فقط من تفجير الأوضاع.

    وتؤكد مصادر ميدانية أن مرتزقة العدوان يواصلون حشد قواتهم نحو حضرموت في تنفيذ مباشرٍ للمخططات الأمريكية–البريطانية–الصهيونية التي تتخذ من الرياض وأبوظبي واجهتين عسكريتين لتقسيم اليمن والسيطرة على موارده الطبيعية، وعلى رأسها النفط.

    وتشير التقارير إلى أن محافظة حضرموت الغنية بالثروات المعدنية تحولت إلى بؤرة التنافس الحاد بين “القوتين الوكيلتين”، في سباقٍ للهيمنة على منابع “الذهب الأسود” الممتدة من الهضبة حتى الساحل.

    ووفقاً للمصادر، فقد دفعت الإمارات بتعزيزات عسكرية إضافية إلى خطوط المواجهة مع قوات ما يسمى “حلف حضرموت” الموالي للسعودية، في حين تداول ناشطون مشاهد مرئية تُظهر أرتالاً من المدرعات والمدافع الثقيلة القادمة من شبوة وعدن باتجاه وادي الأدواس ووادي عدم، حيث تدور اشتباكات متقطعة منذ الأحد الماضي.

    في المقابل، ظهر محافظ حضرموت المعيَّن حديثاً من قِبل المجلس الرئاسي الموالي للرياض، سالم الخنبشي، وهو يرأس اجتماعاً طارئاً للجنة الأمنية في المكلا داعياً إلى “ضبط النفس والتهدئة”، في وقتٍ يرى فيه مراقبون أن ما يحدث تجاوز حدود التهدئة إلى مرحلة التموضع الميداني استعداداً لمعركة كسر العظم.

    ويؤكد عمرو بن حبريش، رئيس ما يسمى “حلف قبائل حضرموت”، في تصريحاتٍ لقناة BBC، أن المحافظة تتعرض لـ“غزو قبلي خارجي” يقوده آلاف المقاتلين القادمين من الضالع ويافع بتمويل وتسليح إماراتي، متهماً “الانتقالي الجنوبي” بمحاولة “الهيمنة على النفط وفرض مشروع انفصالي لا يحظى بأي قبول في حضرموت”.

    وكشف بن حبريش عن سيطرة فصائل “الانتقالي” على منطقة الضبة النفطية المطلة على البحر العربي وعددٍ من المواقع الساحلية، محذراً من “احتلالٍ متكاملٍ لمؤسسات الدولة” وتهديدٍ مباشرٍ لـقوات بترومسيلة.

    بالمقابل، أعلنت ميليشيا “الانتقالي” المدعومة إماراتياً عن بدء اعتصامٍ مفتوحٍ في مدينة سيئون للمطالبة بإخراج “المنطقة العسكرية الأولى” التابعة للسعودية، مؤكدة أنها “لن تغادر الميدان حتى رحيل القوات الشمالية وتمكين أبناء حضرموت من إدارة أمنهم”. ووصفت مصادر محلية الخطوة بأنها “تغطية سياسية للانتشار العسكري الإماراتي” الذي بات يطوّق المدينة من أكثر من محور.

    شلل اقتصادي وانقطاع شامل للكهرباء

    في ظل هذا التصعيد، أعلنت شركة بترومسيلة النفطية عن توقفٍ كاملٍ لعمليات الإنتاج والتكرير في منشآتها منذ مساء السبت، بعد امتلاء الخزانات وعدم القدرة على ضخ النفط إلى القطاعات المجاورة بسبب التدهور الأمني الخطير في محيط الحقول.

    وأكد بيان الشركة أن القرار اتُّخذ “التزاماً بقواعد السلامة المهنية وحماية الأرواح والمنشآت”، محذّراً من أن استمرار التوتر “يشكّل تهديداً مباشراً للمواد النفطية والغازية المخزّنة وقد يؤدي إلى كوارث يصعب احتواؤها”.

    وبعد ساعات، أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في وادي حضرموت عن انهيار منظومة الكهرباء وخروجها كلياً عن الخدمة نتيجة توقف محطات الغاز في بترومسيلة والجزيرة. وباتت مدن الوادي والساحل تعيش ظلاماً تاماً، في مشهدٍ يلخص عمق الانهيار الاقتصادي والأمني الذي وصلت إليه المنطقة مع احتدام الصراع السعودي–الإماراتي.

    انقسام إعلامي واحتدام الحرب الدعائية

    وعكست تغطية وسائل إعلام الفصائل حجم الانقسام بين فصائل مرتزقة التحالف؛ فقناة الجمهورية التابعة لطارق عفاش، وعدن المستقلة الممولة إماراتياً، تبنّتا خطاباً داعماً لعمليات “الانتقالي”، في حين آثرت قناة سهيل التابعة لحميد الأحمر الصمت المريب، وسط مؤشرات على صراعٍ خفيٍّ بين “الإصلاح” وبقايا “الشرعية”.

    وتؤكد كل المؤشرات الميدانية أن الانفجار العسكري في حضرموت أصبح مسألة وقتٍ فقط، مع تمركز القوات الإماراتية حول “العسكرية الأولى” في سيئون، واستمرار السعودية في الحشد من منفذ الوديعة. وتأتي هذه التطورات وسط عجزٍ واضحٍ في الموقف السعودي، وتوجسٍ من مواجهة مباشرة مع أبوظبي التي باتت تمتلك اليد الطولى ميدانياً، بينما يترقب الجميع إعلان ساعة الصفر.

    spot_imgspot_img