المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 1142

    الضفة الغربية تشتعل مُجدداً.. السلطة الفلسطينيّة وخطيئة الشراكة مع الاحتلال

    الضفة الغربية تشتعل مُجدداً

    في الوقت الذي فتحت فيه حكومة رام الله كل أبواب التعاون مع “إسرائيل” واستخدمت جميع الأساليب الإجراميّة ضد شعبها، مستجدية العدو الباغي لأنّها تعتبر مقاومته أمراً خاطئاً، كشفت مصادر فلسطينية عن مقتل فلسطيني وإصابة أربعة آخرين بجروح، مؤخراً، في اشتباكات أعقبت اعتقال أجهزة الأمن الفلسطينية مطاردين اثنين من قبل قوات الاحتلال في نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

    رغم أنّ التعامل الإسرائيليّ مع السلطة الفلسطينيّة برئاسة محمود عباس يتم بإذلال واستعباد، إلا أنها تؤكد على استمرار التنسيق الأمنيّ مع العدو وملاحقة المقاومين في الضفة، وتعلن دوماً استمرارها في استخدام منهج الخنوع الذي لم يجلب لها سوى الخيبة والهزيمة والاستحقار أمام الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء.

    عباس يُطبّق مشاريع الكيان

    يساهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بتطبيق مشاريع الكيان الغاصب التي تهدف إلى تصفيّة القضيّة الفلسطينيّة من خلال التعاون اللامحدود مع الإسرائيليين، حيث يعلم الجميع أنّ السلطة الفلسطينيّة سقطت سقوطاً مدويّاً من قلوب الفلسطينيين وباتت أداة رخيصة تستعمل ضد إرادة الشعب وتطلعاته.

    والدليل هو الاشتباكات المسلحة التي اندلعت في نابلس بين نشطاء وعناصر من الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وراح ضحية التعاون مع العدو فلسطيني رجل يبلغ 53 عاماً توفى متأثرا بإصابته، في برهان جديد على أنّ السلطة الفلسطينيّة لن تكون في يوم من الأيام ممثلاً شرعيّاً لمطالب الفلسطينيين الذين يعيشون الويلات بسببها على أراضيهم المسلوبة.

    من الواضح أنّ حكومة رام الله لم تحصل على أيّ فائدة من العلاقات مع العدو واستمرارها بالتنسيق الأمنيّ معه، مقابل وقوفها في وجه توحيد الصف الفلسطينيّ لمنع تحدي الاحتلال الغاصب وعرقلة مقاومة التطبيع والتهويد والضم والاستيطان المتصاعد، أشارت المصادر الفلسطينية إلى أن أربعة أشخاص آخرين، على الأقل، أصيبوا بجروح ووصفت حالة أحدهم بالخطيرة خلال الاشتباكات التي اندلعت في عدة مناطق في نابلس.

    حيث إن انخراط السلطة في المعركة مع الفلسطينيين، هو ما شجع جنود الاحتلال والمستوطنين على العربدة والتغول في أراضي الفلسطينيين من خلال القتل الميداني ومخطّطات العدو الاستيطانيّة الرامية لإنهاء الوجود الفلسطينيّ السياسيّ والسكانيّ في الضفة الغربيّة ومدينة القدس.

    وتأتي هذه التطورات عقب اعتقال قوات الأمن الفلسطيني الليلة الماضية الناشطين مصعب اشتية وعميد طبيلة وكلاهما مطلوبان لأجهزة الأمن الفلسطينية حسب مصادر محلية، وإنّ المتحكم الوحيد بهذا الأمر –كما يقول الشعب الفلسطيني- هو العدو القاتل والسلطة الفلسطينيّة ليس أكثر من “حجر شطرنج” على طاولة السياسية الإسرائيليّة الخبيثة.

    فالضفة الغربيّة لو لم تكن مرهونة بقرارات السلطة المتعاونة مع العدو العنصريّ، لما وصل الإجرام والاستخفاف الصهيونيّ بأرواح الفلسطينيين لهذا الحد، وإنّ حركة “فتح” ترتكب وفقاً لغالبية الفلسطينيين “خطيئة تاريخيّة” لا تغتفر من خلال اعتقادها بأنّ وجود علاقة مع الكيان الإرهابيّ ربما تصب في مصلحتهم، في الوقت الذي يثبت فيه التاريخ والواقع أنّ الصهاينة يتمادون أكثر فأكثر في عدوانهم الذي لا يمكن أن يوقفه إلا القوة والوحدة والمقاومة.

    وبالاستناد إلى أن العدو كان وما يزال منبعاً للعنصريّة والدمار والإرهاب والعنف، كان الأجدر بحركة فتح أن تردع الكيان وتوقفه عند حده بسبب عدوانه الإجراميّ المتزايد بحق الأبرياء، وقضمه الجنونيّ لأراضي الفلسطينيين وتهجيرهم، حيث إنّ أكبر دليل على “الغباء السياسيّ” للسطلة العميلة هو نص إعلان الدولة الإسرائيليّة المزعومة، والذي يدعي أنّ أرض فلسطين هي مهد الشعب اليهوديّ، وفيها تكونت شخصيته الروحيّة والدينيّة والسياسيّة.

    وهناك أقام دولة للمرة الأولى، وخلق قيماً حضاريّة ذات مغزى قوميّ وإنسانيّ جامع، وأعطى للعالم كتاب الكتب الخالد، ويزعم الإعلان أنّ اليهود نُفيوا عنوة من بلادهم، ويعتبرون أنّ الفلسطينيين هم ضيوف في “إسرائيل” وأنّ الجرائم التي يرتكبونها بحقهم بمثابة استعادة لحرياتهم السياسيّة في فلسطين، فَعن أيّ استقرار يتحدث داعمو الاحتلال.

    ويشار إلى أنّ السلطة الفلسطينيّة خذلت الشعب الفلسطينيّ بشكل كامل وأعادت غرز خنجر الحقد الصهيونيّ والخيانة العربيّة في ظهر قضيّتهم من خلال تنسيقها الكبير مع الأجهزة الأمنيّة التابعة للعدو لمنع إطلاق يد المقاومة وعرقلتها في لجم العدوان الصهيونيّ على الشعب الفلسطينيّ، ومنع توجيه البنادق باتجاه العصابات الصهيونيّة المعتدية، ثأراً لدماء شهداء فلسطين وحماية لأبناء الضفة الغربيّة المحتلة والمستهدفة، بيد أن جنود الاحتلال المجرم لا يتوقفون عن استهداف وقتل وتهجير الفلسطينيين ونهب أراضيهم، وماتزال السلطة الخانعة تحدثنا عن “سلام الجبناء” الذي لن يجلب سوى العار والموت على طريقة العدو.

    تصريحات مناقضةٌ للواقع

    يتفق جميع الفلسطينيين حتى الموالون منهم لحركة فتح، على أنّ تصريحات مسؤولي السلطة كانت متناقضة للغاية، فعلى الرغم من أنّها فتحت نيرانها على المقاومين، دعت الرئاسة الفلسطينية الثلاثاء المنصرم، الفلسطينيين إلى التهدئة وذلك عقب الاشتباكات والاحتجاجات غير المسبوقة، حيث تحولت العلاقات بين السلطة الفلسطينيّة والعدو الصهيونيّ المُستبد، إلى معضلة في وجه حالة الإجماع الوطنيّ الرافضة للتسوية والمفاوضات مع عصابات الاحتلال.

    وخاصة أن تل أبيب بكل ما أوتيت من قوّة خلقت أمرا واقعا على الأرض لإقامة الدولة العنصريّة المزعومة على أراضي الفلسطينيين، مع تمسك شديد من قبل الفصائل الفلسطينية باستمرار وضوح منهجهم، ويرتكزون في ذلك بالفعل على مصلحةَ الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة، لإنهاء الانقسام والاتفاق على استراتيجية وطنية ناظمة للعلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، ولطبيعة المواجهة مع سالبي الأرض وسارقي التاريخ وقاتلي الأبرياء.

    “يجب تفويت الفرصة على المتربصين والمتآمرين على مشروعنا الوطني، ولمواجهة مؤامرات الاحتلال وبعض الدول الإقليمية التي تريد الاضرار بمشروعنا الوطني”، هذا ما جاء على لسان الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، موجهاً كلامه للمواطنين الفلسطينيين الذين يعيشون في منطقة تُدار اسميّاً من السلطة في سيل الاعتداءات الإسرائيليّة الممنهجة التي تتصاعد يوماً بعد آخر بحق أهالي الضفة الغربيّة المحتلة منذ عام 1967.

    حيث تعيش الضفة الغربية، وخاصة في الأشهر الأخيرة، أوضاعاً متوترة للغاية بسبب مواصلة قوات العدو جرائمه الشنيعة بحق الفلسطينيين ما يُظهر بشكل أكبر العقلية الإجراميّة والإرهابيّة للمحتل الأرعن والانخراط الفاضح للسلطة في ذلك، في ظل مواصلة سياسة الاستيطان والقتل المروعين التي تنتهجهما الحكومة الإسرائيليّة بما يخالف القوانين الدوليّة والإنسانيّة، ما يشي باحتماليّة كبيرة لأن تفتح أبواب جهنم على تل أبيب التي اختارت تسخين الأحداث ورفع مستوى الإجرام، حيث يتوقع أن تنفجر الأوضاع في أي لحظة بسبب التمادي الإسرائيليّ الذي بات خطراً للغاية.

    أيضاً، طالبت السلطة الفلسطينيّة أبناء الشعب الفلسطينيّ بالتوحد والتكاتف، ورص الصفوف في هذه المرحلة الخطيرة التي تمر بها قضيتهم الوطنية، وعدم الانجرار خلف الأجندات المغرضة، لكنّها غضّت الطرف عن اعترافها بالعدو الصهيونيّ القاتل، والتنسيق الأمنيّ مع العدو، والذي يشكل ضربة لأيّ شراكة عمل وطنيّ في عمقه ويناقض التفاهمات الداخليّة، انطلاقاً من أنّ الأمة تُسلب إرادتها وتنهب ثرواتها ليصبح الكيان الصهيونيّ سيداً في المنطقة، والدليل أنّ تل أبيب مستمرة في غيها وتغول كيانها من خلال منهجها العدوانيّ في أكثر من ملف.

    ولا يعدو حديث السلطة الفلسطينيّة عن حرمة الدم الفلسطيني، وضرورة الحفاظ على النظام والأمن في الشارع الفلسطيني، والتحلي بروح المسؤولية لأن معركتها المزعومة هي مع الاحتلال، سوى تصريحات إعلامية جوفاء لا أكثر بعد تلطخ أيدي القوات الأمنية بدماء الأبرياء واعتقال المقاومين.

    فيما يعترف الإسرائيليون دائماً بعدم رغبتهم بالسلام أو حتى التفاوض مع السلطة، كما يفرض العدو واقعه الاحتلاليّ في مناطق الضفة والعاصمة الفلسطينيّة المحتلة القدس ويحاصر قطاع غزة ويزيد من جرائمه الشنيعة وخطواته التصعيديّة الكثيرة بدءاً من جنايات القتل والإعدام الميدانيّ ومروراً بطرد الأهالي من ديارهم وحرمانهم من لقمة عيشهم وليس انتهاءاً عند الاعتداء على المقدسات والنشاطات الاستيطانيّة المخالف للشرعيّة الدوليّة.

    من ناحية أخرى، إن الحفاظ على المشروع الوطني والتحلي بالمسؤولية، وعدم الانجرار وراء الفتن التي يقف وراءها الاحتلال وعدد من دول الإقليم، وفقاً لادعاءات السلطة، تنفيه مساعي سلطة رام الله المسؤولة بشكل كبير عن الجرائم التي يرتكبها العدو، في الوقت الذي تحارب فيه فصائل المقاومة والناشطين لمنعهم من القيام بدورهم في لجم العدوان الصهيونيّ على الشعب الفلسطينيّ.

    رغم أن هذه الجرائم التي يرتكبها العدو والسلطة في الضفة المحتلة ستكون دائماً وقوداً لثورة الشعب الفلسطينيّ التي لن تتوقف إلا برحيل المحتل عن كامل الأراضي الفلسطينيّة، حيث إنّ رد الشعب الفلسطينيّ على هذه الجرائم سيكون بالفعل مقاومة جديدة وانتفاضة متواصلة، وفقاً لوجهة نظر المقاومين.

    وفي ظل مطالبات “إسرائيل” السلطة الفلسطينية بالتحرك ضد النشطاء المسلحين في كل من نابلس وجنين لضبط الأوضاع الميدانية، حذرت حركة فتح من أن “انحراف البوصلة نحو الداخل يهدد مصير القضية الفلسطينية”، مؤكدة على أهمية “الوحدة والتلاحم وتفويت الفرصة على المتآمرين على المشروع الوطني الفلسطيني”، كما صرح الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية طلال دويكات بأن القتيل في نابلس قضى “نتيجة إصابة لم تحدد طبيعتها بعد”.

    وأضاف: “نحن بانتظار التقرير الطبي لها الذي يشرح الإصابة التي أودت بحياته في مكان لم يكن يتواجد فيه أي من عناصر الأمن، وهناك إفادات لشهود عيان تواجدوا في منطقة الحادث المؤسف تؤكد صحة هذه الرواية”، مدعيّاً أنّ قرار التحفظ على المواطنين مصعب آشتية وعميد طبيلة جاء لأسباب ودواعٍ موجودة لدى المؤسسة الأمنية، سيتم الإفصاح عنها لاحقاً، وكلاهما لم ولن يتعرضا لأي مساس بهما”.

    وما ينبغي ذكره أنّ حركتي المقاومة “حماس” و”الجهاد الإسلاميّ” ندتتا باعتقال الناشطين المذكورين، مطالبتين بضرورة الإفراج الفوري عنهما وعن كل المقاومين والمعتقلين السياسيين”في سجون السلطة الفلسطينية، مؤكّدتين أن المسؤولية الوطنية تستوجب حماية الشعب ومقاوميه في الضفة الغربية، والحفاظ على مسار المواجهة ضد الاحتلال.

    حيث تشهد الضفة الغربية التي احتلتها “إسرائيل” عام 1967، مواجهات بين الفلسطينيين والعصابات الصهيونية بشكل منتظم، وتنفذ قوات العدو بين الحين والآخر اقتحامات تحت مبرر “اعتقال مطلوبين”، ويعيش في الضفة المحتلة حوالى 3 ملايين فلسطينيّ، إضافة إلى نحو مليون محتل إسرائيليّ في مستوطنات يُقر المجتمع الدوليّ بأنّها “غير قانونية”.

    خلاصة القول، باتت السلطة الفلسطينيّة بما لا يترك مجالاً للشك شريكة بشكل كبير في الجرائم التي ترتكبها القوات الإسرائيلية، وقد لبّت دعوات تل أبيب في تدخل أجهزة الأمن الفلسطينيّة وارتكبت ما ارتكبه الاحتلال تماماً، فيما تمنع إطلاق يد المقاومة لتقوم بدورها في لجم العدوان الصهيونيّ على الشعب الفلسطينيّ، وتستمر بهراء الاستسلام والخضوع للعدو الغاصب، لتبقى الضفة الغربية عنوان المرحلة القادمة التي ستغير كل المعادلات على الساحة الفلسطينيّة المستعمرة من العصابات الصهيونيّة وبعض المتخاذلين.

    كيان العدو يعتقل أسيرا محررا من مخيم جنين ومستوطنون يهاجمون مركبات المواطنين

    كيان العدو يعتقل أسيرا محررا من مخيم جنين ومستوطنون يهاجمون مركبات المواطنين

    اعتقلت قوات العدو الإسرائيلي، أمس الأربعاء، أسيرا محررا من مخيم جنين، وذلك على حاجز عسكري جنوب نابلس.

    وأفادت مصادر محلية، بأن قوات العدو اعتقلت الأسير المحرر محمد علي أبو زينه، أثناء مروره على حاجز زعترة العسكري.

    الى ذلك هاجم مستوطنون، الليلة، مركبات المواطنين قرب مستوطنة “بيت ايل” المقامة على أراضي المواطنين شمال مدينة البيرة.

    وأفاد شهود عيان بأن مستوطنين تجمهروا على الشارع الرئيسي قرب مستوطنة “بيت ايل”، ورشقوا مركبات المواطنين بالحجارة ما أدى إلى تحطيم زجاج عدد من السيارات، وتسببوا بأضرار مادية فيها.

    محمد عبدالسلام: 21 سبتمبر ثورة اجترحها الشعب اليمني بكل أطيافه طاويا حقبة من الوصاية

    "أنصار الله" ترحب بوقف إطلاق النار بين "الهند وباكستان" وتدعو إلى مضاعفة الجهود لإنهاء العدوان على غزة

    أكد رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام، أن ثورة 21 سبتمبر ثورة اجترحها الشعب اليمني بكل أطيافه، طاويا حقبة من الوصاية التي طالت كل مجالات الحياة، وفاتحا عصرا جديدا من الحرية والاستقلال.

    وأوضح عبدالسلام في تغريدة على حسابه بتويتر، اليوم الأربعاء، أن لعظمة الثورة صمودها سنوات طويلة في مواجهة العدوان والحصار دون أن يزيدها ذلك إلا قوة ومهابة. ولفت إلى أنها ضرورة ليستعيد اليمن دولته المفقودة.

    يشار إلى أن ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء شهد صباح اليوم، عرضا عسكريا يعد الأضخم للقوات المسلحة اليمنية بمناسبة العيد الثامن لثورة الـ21 من سبتمبر، حيث كُشف خلاله عن منظومات مختلفة من أسلحة الردع الاستراتيجية، من صواريخ باليستية ومجنحة، وطائرات مسيرة، وصواريخ دفاع جوي وصواريخ بحرية.

    21 سبتمبر.. الثورة التي أزهرت وأثمرت في زمن الخريف

    21 سبتمبر.. الثورة التي أزهرت وأثمرت في زمن الخريف
    السفير

    لستُ بصدد كتابةِ مقالةٍ أدبية كما قد يوحي العنوان، ذلك أن الثورةَ الشعبيّةَ اليمنيةَ جاءت في توقيت مفصلي على النطاقين المحلي والإقليمي، وحين كانت ثوراتُ الشباب أَو ما يُعرف بالربيع العربي تترنَّحُ واحدةً بعد الأُخرى، وتتساقَطُ أوراقُها كما أشجار الخريف جاءت ثورةُ 21 سبتمبر في سياقٍ مختلفٍ وبعناوينَ مختلفة، وشقَّت مسارَها متجاوزةً كُـلَّ التحديات.

    حتى أمكن القول إنها قد انتصرت للأهداف والشعارات التي رفعتها في وقت قياسي، وما زالت تَغُــذُّ السيرَ نحو التغيير الكبير الذي لن يتوقفَ عند حدود اليمن وجغرافيتها. وهكذا فنحن أمام ثورة أزهرت وأثمرت وبشرت بربيع اليمن في زمن خريف العرب.

    شواهدُ انتصار الثورة ونجاحها

    – 21 سبتمبر ثورةٌ تصحيحية وضعت حدًّا لتقاسم قوى النفوذ في اليمن وأعادت الاعتبار لثورة 11 فبراير التي انحرفت بها المبادرة الخليجية وتدخلات الدول العشر.

    – ثورة شعبيّة انخرط في صفوفها المستضعفون من أبناء الشعب في الأرياف قبل المدن وفي المحافظات قبل العاصمة، وخضعت لقيادةٍ فعليةٍ لا افتراضية، فكانت تحَرُّكًا خارج نطاق التواصل الاجتماعي ومنصاته الشهيرة.

    –ثورةٌ أعلت من شأن السيادة وقالت كلمتَها في وجه الوَصاية والهيمنة الخارجية سعوديّةً أكانت أَو أمريكية.

    – ثورةٌ تجاوزت فَخَّ الحرب الأهلية ولم تتورط في العنف الثوري، بل أمكن لها حفظُ الأمن والاستقرار عبر لجان شعبيّة اتسم أداؤها بالإخلاص والورع والمسؤولية.

    – ثورةٌ كان قوامها أبناء القبائل لكنها لم تخضع للمنطق القبلي والعصبية العشائرية، بقدر ما أخرجت أجمل ما في القبيلة من روابط اجتماعية، ومن إيثار وكرم ونخوة وإقدام وحمية محمودة.

    – ثورة قامت على أنقاض دولةٍ هشة وجيش مفكَّك وخارطة سياسية مثخنة بالانقسام والتشظي، فحافظت على ما تبقى من مؤسّسات الدولة وحالت دون انهيارها، وبنت جيشا قويا أصبح اليوم حارسا أمينا للثورة ومكتسباتها.

    – ثورةٌ حاربت الإرهاب والجماعات التكفيرية وانتصرت عليها في الوقت الذي كانت داعش تعلن عن قيام دولة الخرافة في العراق وسوريا.

    – ثورة استنفرت طاقاتِ المجتمع واستنهضت قدراتِ الشعب وتاريخَه العريقَ في مواجهة الحرب العدوانية التي شنتها كبرى دول المنطقة مدعومة من كبرى دول العالم فصمدت واستبسلت واستجمعت قواها، فأخرجت من ضعف اليمن قوة، وسطرت ملحمة الفداء في أروع صورة حتى أعترف لها العدوّ قبل الصديق.

    – ثورةٌ بسطت يدَ السلام والشراكة لخصومها وتساهلت معهم إلى الحدِّ الذي كادوا أن ينجحوا في الانقلاب عليها، من خلالِ فتنة ديسمبر التي تمكّنت الثورة من إخماد نيرانها، ومحاصرة تداعياتها ومعالجة آثارها على النسيج الاجتماعي والوحدة الوطنية.

    –ثورةٌ قدمت أُنموذجاً للقيادة في مختلف الإدارات والجبهات، ويكفيها فخراً أنها قدمت أنموذجَ الرئيس الشهيد صالح الصمَّاد، الذي كان رجل المسؤولية بحق، وجامعاً للخصال الحميدة كإنسانٍ ومواطِنٍ قبل أن يكونَ قائداً ورئيساً.

    – ثورةٌ لم تغفل عن البناء الداخلي ولم تقف عاجزةً حيال الحصار الخارجي فأمكن لها أن تطوّر قدراتها العسكرية والاقتصادية حتى باتت صواريخها تقرع الأجراس في تل أبيب.

    –ثورةٌ اشترك فيها كُـلُّ فئات الشعب رجالاً ونساءً، شباباً وشيوخاً، مدنيين وقبليين، علماءَ وإعلاميين، وساسة وأكاديميين… إلخ.

    –ثورةٌ خلقت فارقاً اجتماعياً وقلبت الموازين حين رفعت أقواماً وخفضت آخرين، فكانت بمثابة سفينة نوح لمن أراد النجاة والنجاح.

    –ثورةٌ أعيت المتسلقين والانتهازيين فسقط الكثيرُ والكثيرُ منهم غير مأسوفٍ عليهم.

    –ثورةٌ أحيت التكافُلَ الاجتماعي وجعلت من الزكاة عبادةً جماعيةً تؤتي أُكُلَها كُـلّ حين.

    –ثورةٌ ما يزال الآلافُ من المؤمنين بها يتسابقون لنيلِ وسام الشهادة في سبيل الله والوطن، فكانوا رجالَ الله وأنصاره ولم يبدلوا تبديلا.

    –ثورةٌ انتصرت لفلسطين والمقاومة في زمن التطبيع والخيانة.

    –ثورةٌ كانت القيادةُ والمرجعيةُ الدينية والوطنية والسياسية ممثلة بالسيد القائد عبد الملك الحوثي سِرَّ نجاحها وصمامَ أمانها وبوصلة لمن شاء إلى الهداية سبيلا.

    وماذا بعـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــد:

    من لا يتقدمْ يتأخرْ حتماً، ومن تباهى بالكمال غدر به النقصان.. ولا أسوأ من فشل الثورات سوى الظن بأن رجالها قادرون عليها، فإذا بهم كمن ضل الطريق وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

    –فالعدوانُ لا يزال قائماً وكذلك الحصار، وَإذَا كنا قد انتزعنا الهُــدنة بأيدينا، فلا مناصَ من تحقيق النصر الناجز سلما أَو حربا.

    –الوحدة اليمنية سياسيًّا وجغرافياً تبقى التحديَ الأكبر أمام الثورة وقيادتها، وَإذَا كانت مؤامرات الأعداء كبيرة وخطيرة، فلتكن جهودنا الوحدوية أكبر وأسرع.

    –الحلُّ السياسي والحوار اليمني اليمني مع الأحزاب والقوى السياسية الفاعلة والفعلية في الجنوب والشمال، بما يفضي إلى مصالحة تاريخية وشراكة وطنية في السلطة والثروة وفي المواجهة والنهضة وبناء دولة لكل اليمنيين.

    –الاتّفاقُ على دستور وعقد اجتماعي جديد يُعلِي من شأن السيادة والجمهورية والعدالة والديمقراطية وتداول السلطة سلميا، واحترام الحريات وحقوق الإنسان.

    –بلورةُ مشروع نهضوي شامل برؤية استراتيجية معاصرة بالاستفادة من التجارب العالمية في الشرق قبل الغرب كما في الصين واليابان وماليزيا. واعتبار التعليم حجر الأَسَاس في التقدم والتغيير المنشود.

    –إنصافُ المرأة وتمكينها من العمل والانخراط في الحياة العامة بعيدًا عن الصورة النمطية، إذ نحن في زمن الذكاء الاصطناعي والإنسان الآلي، والثورة الرقمية التي تعصف بالدول والمجتمعات.

    –العدالةُ وسيادة القانون وإصلاح القضاء وضمان نزاهته واستقلاله، ملف محوري في البناء والاستقرار.

    –نحو ثقافة وطنية قوامُها المواطَنة المتساوية وأَسَاسُها الولاء للوطن، وعنوانُها “كرامة الوطن من كرامة المواطن”.

    وما أحوجَنا في الأخير إلى تعزيز الهُــوِيَّة الإيمَـانية المتسامحة زيديةً وشافعيةً، ونبذ العصبية والطائفية، ومختلف صور الغلو والتطرف الديني.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عبدالله علي صبري
    سفير الجمهورية اليمنية لدى سوريا

    21 سبتمبر.. ثورةُ تنمية وبناء

    حكومة التغيير والبناء.. أمام تحدياتُ المرحلة القادمة

    رغم ما تمتلكُه اليمنُ من ثروات ومقومات اقتصادية كثيرة ومتعددة إلا أنها ظلت دولةً فقيرةً تنتظرُ المِنَحَ والمساعدات من الدول الخارجية، والقروض من البنك وصندوق النقد الدوليين وهو ما زاد من فقر الشعب اليمني حتى تم تصنيفُه من أفقر بلدان العالم.

    لم يشفع للمواطن اليمني كُـلّ هذه المقومات وكلّ هذه الثروات، لم ينعم بخيراتها، فلا تنمية اقتصادية، ولا بنية تحتية متوفرة، ولا منتجات زراعية كافية، كان الاعتماد على المنتجات المستوردة من قمح وحبوب وبقوليات وكلّ المواد الغذائية التي يحتاجها الإنسان، كذلك شحة في المستشفيات وخَاصَّة التخصصية وانعدام الأدوية المحلية، كان أغلب المرضى اليمنيين يسافرون إلى دول الخارج لتلقي العلاجات، والسبب انعدامها في اليمن.

    فكل هذا وأكثر هو السائد وهو الحقيقة وهذا هو واقع ما كنا نعيشه قبل ثورة 21 سبتمبر رغم أنه فترة طويلة وفترة استقرار كان يمكن أن تجعل من اليمن بلداً غنياً ينافس كبريات الدول.

    فجاءت ثورة 21 سبتمبر لتغير واقعنا الاقتصادي والتنموي، كهدفٍ من أهدافها، وتعمل على بناء الإنسان وتغيير تفكيره ووعيه الذي ظلل بفعل الغزو الفكري الذي عمد إليه الأعداء، فبناء الإنسان هو أَسَاس البناء والتنمية.

    فالتغيير في الواقع الاقتصادي والمعيشي للمواطن اليمني هو ما نطمح إليه وما تسعى القيادة الثورية والسياسية لتحقيقه رغم الحرب والعدوان والحصار الاقتصادي، إلا أننا لمسنا تغيراً ولو بسيطاً في الواقع الاقتصادي من خلال التوجّـه الجاد للقيادة نحو الزراعة واستغلالها في تحقيق الاكتفاء الذاتي ومنها زراعة القمح والحبوب، من قبل لم نكن نسمع القيادة تتكلم عن زراعة الجوف، وتهامة، وأنه لا بُـدَّ من تخفيض فاتورة الاستيراد، وضروري زراعة القمح والحبوب في اليمن.

    ولكن اليوم بدأ المواطن يفكر في تحقيق الاكتفاء الذاتي يتكلم عن زراعة القمح والحبوب وعن التحَرّك واستغلال مواسم الأمطار لحصاد المياه، كذلك بدأ وضع الخطط والدراسات معتمدة اعتماداً كليًّا على الموارد الذاتية للبلاد، لا ينتظرون مساعدات ولا يفكرون في القروض الخارجية، بدأ التفكير في استغلال الثروات الموجودة، والاعتماد على الزراعة والثروة السمكية في دعم الاقتصاد الوطني، والتحول نحو الاقتصاد المقاوم والاقتصاد المجتمعي.

    هذا كله يعد في حَــدّ ذاته منجزاً كبيراً، وعظيماً، فالتنمية الاقتصادية لن تتحقّق في عشيةٍ وضحاها، لا بُـدَّ أنها ستتعرض للكثير من العراقيل، والكثير من الصعوبات والعوائق، وسيحاربها الخارج وأعداء ثورة 21 سبتمبر الموجودين في الداخل والمحسوبين على الوطن.

    ولكن هذا لن يثنينا لتحقيق نهضة اقتصادية شاملة ينعم بخيراتها ويلمس أثرها الفقير والمسكين والمستضعف، وهذا سيتحقّق بفضل الله سبحانه وتعالى وبفضل دماء الشهداء الأحرار الذين بذلوا دمائهم دفاعاً عن الدين والوطن وليعيش أبناء الشعب اليمني في عزة وحرية وكرامة.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    محمد صالح حاتم

    ثورة 21 سبتمبر.. الأهداف والتحديات

    ثورة 21 سبتمبر.. الأهداف والتحديات

    أهداف ثورية شعبية عظيمة ومهمة وضرورية وتحديات أمنية وعسكرية واقتصادية كبيرة وجسيمة، وبين الأهداف والتحديات ثورة شعبية يمنية لا تزال تواصل مشوارها إلى اليوم وتشق طريقها بقوة وعزيمة إيمانية فولاذية لا تقهرها القوة العسكرية المعادية ولا الحرب الاقتصادية اللا إنسانية التي يمارسها الجبناء ضد الشعب اليمني الصابر الصامد.

    ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي كان أبرز أهدافها رفض الوصاية الخارجية على اليمن التي كانت تمارسها السفارة الأمريكية في صنعاء ويمهد لها الطريق أولئك العملاء الخونة الفاسدون الذين جعلوا سيادة اليمن تحت تصرف أعدائه.

    ولولا ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر التي استنقذت اليمن من بين مخالب الذئاب الاستعمارية الخارجية ومن بين أنياب الكلاب العميلة الداخلية، لكانت الجمهورية اليمنية اليوم ترزح تحت سطوة الاحتلال متجردة من كل قيم ومبادئ الحرية والكرامة لكن هذه الثورة المباركة انتشلت اليمن وأنقذته من السقوط في مستنقع الوصاية الخارجية وأعادته إلى مربع السيادة والاستقلال والعزة والكرامة.

    ثورة شعبية يمنية استثنائية في مرحلة مفصلية من تاريخ اليمن، تلك هي الثورة التي دفنت مشاريع الاستعمار الخارجي تحت التراب وحكمت على الوصاية الأجنبية بالإعدام وطردت العملاء وفضحت الخونة وفرزت الخبيث من الطيب وقطعت الطريق على الأحلام والطموحات الأمريكية والصهيونية وأنقذت اليمن واليمنيين من سطوة سلطة السفارة الأمريكية التي كانت تحكم اليمن في السر والعلن.

    إنها ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ثورة الحرية والاستقلال ثورة شعب الأنصار الذي يتمتع بهوية إيمانية جعلته يخرج إلى ميادين الثورة غير مكترث لحجم إمكانيات الأعداء ولا لما قد يواجهه من مخاطر وصعوبات، ولأنه على بينة من أمره وعلى بصيرة من أحقية ثورته استمد من الله العون والسداد وخرج إلى ساحات الثورة في صنعاء وبقية المحافظات تحت قيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي- يحفظه الله- الذي جسّد المعنى الحقيقي للقيادة التي تستشعر المسؤولية ويهمها أمر اليمن واليمنيين، وحين اجتمعت عوامل القوة التي ضمت القيادة الحكيمة والمنهجية العظيمة والأهداف المحقة والعادلة والجماهير المشحونة بالإيمان والثقة بالله استطاعت الثورة أن تفرض نفسها وتفتح صفحة جديدة في تاريخ اليمن.

    قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت الجمهورية اليمنية ذاهبة إلى التقسيم وإلى الفدرلة والشرذمة هذا في ما يتعلق بالجغرافيا أما في ما يتعلق بالمجتمع كانت اليمن ذاهبة إلى التفكك والانقسام المجتمعي بحسب مخططات خارجية استعمارية تشرف عليها الولايات المتحدة الأمريكية تهدف إلى شرذمة المجتمع اليمني وتمزيقه لكي يسهل على دول الاستكبار والاستعمار ممارسة أعمالها الاستعمارية في اليمن ونهب ثروة شعبه والسيطرة على المواقع الاستراتيجية فيه وفرض الوصاية الكاملة الأجنبية عليه وتجريده من كل عوامل القوة والحرية والعزة والكرامة والاستقلال.

    قبل ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر كانت الطماع الاستعمارية الخارجية والخيانة الداخلية تنخر جسد وكيان اليمن أرضاً وإنساناً، الخيانة التي كان يتصدرها النظام السابق العميل بمنظومته القائمة على الفساد والخيانة وعدم الاكتراث لحرية واستقلال اليمن وسيادته وأمنه واستقراره وقوته ومكانته التاريخية والحضارية والإنسانية والعربية والإسلامية.

    هذه الثورة المباركة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بأهدافها العظيمة التي تتمثل في حماية اليمن الأرض والإنسان والحفاظ على حقوقه ومكتسباته والدفاع عنه وبنائه عسكرياً وأمنياً واقتصادياً وفي مختلف المجالات وحراسة حريته واستقلاله من الأطماع الاستعمارية الأجنبية كأهداف ثورية مشروعة وطنية إنسانية وأخلاقية ثابتة لن تتغير ولا بد أن تتحقق إن شاء الله تعالى رغم التحديات التي كان ولا يزال أبرزها العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الذي وصل إلى العام الثامن وهو يستهدف الشعب اليمني ويرتكب الجرائم الوحشية ويدمر البنية التحتية وينهب الثروة اليمنية ويعمل بكل ما يستطيع للسيطرة الاستعمارية على اليمن ولكنه رغم إمكانياته العسكرية والمادية فشل رغم كل ما قد عمل.

    ومصيره الهزيمة الحتمية في المستقبل القريب إن شاء الله تعالى لأن الشعب اليمني الصامد المجاهد بهويته الإيمانية وروحيته الثورية الجهادية لا يمكن أن يقبل بالوصاية ولاستعمار، وهو قادر بعون الله تعالى على هزيمة الغزاة المعتدين وصناعة الانتصار والتغلب على التحديات مهما كانت وتحقيق الأهداف الثورية المحقة والمشروعة، ومن يتوكل على الله فهو حسبه.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــ
    زيد الشُريف

    الرئيس المشاط يدعو التحالف إلى سرعة الانخراط العملي في إجراءات بناء الثقة بدءً بالجانبين الإنساني والاقتصادي

    أعلنت العاصمة صنعاء، اليوم الإثنين، عن تشكيل حكومة جديدة “حكومة البناء والتغيير” واعلان وزرائها. وقدم رئيس الوزراء، أحمد الرهوي، لفخامة الرئيس المشاط تشكيلة الحكومة الجديدة التي ضمت كفاءات من مختلف مناطق ومحافظات الجمهورية اليمنية، بما يشكل شراكة وطنية حقيقية بدماء شابة من ذوي الكفاءة والنزاهة. وأكد أن مهمة الحكومة التي جاء تشكيلها في هذه الظروف الصعبة التي يمر بها الوطن يأتي في الأساس لترتيب الأوضاع الداخلية ومواجهة العدوان اقتصادياً وعسكرياً وسياسياً وتحقيق البناء والتغيير المنشود. من جانبه أكد رئيس حكومة التغيير والبناء أن حكومته ستكون عند ثقة قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، وثقة فخامة الرئيس المشاط وثقة الشعب اليمني، وستعمل على تسهيل المعاملات لخدمة الناس وإنجازها. وجدد الرهوي التأكيد على أن هذه الحكومة ستبذل كل ما في وسعها لتلبية طموحات أبناء الشعب اليمني العزيز الصامد المجاهد وإيجاد الحلول للإشكالات الناتجة عن العدوان الأمريكي السعودي الغاشم. وعقب اطلاع فخامة الرئيس المشاط على القائمة، أصدر بها قراراً رئاسياً على النحو التالي:

    أعلن الرئيس مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، عن انتقال ثورة الـ21 من سبتمبر من طور القتال من أجل الوجود، إلى طور الثورة التي جاءت لتبقى وتقاتل من أجل التحرير والبناء، داعياً تحالف العدوان إلى سرعة الانخراط العملي في إجراءات بناء الثقة بدءً بالخطوات الضرورية في الجانبين الإنساني والاقتصادي.

    وفي كلمة له اليوم الأربعاء، بارك الرئيس المشاط احتفالات شعبنا بالعيد الثامن لثورته الخالدة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر، متوجهاً بالتهنئة الخالصة الى قائد الثورة وإلى بواسل قواتنا المسلحة والأمن وكافة منتسبي مؤسسات الدولة والحكومة المجاهدة.

    وأوضح أن رموز النظام البائد لجأووا للاستقواء بالخارج وجلب العدوان والحصار ضد بلادنا وشعبنا، مشيراً إلى أن تلك الأدوات مضت في خواء وطني وفقر قيمي، ولم يكونوا في يوم من الأيام لليمن ولا للشعب اليمني.

    وقال الرئيس المشاط: “إن ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيد تمثل ثورة الضرورة الدينية والوطنية والإنسانية”، لافتاً أنه بعد 8 أعوام من نضالات الثورة الخالدة يحق لشعبنا أن يفخر بصموده وتضحياته وانتصاره لكرامته.

    وأضاف: أن “ثورة شعبنا المباركة بدأت بشائرها في الأفق ويكفي أنها تضع اليمن ولأول مرة على طريق الاستقلال والسيادة”، مؤكداً أن اليمن تسير باتجاه إنجاز الشرط الأساس والجوهري في النهوض بالبلدان وبناء الدول الحقيقية.

    ووعد الرئيس المشاط أنه “بمجرد استكمال هذا الاستحقاق المهم والخلاص من براثن الوصاية الخارجية سوف تجدون إن شاء الله يمنا مختلفا”. وتابع: “الثورة أصبحت تستند الى إرث جهادي كبير وتجربة عملية مهمة وملهمة أكسبتها العديد من المزايا الواعدة بالخير”، موضحاً أن الثورة اكتسبت ميزة النمو بعيدا عن الإملاءات والوصاية الخارجية، وميزة الميدان والتحرك الفعلي.

    الإعلان عن انتقال الثورة إلى طور جديد:

    وأعلن الرئيس المشاط عن انتقال ثورته الخالدة من طور القتال من أجل الوجود، إلى طور الثورة التي جاءت لتبقى وتقاتل من أجل التحرير والبناء.

    ودعا للابتعاد التام عن كل ما يندرج ضمن أسباب الفرقة والكراهية سواء على مستوى الخطاب أو الممارسة، مضيفاً: “نشد على أيدي الجميع في مواصلة الجهود المباركة في كافة مجالات ومسارات العمل ومضاعفة العمل الدؤوب من أجل ترسيخ قيم الإخاء والمحبة والتعايش”.

    الرئيس المشاط يدعو بإنهاء العدوان والحصار ويحدد شروط بناء الثقة:

    الرئيس المشاط جدد تأكيده الحرص الكبير على السلام والانفتاح على كل الجهود والمساعي الخيرة، مؤكداً الاستعداد التام لتبادل معالجة المخاوف وضمان المصالح المشروعة مع محيطنا العربي والإسلامي ومع كل دول العالم.

    كما دعا قيادة الحرب في الجانب الآخر إلى الانتقال المشترك من استراتيجيات الحرب والسياسات العدائية الى استراتيجيات السلام، مطالباً إياها بإنهاء العدوان والحصار والاحتلال بشكل كلي ومعالجة آثار وتداعيات الحرب والتعاون في إصلاح ما أفسدته.

    ودعا أيضاً المجتمع الدولي ومجلس الأمن والأمم المتحدة إلى دعم خيارات السلام الجاد والحقيقي، مشدداً أن على المجتمع الدولي البدء الفوري في تعديل السلوك الذي دأبوا عليه باعتباره سلوكا معيقا ومحبطا ومنحاز.

    ولفت إلى أن السلوك الأممي لا يساعد أبداً على بناء الثقة وتحقيق السلام بقدر ما يدخل ضمن العوامل المباشرة التي تقف وراء إطالة أمد الحرب، موضحاً بالقول: “لقد حان وقت السلام وفي معرض السلام لا ينبغي للخارج أن يكذب الكذبة ويصدقها إلى ما لا نهاية”.

    وتوجه الرئيس المشاط بدعوة قيادة الحرب في الجانب الآخر إلى سرعة الانخراط العملي في إجراءات بناء الثقة بدءً بالخطوات الضرورية في الجانبين الإنساني والاقتصادي، مشدداً بأن في مقدمة خطوات بناء الثقة رفع الحصار عن الموانئ والمطارات اليمنية وضبط موارد والثروات النفطية والغازية بما يكفل صرف الرواتب.

    وفيما يتعلق بملف الأسرى، دعا الرئيس المشاط للعمل على إحراز التقدم المطلوب والمشجع في تبادل إطلاق الأسرى والجثامين والكشف عن المفقودين، مؤكداً جاهزيتنا التامة للدخول الفوري في إنجاز هذه الخطوة الإنسانية على قاعدة (الكل مقابل الكل).

    التفاصيل بالفيديو.. القوة الصاروخية تزيح الستار عن 10 صواريخ جديدة “محلية الصنع” في عرض اليوم العسكري

    http://youtu.be/sxN4FtDMekI

    أزاحت القوة الصاروخية، الستار عن 10 صواريخ جديدة “محلية الصنع”، والتي تم كشفها خلال العرض العسكري الذي تم اليوم في ميدان السبعين بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة 21 سبتمبر.

    أنواع الصواريخ التي تم الكشف عنها

    صاروخ “بدر2″، قصير المدى ويعمل بالوقود الصلب.

    – صاروخ “بدر3″، متوسط المدى ويعمل بالوقود الصلب.

    – صاروخ “حاطم” الباليستي، بعيد المدى ويعمل بالوقود الصلب.

    – صاروخ “قدس 3″، كروز مجنح، بعيد المدى يعمل بالوقود السائل، ويتميز بقدرته على التخفي عن الإلتقاط الراداري.

    – صاروخ “فلق” الباليستي، بعيد المدى يعمل بالوقود السائل، ويحمل رؤوسا عدة.

    – صاروخ “كرار” الباليستي، بمدى 300 كم، يعمل بالوقود الصلب بنظام توجيه ذكي ووزن رأسه الحربي نصف طن.

    – صاروخ معراج “أرض – جو”، مطور من صاروخ بدر 1-P، يعمل بالوقود الصلب، وبنظامين حراري وراداري، لا يتأثر بالتشويش.

    – صاروخ “البحر الأحمر” أرض – بحر، مطور من صاروخ سعير، يعمل بنظامين حراري وراداري، ويمتاز بسرعته العالية.

    – صاروخ “محيط” أرض – بحر”، مطور من صاروخ قاهر 2M، يعمل بالوقود الصلب والسائل ويتميز بقدرته العملية في كل الظروف الجوية.

    – صاروخ “عاصف” أرض – بحر، يعمل بالوقود الصلب، وبنظام توجيه وتحكم ذكي، ويتجاوز وزن رأسه الحربي نصف طن.

    سر نجاح ثورة 21 سبتمبر.. أكاديميون: التصنيع الحربي معجزة

    سر نجاح ثورة 21 سبتمبر.. أكاديميون: التصنيع الحربي معجزة

    ذلك أن الحرب التي شنها تحالف عدوان إقليمي، بدعم دولي، بقيادة السعودية بعد 6 أشهر من انتصار تلك الثورة هدفت بالدرجة الأولى إلى احتواء مضاعفاتها والانقضاض عليها قبل أن يقوى عودها ويتزايد تأثيرها.

    لكن السؤال الذي تردد في صدى المشهد وقتها من نوع :ماهي الأسباب التي دفعت إلى شن ذلك العدوان المستمر على اليمن الذي تواصل للعام الثامن .؟

    يجيب في البدء الكاتب العربي عبدالحسين شبيب الذي يرى أن من أهم أسباب العدوان على الثورة وعلى اليمن هو إحباط النموذج اليمني الناجح في إطلاق وإدارة ثورة شعبية في جوار خليجي يتسم بالحكم الوراثي المطلق – إلا ما ندر – ويعتمد في صناعة السلطة وتداولها على سلالات عائلية وعلاقات قبلية ودعم خارجي أمريكي بريطاني بالتحديد، ولا يوجد فيها للشعب أي مشاركة فاعلة في إنتاج تلك السلطات وتداولها.

    وما يراه ثانيا كسبب هو الحؤول دون إقامة نظام سياسي في صنعاء يأخذ بيد اليمنيين نحو إقامة دولة مستقلة بالفعل وليس بالشعار، وذات سيادة حقيقية بالممارسة وليس بالنصوص، ويكون لتلك الدولة اليمنية الجديدة – الحديثة الصلاحية المطلقة في تحديد سياستها الخارجية واختيار الصديق من العدو بعد أن تتخلص من الارتباط الكلي بالإدارتين الأميركية والسعودية اللتين أدارتا منفردتين أو بالتشارك السياسة اليمنية لعقود خلت قبل تاريخ 2014م.

    وثالثا وهو الأهم وفقا ل شبيب يأتي المشروع الثقافي القرآني الجهادي لحركة «أنصار الله» الذي كان العنصر الذي فاقم القلق لدى كل من الرياض وواشنطن وعواصم أخرى في العالم والإقليم من هذا المتغير الاستراتيجي الذي سيطلق لاحقاً مساراً متصاعدا من المفاجآت اليمنية انطلاقاً من بعد ايماني في إدارة الشأن العام، والذي تميز بجرأة استثنائية في خوض غمار تلك التجربة الثورية متكئا على إرث من حروب ست واجه فيها البطش الداخلي للنظام السابق بإيعاز أميركي وإعانة سعودية، ومن ثم مشاركة فعالة في ثورة فبراير 2011م اليمنية قبل أن يتم اكتشاف حقيقة من يتلاعب بأحلام اليمنيين بالتغيير، وكيف اخذوا إلى وصاية دولية بموجب ما سمي المبادرة الخليجية المشفوعة بقرارات من مجلس الأمن الدولي بوضع اليمن تحت الفصل السابع مع ما يعنيه ذلك من تشريع أممي للتدخل الدولي الأميركي والمتعدد الجنسيات في شؤون هذا البلد.

    وحسب عبد الحسين شبيب أنه من هذه النقطة بالذات كانت المفاجأة الأولى التي حققتها ثورة 21 سبتمبر بالإطاحة بتلك الوصاية الدولية التي عاثت فسادا في اليمن على مدى 3 سنوات عبر منظومة عبد ربه منصور هادي وعلي محسن الأحمر ومن بينهما من تركيبة متعددة الأضلاع من شركاء النظام السابق ممثلين سياسيا بحزبي التجمع اليمني للإصلاح والمؤتمر الشعبي العام واطر قبلية ومناطقية وشخصية تشاركت في إدارة تلك المرحلة بإشراف أمريكي سعودي أيضا.

    المفارقة التي أحدثتها الثورة

    عكس ما جرى وقتها في المنطقة..كانت المفارقة التي أحدثتها ثورة 21 سبتمبر أنها كسرت تلك القاعدة التي اتكأت عليها ما عرفت بثورات الربيع العربي التي قامت على دعم خارجي محض اتخذ أشكالا مختلفة من التعبير عنه كانت ذروته في تحول ما سمي بالثورة السورية إلى حرب دولية إقليمية على سوريا.

    وبالتالي كان حراك اليمنيين بقيادة «أنصار الله» ينطلق من دون أي رعاية خارجية ورفضا لأي استدعاء خارجي، ثم وصاية خارجية، ونجحت في ذلك رغم الطوق المحكم الأميركي الخليجي عبر تلك المبادرة الوصاية – المشؤومة.

    يضيف شبيب أمر مهما إلى ماتناوله في هذا السياق وهو أن نجاح الثورة بعيدا عن استدعاء الخارج ووصايته كان ذلك تحديا كبيرا يحتاج إلى شجاعة الأقدام والاستمرار وحماية الإنجاز وهو ما حصل بالفعل، فكان من أولى نتائج تلك الثورة إقفال سفارات دول الوصاية القديمة والجديدة وعلى راسها سفارة الأمريكيين الذين تفاجأوا من السرعة في الحسم والسيطرة والإمساك بالأرض بتقنيات مزجت بين الشعبي والعسكري والإعلامي.

    وغادروا (الأمريكيون) بوساطة عمانية تاركين وراءهم مشروعا عملوا على بنائه لعقود عدة في هذا البلد ذي الموقع الاستراتيجي في زاوية بحرية خطيرة جدا وفي جوار قريب من نزاعات مقلقة، وهذه هي المفاجأة الأخرى التي صدمت الأميركيين بسرعة سقوط هذا البلد من يدهم ودخولهم في مرحلة من التيه والتخبط في التعامل مع المستجدات فاخرجوا من واشنطن «عاصفة الحزم» كمحاولة لإسقاط تلك الثورة واحتواء مفاعليها.

    فخ التقدير الخاطئ

    هنا أيضا وقع الجميع من جديد في فخ التقدير الخاطئ لما ستؤول إليه الحرب ليظهرَ مرة أخرى وفي ساحة هامة جداً فشلٌ استخباري بحثي لدى صانع القرار الأميركي في ان تلك الموجة العنيفة من العاصفة ستطيح بالثورة سريعا، قبل أن تمر سنين قصيرة جدا في عمر التحولات الكبرى، ليعترف هؤلاء ويلمسوا بالدليل الحسي كيف قادت «أنصار الله» اليمن إلى مرتبة اللاعب الإقليمي الهام جدا بعد أن أتمت بنجاح ترتيب البيت الداخلي وإنتاج سلطة تدير بلداً يتعرض لعدوان شرس ويخضع لحصار وحشي وتحبط مؤامرات داخلية خطيرة وفقا لمراقبين عرباً مهتمين بالشأن اليمني.

    نقطة مهمة لابد من استيعابها عند تحليل واقع ثورة 21 سبتمبر وهي إنها ثورة لا تقرأ بوقائعها فقط إنما بنتائجها ما قبل الحرب وما بعدها، حيث أعادت إنتاج فريق يمني سياسي إداري عسكري أمنى ثقافي إعلامي يدير السلطة الجديدة بكفاءة تختلف كليا عن كفاءة الفريق الذي يدير المناطق الخاضعة للاحتلال السعودي الإماراتي والتي تحولت إلى مناطق صراع دموي وفوضى امنيه واجتماعية عارمة.

    وهي بذلك تعيدنا إلى نقطة الإبهار الأولى في ذلك الحدث الاستثنائي الذي كان سيجذب الشباب العربي في الجوار وغيره إلى خوض تجربة مماثلة بالاعتماد على منطلقات إيمانية مختلفة عن تلك التي استثمر فيها البعض في الإسلام السياسي بطريقة انتهازية انتهت بهم من إخفاق إلى آخر.

    ضرورة وطنية

    وبقراءة مراقبين محليين للثورة وأبعادها يرون أنها شكلت منعطفًا كبيرًا في التاريخ السياسي اليمني الحديث والمعاصر، لما أحدثته من تغييرات جوهرية إيجابية شملت مختلف مناحي الحياة، الأمر الذي يمكن معه القول إنها قد جاءت بمثابة ضرورة وطنية، وتصحيح مسار البلد ، بعد أن عبث به المرتزقة والعملاء وأصحاب السوابق والفاسدون.

    إن قراءة متأنية لمسار ثمان سنوات هي عمر هذه الثورة المجيدة، يوضح لنا أن ما أحدثته من تغييرات جوهرية فاق بكثير مسيرتها الزمنية، وأرست بنية سياسية لنظام اتسم بوضوح الرؤية، انطلق من واقع المجتمع اليمني وأولوياته واحتياجاته، وأرست هذه الثورة اللبنات الأولى لرؤية مثالية لواقع سياسي جديد، كان بمثابة حلم الوطنيين اليمنيين لعقود خلت.

    قضية مهمة تحدث عنها المراقبون وهي أن هذه الثورة راعت خصوصية المجتمع اليمني وبنيته الاجتماعية واحتياجاته وواقع العصر وما فيه من متغيرات وتقلبات وثورة معلوماتية مذهلة، وما يحصل في العالم من قفزات عملية وتكنولوجية.

    لقد حافظت هذه الثورة المباركة على النسيج الاجتماعي في المجتمع اليمني وأعطت لهذه المسألة الأهمية التي تستحقها، وعملت حساباً كبيراً لحياة المواطنين، فكانت ثورة بيضاء لم تراق فيها قطرة دم واحدة، وكما قال قائد الثورة السيد عبد الملك الحوثي في خطاب له عن الثورة إنها ثورة لكل الشعب ولصالحه وقدمت فرصة للجميع من خلال عنوان السلم والشراكة، مؤكدًا أن ثورة 21 سبتمبر لم تمثل تهديدًا لأحد، وإنها حاضرة لعلاقات على المصالح المشروعة.

    والمتابع الحصيف لأهداف هذه الثورة ومساراتها سيجد انها جاءت خالية من تصفيات الحسابات والإقصاء واعتمدت على الحكمة والمسؤولية، لأنها عبرت باسم الشعب ولصالحه، وقدمت فرصة للجميع من خلال عنوان السلم والشراكة.

    واليوم وثورة الـ21 من سبتمبر تدخل عامها الثامن بقوة، فإنها ورغم المؤامرات التي حاولت إجهاضها تسير بخطى ثابتة لبناء اليمن الجديد، رغم شراسة التآمر التي تعرضت له من قبل دول العدوان، فقد تم رفع السلاح بيد دفاعًا عن الوطن وسيادته وكرامته، وباليد الأخرى معاول البناء والتنمية، لمجتمع يمني جديد ولتحقيق تنمية مستدامة ينعم بخيراتها كل مواطن يمني.

    ضمانات استمرار الثورة

    الاكاديمي دكتور حمود الاهنومي قال إن هذه الثورة تحمل ضمانات استمرارها والحفاظ على إنجازاتها داخلها من خلال المصادر والمرجعيات والأدبيات التي أعلنتها وتعلنها كلَّ يوم، ومن خلال تعميد هذه الأدبيات والأخلاق والأهداف بالتضحيات والدماء، وهذه ستشكل سلطة قوية وحافزة على المضي في مسيرة هذه الثورة حتى إنجاز جميع أهدافها.

    ويذهب للقول : بدون شك فإن أكبر الضمانات هي الأدبيات المقدسة التي تعليها الثورة على كل شيء، وهي القرآن الكريم، ثم محاضرات الشهيد القائد، ومحاضرات وتوجيهات السيد القائد، وكل المعاني والقيم والمفاهيم الثورية الجهادية العادلة، وهذه أمور تعمل على مراعاتها وتنفيذ مضامينها وتحقيقها القيادة العليا للثورة،

    ممثلة في السيد القائد الذي يعتبر أكبر الضمانات للحفاظ على الإنجازات وتحقيق ما بقي من الأهداف، ثم الكوادر القيادية التي صنعتها الثورة وتصنعها المسيرة القرآنية باستمرار وهي التي يجب أن تكون فاعليتها وأدواتها القيادية والتأثيرية قوية وفاعلة في أوساط المجتمع؛ لأن هؤلاء هم المؤتمنون على مصير هذه الثورة ومستقبلها وهم يشكلون التشكلات والتجسدات المعبرة عن الثورة سلبا أو إيجابا.

    ومضى الدكتور الأهنومي يقول : إن انطلاق المجاهدين في الجبهات على ذلك النحو من التضحية والفداء والشجاعة والإخلاص، وظهور نماذج مستمرة ومتتابعة حملت مشروع هذه الثورة والمسيرة على رؤوسها وهي تخوض المنايا، وتقتحم الأهوال، لا يعني سوى أن هذه الثورة خلاقة وولادة للكوادر التي ستمضي قدما قدما نحو تحقيق وإنجاز جميع أهداف الثورة، وهذا ما نعنيه بوجود الضمانات الواقعية لاستمرار هذه الثورة حتى إنجاز جميع أهدافها، وأي متخلف عن ركب هذه الثورة وتحقيق إنجازاتها إنما يضع نفسه مكشوفا أمام سلطة الثورة الروحية والأخلاقية وضميرها الوطني الحر.

    أهداف الثورة التي أنجزت

    وحول الأهداف يقول إن أهم ما أنجزته ثورة 21 سبتمبر من أهداف فهي: أولا: ذكر السيد القائد في خطاب الذكرى السابعة أن أول وأكبر وأهم منجز أن ثورة 21 سبتمبر أوقفت ذلك المستوى الذي كان قائماً من العبث والاستهتار، والذي كان يتجه بالبلد إلى الانهيار التام، وضعت حداً لتلك اللعبة السخيفة، التي كانت تنفذ تحت عنوان الوصاية.

    ثانيا: ما ذكره السيد القائد في خطاب الذكرى الأولى للثورة من أنها أفشلت مخطَّطَ الأمريكان وعملائهم في تدمير وتفكيك البلد والوصول به إلى حالة الانهيار الشامل؛ ليتسنى لهم عندئذ احتلاله تحت مبرر إنقاذه، ويذكر السيد أنهم فعلا يأتون اليوم لاحتلال البلد ولغزوه ولكن ليس كما خططوا بأن يأتوا بصورة المنفذين لهذا البلد، بل أتوا غير مقبولين، فلم يسلم لهم الشعب البلد والمصير، كما كانوا يخططون، ولم ينظر إليهم إلا كغزاة ومحتلين، ولهذا تحرك بكل شجاعة وثبات ووعي لمواجهتهم والتصدي لهم، وهو يلقنهم يوميا دروسا مهمة في الاستقلال والحرية والعزة والإباء.

    ثالثا: ذكر السيد القائد أيضا من منجزات هذه الثورة استعادة شعبنا لكرامته المهدرة، وأنه بات شعبا حرا، يعيش الحرية واقعا قائما وحالة حقيقية، بحيث لا يستطيع لا الأمريكي ولا البريطاني ولا الإسرائيلي ولا عملاؤهم أن يفرضوا على هذا الشعب ولا على حكومته في صنعاء أي نوع من الإملاءات، يقول السيد أيضا: «نحن نقول لهم: لا، بكل عزة، بكل قوة، ونستطيع أن نتصدى لسياساتهم، ونتحرك في التصدي لمؤامراتهم بكل عنفوان، كشعب عزيز وحر، يستند إلى تلك المقومات العظيمة، الأخلاقية والمبدئية، ويعتمد على الله سبحانه وتعالى، ويتوكل على الله سبحانه وتعالى.

    ويضيف نقطة رابعة وهي أنه بناء على تحقق أهم أهداف الثورة وهي الحرية والاستقلال، فقد تحقق للشعب وحكومته المنبثقة عن إرادته الثورية استعادة قراره الحضاري، سياديا وسياسيا وفكريا وثقافيا واقتصاديا وتربويا وعسكريا واجتماعيا، وهذا يشكل أهم مصادر تحرك الأمة والشعب نحو النهوض الحضاري الشامل، ويبني الأمة بناء نفسيا وروحيا وثقافيا بالشكل الذي يهيئها للانطلاق في مسيرة الحضارة الشاملة، والتغيير يبدأ في النفوس والاستعدادات قبل أن ينطلق في الميادين، وما يحدث في الميادين هو الترجمة الفعلية للانفعالات النفسية والروحية والفكرية.

    وخامسا هو أن هذه الثورة أعادت الأمل في جدوائية الثورات من أصلها، ففشلها المتراكم والذريع في اليمن وغيرها أصاب الأمة بالإحباط واليأس من إحداث أي نوع من أنواع التغيير، وباتت الشعوب ترى في الأجانب قدَرا محتوما لا يمكن الفكاك منه، فحين تنجح هذه الثورة وتحقق أهدافها على رغم التدخلات الأمريكية والأجنبية.

    وعلى رغم عدوانها العسكري والاقتصادي وحربها الناعمة فإن هذا سيشكل حافزا لكثير من حركات التحرر والشعوب في أن تسلك هذا السبيل، وأن تجرب حظها مرة أخرى في الكفاح والنضال؛ ولهذا نقول دائما: إن انتصار ثورتنا لا يعود بالنفع لليمن واليمنيين فقط، بل لكل العالم الحر، ولجميع الشعوب المستضعفة التي تتوق للحرية والاستقلال والنهوض

    أما سادسا -وفقا لحديث الدكتور حمود الاهنومي – فإن هذه الثورة وضعت اليمن واليمنيين على طريق النهوض والصعود، والشواهد الكثيرة ماثلة للعيان، فتجربة التصنيع الحربي والعسكري معجزة هذه الثورة التي قطعت فيها شوطا كبيرا من الاستيراد لكل مستلزمات المعركة بنسبة 100% إلى التصنيع لمعظم مستلزماتها من الطلقة إلى الطيارة والصاروخ، وفي مدة قصيرة جدا وقياسية إلى حدٍّ أذهل المراقبين وجعل بعضهم لا يصدق بهذه التجربة العجيبة والبديعة والمذهلة.

    إن النجاح في الجانب العسكري المادي لا يقل عنه شأنا وقوة النجاح في الجانب العسكري المعنوي، وأعظم تنمية عسكرية هي في صناعة الروحية العالية لدى العنصر البشري المقاتل الذي بات مضرب المثل عند جميع المراقبين والمحللين، في ثباته وصموده وروحيته وتضحيته وشجاعته وصبره وإخلاصه واستعداده العالي للشهادة رغم الفارق الكبير في الإمكانات والتسليح بين هذا المقاتل والمقاتل من الطرف الآخر الذي تحميه وتغطي تحركاته آخر ما توصلت إليه التقنية العسكرية في العالم من طيران وأقمار صناعيه وتجسسية، وهذا الأمر تعجز عن صناعته أكبر وأعظم الجامعات والأكاديميات العسكرية.

    فلاشة.. شاهد ملخص العرض العسكري المهيب في العيد الثامن لثورة الـ21 من سبتمبر

    فلاشة.. العرض العسكري المهيب في العيد الثامن لثورة الـ21 من سبتمبر