مقالات مشابهة

دلالات عملية توازن الردع السابعة.. لا عاصم اليوم للنظام السعودي وعمقة الحيوي من بأس صنعاء وضرباتها الباليستية والمسيرة

“خاص”

مجدداً.. العمق السعودي تحت نيران القوات المسلحة اليمنية، ستة عشر مابين صاروخ باليستي وطائرة مسيرة أستهدف منشئات حيوية وقواعد عسكرية في الداخل السعودي تركزت معظمها على أهم مصافي النفط وموانئها حول العالم والتي أدت العملية الى توقفَ حركةِ الملاحة في المطاراتِ السعودية خاصةً مطاري جده وابها لساعات وفق مصادر سعودية .

تلك هي خلاصة عملية توازن الردع السابعة، أما دلالات العملية فأبعد من ذلك بلا شك،، فتسلسل هذه العمليات يعد بذاته يشكل عامل ردع كبير بالنسبة للسعودية..

العملية تحمل رسالة قوية وواضحة ان لا عاصم اليوم للنظام السعودي وعمقة الحيوي من بأس صنعاء وضرباتها الباليستية والمسيرة، لا مكان آمن على أمتداد الجغرافية السعودية ولا انجرار وراء اي دعوات زائفة للسلام فالحق الذي سلب بالظلم والطغيان لن يُسترد الى بقوة السلاح.

رسالة ثانية حملتها العملية ، الأهداف ليست عادية وانما اهداف حيوية وحساسة، طالت منشئات شركة أرامكو عصب الاقتصاد السعودي.

وفي الدلالات تأكيد على التوسع السريع والهائل لقدرات اليمن الاستراتيجية وخاصةً القوة الصاروخية اليمنية، إذ بات يمتلك القدرة على ضرب أهداف كثيرة ومتنوعة بزخم أكبر وبفاعلية أقوى.

وفي الرسائل أيضاً أستمرار الرياض في عدوانها يعني أنها تسير بنفسها نحو النهاية ولا خيار امامها سواء وقف عدوانها الغاشم ورفع حصارها الكامل على اليمن وأبناءة خصوصاً بعد تصعيد دول العدوان الحرب الإقتصادية على الشعب اليمني، فحرب السنوات الست الماضية أثبت أن الرهان على عامل الوقت لإخضاع اليمنيين وتركيعهم بالقوة العسكرية وسياسة الحصار والتجويع قد فشلت كما فشلت أحدث الدفاعات الأمريكية في التصدي لصواريخ اليمن وطائراته المسيرة.

ومن خلالها أكد اليمنيون على عزمهم وقدرتهم على ردع العدوان السعودي المستمر رغم كل الدعوات الدولية والأممية لإيقاف هذا العدوان الذي استهدف الحجر والبشر على مدى سنوات دون أن يحقق أي نتائج على الأرض،

وفي الحقيقة فإن التصاعد الزمني في تنفيذ العمليات يقابله كذلك تصاعد في تحديد الأهداف ونوعية الأسلحة المستخدمة، فكما يؤكد المتابعون للشأن اليمني والسعودي فكل عملية تأتي أقوى من سابقتها، وتأثيرها على السعودي أشد إيلاماً وأكثر وجعاً، وما يميز جميع هذه العمليات، هو أنها تكشف هشاشة وضعف الدفاعات الجوية السعودية، وتخرجها من دائرة الصمت والإنكار، إلى الاعتراف بالعمليات.

هذه العملية أيضا تحمل رسائل تحذيرية للسعودية تضمنها بيان متحدث القوات العميد يحي سريع بصورة غير مباشرة وفيه تهديد السعودية من تبعات المساس بمقدرات اليمن النفطية خصوصا مع اقتراب الجيش واللجان الشعبية من حسم ملف المحافظة النفطية مأرب، ثمة اهداف سياسية وراء العملية مفادها أن على السعودية استغلال بدء المبعوث الجديد لمهامه للدفع نحو عملية سلام شامل ، كون الخيار البديل مرعب للسعودية، وفق ما تضمنه تصريح محمد عبدالسلام في تغريدة له على تويتر.

وفي الخلاصة فإن عمليات توازن الردع على اخالافها كشفت مواطن الضعف في دفاعات أكثر الدول انفاقاً للتسليح، كما شكلت نقطة تحول في المواجهة إذ تمكن اليمن من نقل المعركة الى العمق الحيوي للسعودية حتى بات النظام السعودي يبحث عن أساليب الدفاع عن أرضة وحماية أجواءة.

وهنا ثمة تسائلات تبحث عن إجابة… هل سنشهد عودة السعودية لصوابها أم أنه يتوجب علينا أن ننتظر عمليات الردع الثامنة والتاسعة و.. ، وهل ستكون السعودية مستعدة لتحمل عواقب عمليات الردع مع استمرار وعزيمة اليمن على رفع سطح الردع في المستقبل؟

_________
المشهد اليمني الأول
06 سبتمبر 2021م