شهدت مدينة عدن، عصر اليوم، تظاهرة نسائية حاشدة شاركت فيها مئات السيدات اللواتي خرجن إلى الشوارع احتجاجاً على الانهيار المتواصل في الأوضاع المعيشية وتردّي الخدمات الأساسية، وفي مقدّمتها أزمة الكهرباء التي تفاقمت بشكل غير مسبوق.
وانطلقت المسيرة من حي كريتر وتقدّمت باتجاه ساحة البنوك، وسط ترديد الشعارات التي تُطالب بتوفير التيار الكهربائي وتحسين خدمات الصحة والتعليم وصرف الرواتب المتوقفة لموظفي القطاع العام. ورفعت المتظاهرات لافتات كُتبت عليها عبارات «أعيدوا النور لبيوتنا»، «الكهرباء حقٌّ لا مِنَّة»، و«كرامة المرأة من كرامة الوطن».
وأكدت المشاركات أنّ انقطاع الكهرباء لساعات طويلة—حيث لا تتجاوز فترة التشغيل اليومية أربع ساعات—فاقم معاناة الأسر، خصوصاً في ظل ارتفاع درجات الحرارة وتردّي خدمات المياه. وأشارت متحدثات في التظاهرة إلى أنّ نقص الوقود المخصَّص لمحطات التوليد يعكس «فشلاً ذريعاً في إدارة الموارد»، محمّلات حكومة المرتزقة والسلطات المحلية المسؤولية الكاملة عن هذا التدهور.
ناشطون وصفوا خروج النساء إلى الشارع بأنّه «صرخة عدالة» في وجه التجاهل الرسمي، مؤكدين أنّ الاحتجاجات ستستمر حتى تحقيق مطالب الحدّ الأدنى من الخدمات الأساسية. ولم تُسجَّل أيّ مواجهات مع قوات الأمن التي اكتفت بمراقبة المسيرة من مسافة.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه عدن ومحيطها أزمة اقتصادية خانقة وانهياراً للريال اليمني، ما أدّى إلى قفزات متتالية في أسعار المواد الغذائية والخدمات، وزاد من حدّة الغليان الشعبي ضد السلطات القائمة.
