المشهد اليمني الأول/

عديدة جدا الامثلة التي يمكن ان نسردها للخونة والعملاء الذين باعوا اوطانهم وطعنوا شعوبهم بالظهر ، عندما وضعوا ايديهم بيد المستعمر او المعتدي الاجنبي ، من اجل حفنة من الدولارات او بعض الامتيازات المادية ، وهي امثلة تطفح بها كتب التاريخ القديم والمعاصر ، ولكن ان تصل حدود الخيانة لبعض الخونة حدا ، تساهم في تجويع شعب باكمله وتتركه فريسة للامراض والاوبئة ومختبرا لتجارب الاسلحة الفتاكة، بينما يزعم الخونة انهم جزءا من هذا الشعب ، فهو مثال من الصعب ان تجده في كتب التاريخ.

الحالة الثانية للخيانة ورغم انها نادرة الا انها تتجسد اليوم وبشكل صارخ بالمدعو عبد ربه منصور هادي ، الذي يدعي انه الحاكم الشرعي لليمن ، ويُتخذ من قبل التحالف العربي كذريعة للحرب الدموية المفروضة على الشعب اليمني منذ اكثر من ثلاثة اعوام ، بهدف اعادته الى الحكم في صنعاء.

هادي هو الذي يشرعن ذبح الشعب اليمني باكمله قصفا وحصارا وتجويعا وتعطيشا واوبئة وامراضا ، منذ اكثر من ثلاث سنوات ، حتى حركت مأساة الشعب اليمني الضمائر الميتة في الكونغرس الامريكي والضمائر المتحجرة في اوروبا ، ودعت الى وقف هذه الحرب العبثية ، بينما لم تحرك كل تلك الكوارث التي تنزل بالشعب اليمني شعرة واحدة في الجسد المنتفخ لهادي ، الذي يدعي تمثيله لهذا الشعب في المحافل الدولية!.

تتحدث تجارب الشعوب قديما وحديثا عن المصير الاسود للخونة والعملاء ، فهذا المصير محصور بين الموت والذلة ، فكل خونة التاريخ اما قتلوا بايدي شعوبهم او مشغليهم ، او ماتوا بذلة في مزابل التاريخ ، وليس هناك من استثناء لمصير خائن او عميل في العالم اجمع ، وهذا الحكم الكلي ينطبق على هادي ايضا.

منصور هادي اليمني الجنوبي ، الذي حرق التحالف العربي بلاده وحولها الى خربة تشتعل فيها النيران ، وبعد ثلاث سنوات من الحرب المفروضة على اليمن ، لم يتمكن من العودة الى عدن رغم انها محتلة من قبل قوات التحالف العربي التي تدعي حمايته ودعمه ، ويبدو انه يخشى من شعبه ، او ان مصيره ليس بيده بل بيد مشغليه الذين يتعاملون معه كدمية يحركونها كما يشاؤون.

لما كانت نتيجة الخيانة معروفة ، اصبح واضحا خلال الفترة الاخيرة ان هادي محتجز في السعودية ، حيث يقيم هناك منذ طرده من صنعاء ، ولايملك حرية التنقل ، وهناك اخبار موثقة تؤكد هذا الامر ، الا ان اعلام التحالف العربي الذي يحارب الشعب اليمني كان يكذب هذه الاخبار وينفي ان يكون هادي محتجزا ، حتى كشف مستشاره الذي يقيم معه في الرياض حقيقة احتجازه في تصريحات نادرة.

هذا المستشار هو عبدالعزيز جباري الذي قال في لقاء ملفت يوم امس الثلاثاء على قناة “اليمن” الفضائية ، إن هادي لا يستطيع العودة إلى عدن العاصمة المؤقتة للبلاد، واعرب عن امله “التعامل مع اليمن باحترام والتعامل مع رئيس الجمهورية والمغتربين في السعودية باحترام” ، مطالبا بـ”تصحيح” العلاقة بين الحكومة اليمنية والتحالف العربي، والتعامل “ندا لند”، مشيراً إلى أن اليمن “حضارة ممتدة منذ آلاف السنوات”.

بالرغم من نفي جباري خبر احتجاز هادي في الرياض ، الا ان تصريحاته جاءت لتؤكد هذا الخبر وليس نفيه ، فالرجل يشكو وبصريح العبارة من معاملة مهينة لهادي ويطالب بتصحيح العلاقة بينه وبين التحالف الذي يدافع عنه!!، ويتمنى ان تكون ندية!.

يبدو ان الضغوط التي تمارس ضد هادي وحكومته والتي تصل الى حد الاهانة والاحتجاز ، لم تعد تُحتمل من قبل بعض اعضائها ، فخلال الساعات الاربع والعشرين الماضية استقال عبدالعزيزجباري ، الذي دعا التحالف لاحترام هادي ، من منصبه كنائب لرئيس الحكومة اليمنية وكوزير للخدمة المدينة والتأمينات ، وتبعه صلاح الصيادي وزير الدولة في حكومة هادي.

مصير الخونة والعملاء في جميع انحاء العالم هو واحد ، الا ان اسباب هذا المصير قد تختلف نوعا ما بين مكان واخر ، ولكن في اليمن كان سبب سقوط الخونة والعملاء ، هو صمود الشعب اليمني امام عدوان التحالف العربي الذي دمر الاخضر واليابس وزرع المجاعة والامراض والاوبئة بين اكثر من 20 مليون انسان اغلبهم من الاطفال والنساء ، الا انه عجز عن ان يكسر ارادة اليمنيين ، التي كان قادة الدول التي خططت للعدوان على اليمن يمنون انفسهم بكسرها خلال ايام او اسابيع كحد اعلى.

*جمال كامل – شفقنا

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا