المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 1155

    السودان.. اتفاق على تشكيل حكومة مدنية كاملة لتولي الحكم

    السودان.. اتفاق على تشكيل حكومة مدنية كاملة لتولي الحكم

    كشف نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد دقلو “حميدتي”، أن اجتماعا عقده مع رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان، اتفق على ترك موضوع اختيار مجلس السيادة والوزراء للمدنيين.

    وأكد حميدتي التزامه الصارم بتعهداته السابقة، بخروج المؤسسة العسكرية من المشهد السياسي ، والخروج نهائيا”. لواجباتها المنصوص عليها في الدستور والقانون.

    وقال حميدتي في بيان نشر على الصفحة الرسمية لقوات الدعم السريع التي يقودها، إن “الاجتماع الذي عقد يوم الخميس اتفق بشكل قاطع على اختيار المدنيين رؤساء مجلس السيادة والوزراء المدنيين”. كما أكد تطلعه لـ “موافقة قوى الثورة على تشكيل حكومة مدنية كاملة لإنجاز مهام المرحلة الانتقالية بما يؤسس لتحول ديمقراطي حقيقي”.

    وشدد على “أهمية التنسيق والتعاون بين جميع السودانيين لإزالة الصعوبات التي تواجه العملية الانتقالية، وخلق بيئة مواتية للمضي قدما ، بما يحقق تطلعات الشعب في بناء دولة ديمقراطية مستقرة”.

    وكان حميدتي قد رحب فجأة بمشروع الدستور الانتقالي الذي أعدته اللجنة التوجيهية لنقابة المحامين السودانيين، والذي حظي بقبول واسع من المجتمع الدولي.

    وتعيش البلاد في فراغ سياسي خطير في ظل فشل كل المحاولات التي سعت لتشكيل حكومة انتقالية جديدة.

    حيث يشهد السودان أزمة سياسية وأمنية حادة فيما قتل 117 شخصًا في الاحتجاجات المستمرة التي اندلعت في العاصمة الخرطوم وعدد من المدن الأخرى ، رفضًا لإجراءات 25 أكتوبر، التي قال البرهان إنها تهدف إلى تصحيح مسار الثورة السودانية”، بينما تعتبرها قوى المعارضة” إجهاض للثورة”.

    خطوط الصراع في الانتخابات النصفية الأمريكية

    خطوط الصراع في الانتخابات النصفية الأمريكية

    تمتدّ المعركة الثقافية في المجتمع الأمريكي على مساحات واسعة، من بينها قصة حق “الصلاة في المدارس” ومسألة اللغة، و”حقوق المثليين” وزواجهم، وتعدد الأجناس.

    تجري في الولايات المتحدة الأمريكية في 8 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل انتخاباتٍ نصفية حاسمة يُقرَر فيها مصير كامل مقاعد مجلس النواب الـ435، و35 مقعداً من أصل 100 في مجلس الشيوخ، وحاكمية 36 ولاية أمريكية و3 “مناطق” أميركية (مثل جزر غوام وماريانا في المحيط الهادئ، والجزر العذراء في البحر الكاريبي)، إضافة إلى أمانة العاصمة الأمريكية واشنطن دي. سي.

    أضف إلى ذلك انتخابات المجالس التشريعية لمعظم الولايات الأميركية، ومناصب عديدة على مستوى الولايات في 27 ولاية أمريكية على الأقل، ناهيك باستفتاءات في 6 ولايات، هي كاليفورنيا وكانساس وكنتاكي وميشيغن ومونتانا وفيرمونت، تتعلّق بحق الإجهاض تحديداً، والذي كانت قد ثبتته المحكمة العليا في الولايات المتحدة حقاً دستورياً للأمريكيات منذ عام 1973، وأعادت تأكيده عام 1992.

    انقلبت المحكمة العليا على حق الإجهاض بأغلبية 5 قضاة ضد 4 في 24 حزيران/يونيو الفائت، معلنة أنه ليس حقاً دستورياً ولا مكفولاً في القانون الفيدرالي، تاركةً للولايات منفردةً حق تقييده بشدة أو حظره تماماً، وهو ما قدرت تقارير أميركية أنه سيقود إلى حرمان الأمريكيات من إجراء عمليات الإجهاض في نصف الولايات فوراً أو قريباً جداً، حتى في الحالات التي يكون الحمل فيها نتيجة اغتصابٍ أو سفاحٍ، وحتى عندما يشكل خطراً جسيماً على صحة المرأة، بما أن قرار المحكمة الدستورية العليا لم يترك أي استثناء فيدرالي لإتاحة الإجهاض في مثل تلك الحالات (على الرغم من كل الترويج الأمريكي لما يسمى “قواعد بكين”، 1995، عن حقوق الأطفال وما شابه).

    أشعل قرار المحكمة العليا الأخير، وانقلابها على سجلّها على مدى 50 عاماً، أوار الحملات الانتخابية للانتخابات النصفية المقبلة، في مجتمع أمريكي يزداد انقسامه عمودياً حول مسائل الهوية والتدين وحق الدولة في التدخل في الحياة الشخصية للمواطن؛ ومن هنا الاستفتاءات الستة على حق الإجهاض في خضم الانتخابات النصفية، والتي جرى التحضير لبعضها قبل قرار المحكمة العليا بنقض حق الإجهاض.

    جاء ذلك الانقلاب بتأثير ثلاثة قضاة محافظين عيّنهم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وهو ما حسم المعركة فعلياً. وقاد الهجمة الدستورية على حق الإجهاض القاضي صموئيل أليتو الذي عينه الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن عام 2006. ووقف مع الأربعة طبعاً القاضي كليرنس توماس الذي عيّنه جورج بوش الأب في المحكمة العليا عام 1991، ليحدث الانقلاب الدستوري بأغلبية 5 ضد 4.

    أما القضاة الأربعة الذين صوتوا ضد قرار المحكمة العليا إلغاء الإجهاض حقاً دستورياً مكفولاً فيدرالياً، فمنهم 3 عيَّنهم الرئيسان الديمقراطيان باراك أوباما وبيل كلينتون، والرابع هو رئيس المحكمة العليا، القاضي جون روبرتس، الذي عيّنه جورج بوش الابن عام 2005، وهو جمهوري محافظ صوّت مع قرار آخر يقيد حق الإجهاض معلناً مع 5 آخرين من زملائه دستورية قانون المجلس التشريعي في ولاية مسيسيبي عام 2018 بهذا الخصوص، ومرسلاً ضوءاً أخضر إلى باقي المجالس التشريعية في الولايات، لتحذو حذوها في تقييد الإجهاض، ولكنه صوت بعدها ضد الانقلاب كليةً على حقّ الإجهاض دستورياً لكي يمرر القرار من دون صوته.

    القصة لا تتعلق بحق الإجهاض وحده بالمناسبة، بل بإعادة تعريف ما يسمى “نمط الحياة الأمريكي” (The American Way of Life)، بما يروق لليمين الديني المتعصب عنصرياً، كما سنرى.

    المحكمة العليا سياسياً

    يستمر قضاة المحكمة العليا التسعة في مناصبهم مدى الحياة، فلا يعزلون إلا في حالة ثبوت ارتكابهم لجرائم، حتى يموتوا أو يتقاعدوا من تلقاء ذاتهم. لذلك، استغرق تغيير تكوين أعلى هيئة للسلطة القضائية في البلاد، كما يتوق الجمهوريون، عقوداً.

    كما أنَّ قاضي المحكمة العليا يرشحه الرئيس الأمريكي مباشرةً، ويثبّته أو يرفضه مجلس الشيوخ الذي كان يسيطر عليه الجمهوريون في الحالات الخمس التي مرر فيها كلٌ من جورج بوش الابن ودونالد ترامب قضاةً جدداً إلى المحكمة العليا.

    أما في المرة التي مرر فيها الرئيس جورج بوش الأب عام 1991 القاضي كليرنس توماس إلى المحكمة العليا، فكان الديمقراطيون يسيطرون على مجلس الشيوخ، فأتى لهم بقاضٍ أفريقي – أميركي، لاعباً ورقة العرق ومناهضة العنصرية على الديمقراطيين، لكنه كان قاضياً يدين بالكاثوليكية ويلتزم تعليمات بابا روما في المسائل الاجتماعية والثقافية، ومنها مسألة حق الإجهاض. وكان الديمقراطيون يسيطرون على أغلبية مريحة في المحكمة العليا الأمريكية وقتها، فأقِر ترشيح كليرنس توماس في مجلس الشيوخ، رغم تحفّظات بعضهم عنه وتصويتهم ضد تعيينه.

    يعني ما سبق أنَّ ميزان القوى على المدى الطويل بين الديمقراطيين والجمهوريين في مجلس الشيوخ يؤدي دوراً حاسماً في تحديد توجه المحكمة الدستورية العليا، وهو ما يزيد الصراع الانتخابي على مقاعد مجلس الشيوخ حدةً، ولا سيما أن قرارات المحكمة الدستورية العليا نهائية وغير قابلة للاستئناف أو النقض من أيّ جهة، تشريعية كانت أو تنفيذية، لا سيما إذا استندت إلى نص دستوري، ولو بحسب تأويل مجلس القضاة التسعة.

    الطريقة الوحيدة لقلب قرارات المحكمة العليا هي تعديل الدستور الأمريكي ذاته فيما يفتون فيه، لكنّ تعديل الدستور عملية معقدة جداً تتطلب ابتداءً موافقة ثلثي أعضاء مجلسي النواب والشيوخ أو ثلثي المجالس التشريعية للولايات، فقط من أجل عرض مقترح التعديل للتصويت على المجالس التشريعية للولايات الأمريكية كافةً، لكي يُقَر التعديل الدستوري المقترح، إما بأغلبية ثلاثة أرباع الولايات مجتمعة، أو بأغلبية ثلاثة أرباع المشرعين في كل ولاية على حدة، لكي يمر، بحسب البند الخامس من الدستور الأمريكي.

    وفي ظلِّ الانقسامات الأمريكية العميقة، يصعب تخيّل إقرار أيّ تعديل جوهري على الدستور الأمريكي قريباً. ولذلك، تبقى المعركة في إطار الصراع على السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ، على الأقل لتمرير تشريعات تكرس أجندة الحزب المهيمن، أو تعوق أجندة الحزب الآخر، ربما تقرر المحكمة العليا لاحقاً دستوريتها من عدمه، إذا جرى تحدي تلك التشريعات في المحاكم، ووصلت إلى المحكمة العليا.

    لمحة عن الانقسام الثقافي الحاد بين البيض في المجتمع الأمريكي

    تشتهر الصراعات العرقية في الولايات المتحدة بين الأغلبية البيضاء من جهة والأقليات العرقية من جهةٍ أخرى. هذا ليس موضوعنا هنا، وسبق أن عالجه كثيرون. فالصراع الأهم سياسياً هو الصراع داخل الأغلبية البيضاء ذاتها، ونتحدث هنا عن البيض من الطوائف البروتستنتية المختلفة من الأصول العرقية الأنكلو-ساكسونية، لا عن غيرهم من البيض. والعرب، بالمناسبة، لا يعدون منهم، إذ إن تعريف الهوية العرقية ثقافيٌ أكثر منه جينياً.

    ويلاحظ من يعيش في الولايات المتحدة أن الهنود مثلاً، والباكستانيين إلى حدٍ أقل، أكثر اندماجاً ومقبوليةً في المجتمع الأمريكي الأبيض من العرب، وهذه لعناية من يحبون تقليد الأمريكيين بصورةٍ عمياء، أو من يظنون أنهم “أرقى عرقياً” من الهنود والآسيويين في الخليج العربي.

    يعيش معظم العرب في المدن الأمريكية الكبرى، أو على الساحل الشرقي للولايات المتحدة، أو على ساحلها الغربي، ولا سيما في ولاية كاليفورنيا، وإلا فإنهم يعيشون في تجمعات خاصَّة بهم، كما في بعض مناطق ولاية ميشيغن في الوسط وغيرها.

    ما عدا ذلك، تقل نسبة العرب كثيراً في الريف الأميركي. والريف الأمريكي تعريفٌ ثقافيٌ بدوره، ولا يعتمد بالضرورة على الزراعة، إذ إن 1.4% فقط من القوة العاملة الأميركية عملت بأجرٍ في الزراعة عام 2020، وحتى هذا، ضمن سياق ممكنن ومرسمل في اقتصادٍ متقدمٍ، فالولايات المتحدة من أهم مصدري السلع الزراعية في العالم، وبلغت صادراتها الزراعية عام 2021 مستوى قياسياً هو 177 مليار دولار. وبالتالي، فإن الحديث عن “ريف أميركي” ليس كالحديث عن الريف والبلدات الصغيرة في أي مكان آخر في العالم خارج أميركا الشمالية وأوروبا الغربية.

    كثيراً ما تقدم هوليوود الريف الأمريكي ككابوس ثقافيٍ واجتماعيٍ في أفلامها التي تغزو العالم. ولعل مستوى التشويه سينمائياً هنا يفوق ذاك الذي يتعرض له العرب أو المسلمون أو أي فئة أخرى.

    وهوليوود أصلاً موضع هجوم من اليمين الديني والمحافظ كمعقل لترويج القيم “غير الأمريكية”، فالريف محافظ، ومتشدد دينياً، ومتعصب عرقياً، وشوفيني قومياً، وهوليوود ليبرالية وعلمانية متطرفة، وتصر على أن التعددية العرقية والثقافية هي “أمريكا”، وأن تلك “التعددية” هي معنى “أمركة العالم وأنسنته”، مع العلم أنَّ وصف الولايات المتحدة الأمريكية بأنها “أمريكا” يستفز عشرات الدول في أمريكا الوسطى واللاتينية، بالمناسبة، لأنه يعني اختزال قارة بأكملها في دولةٍ واحدةٍ، وهو اختزالٌ يكرس الهيمنة الإمبريالية ثقافياً. ولذلك، فالأجدر القول الولايات المتحدة الأمريكية لا “أمريكا”.

    الواقع هو أنَّ المدن وضواحيها suburbs لا تشكّل إلا 3% من الولايات المتحدة الأمريكية، وأن نحو 20% من الأمريكيين يعيشون في الأرياف، منهم نحو 80% من البيض الأنكلو-ساكسونيين، فيما نسبتهم أقل من 58% من مجموع الأمريكيين عموماً، بحسب آخر إحصاء سكاني عام 2020.

    ولو استثنينا الولايات التي كانت مكسيكية أصلاً، مثل كاليفورنيا وتكساس وغيرها، وبقايا تجمعات الأفارقة الأمريكيين من زمن العبودية في ولايات الجنوب، فإن نسبة البيض في الأرياف ترتفع كلَّما اتجهنا شمالاً، لترتفع معها نسبة التعصب الديني البروتستنتي والعرقي الأبيض والقومي الأمريكي.

    ملاحظة شخصية عن الريف الأمريكي

    فرضت ظروف الحياة على كاتب هذه السطور أن يعيش ويعمل ويدرُس ويدرِّس ويسكن ويسافر في عمق الريف الأميركي، فالاحتكاك معه لم يأتِ من الفضاء الافتراضي أو من أفلام هوليوود أو القراءة، بل من المعايشة، على مدى سنواتٍ طوال.

    ومن يظن أن اللهجات العربية تختلف عن بعضها بعضاً، فليجرّب التحدث مع عامل محطة بنزين في ريف ولاية أوكلاهوما، حتى لو كان يعيش في الولايات المتحدة سنواتٍ قبلها، وليجرب التسكع في بلدة منسية في ريف ولاية فرجينيا الغربية، نضب فحمها قبل مئة عام أو أكثر، فهجرتها الشركات تاركةً خلفها بلدةً كاملة كانت مزدهرة يوماً ما، وكانت تفتقد المياه الجارية عندما وجدتها في القرن العشرين، وهناك بلدات اسمها فلسطين، بالمناسبة، عبر الريف الأمريكي الشاسع، من تكساس إلى أركنسا إلى غيرها، مجهريةٌ بحجمها، وعملاقةٌ باسمها.

    ثمة مواضع تعيد اكتشاف ذاتك فيها أو تضيع، ليس الساحلان الشرقي أو الغربي للولايات المتحدة أحدهما، ولا المدن الأمريكية الكبيرة، ولا التجمعات العربية المثقلة بعاداتنا الحسنة والسيئة، إنما في الغربة كهوية، حيث إما أنتَ وإما التلاشي، عندما تكون في بيئة معادية للعروبة والإسلام تعتبر نفسها “إسرائيلية” توراتياً في المهجر.

    لكنّ ذلك ليس موضوعنا هنا، بل هو الريفيون الأمريكيون: عشرات الملايين، فقراء، معدمون، عمال، ومزارعون، طيبون، تشوههم هوليوود يومياً، لكن وعيهم السياسي غير مطابق لظروفهم، تماماً مثل وعي فقراء وطننا العربي أحياناً.

    هم ضد العولمة، وضد الدولة الأمريكية، لكنهم تحولوا إلى احتياطي استراتيجي لليمين الديني والمتطرف الأمريكي، ومنهم خرجت ميليشيات تكفيرية بكل ما للكلمة من معنى، تشكل قوى مضادة، استخدمت في اقتحام الفالوجة في العراق مثلاً عام 2004 كقوى “صليبية” معتوهة لطالما اصطدمت مع أجهزة الأمن الأميركية عسكرياً على الأرض الأمريكية ذاتها.

    انظر مثلاً المعركة الدموية التي خاضتها طائفة مسيحية متطرفة في ويكيو، تكساس، عام 1993، مع الأجهزة الأمنية الأمريكية التي قضى فيها 82 عنصراً منهم، بينهم أطفال. وانظر قصة تيموثي ماكفيه، الذي فجّر المجمع الأمني لكل أجهزة الاستخبارات في عاصمة ولاية أوكلاهوما في نيسان/أبريل عام 1995، بعد عودته كجندي من العراق، واكتشافه أن الحرب الأمريكية على العراق كانت جريمة لا تغتفر.

    كان ذلك رداً على ما جرى في ويكيو، تكساس، عام 1993، وقتل في تلك العملية 145 ضابطاً من الأجهزة الأمنية الأميركية على أعلى المستويات في ولاية أوكلاهوما، وجرى إعدام ماكفيه عام 2001.

    مسائل خلافية أخرى في المجتمع الأمريكي

    الإخوة في وسائل الإعلام الروسية والصينية الذين يتهكّمون على مشكلة تفشي الأسلحة في المجتمع الأمريكي وما ينتج من ذلك من جرائم القتل العشوائي، لا يدركون أن الملكية الفردية للأسلحة في الريف الأميركي، المناهض للدولة الأمريكية والعولمة والتوجه الليبرالي على الساحلين الشرقي والغربي والمدن الكبرى، هو عنوان كرامة فردية، وعنوان مقاومة ضد طغيان واشنطن.

    وأنَّ الكثير مما يشاع عن مشكلة الأسلحة في المجتمع الأمريكي هو من مبالغات الإعلام الليبرالي، فانتبهوا! ومشكلة الأسلحة الفردية باتت إحدى أهم خطوط الصراع في الانتخابات النصفية الأميركية اليوم، لكنَّ مالكي الأسلحة الفردية في الريف الأميركي هم، في الباطن، ألدّ أعداء الدولة، وطرح قصة ملكية السلاح الفردي كمشكلة يستعديهم، ويوظف ضدهم انتخابياً، للعلم والخبر، فرويداً.

    ثمة أثر لتفعيل قصة أوكرانيا في الانتخابات النصفية الأمريكية، واتهام ترامب بالتواطؤ مع روسيا، ومزاعم تدخل روسيا لمصلحته إلكترونياً في الانتخابات الأمريكية، موجهٌ إلى تفعيل طاقة الخصم ضد نفسه، من خلال استقطاب قطاعات من أصحاب التوجه القومي الأمريكي المتعصب ضد ترامب الذين يمثلون قاعدة ترامب بالأساس.

    يعبر انقلاب المحكمة العليا على حقّ الإجهاض الأمريكيات عن تحول في المزاج العام الأمريكي سياسياً ودينياً، لكنّها لحظة أكبر من ذلك بكثير، لأنها تمثل نقطة صراعٍ، من بين العديد من النقاط الأخرى، بين: أ – العلمانيين والمتدينين، ب – دعاة العولمة والقوميين الشوفينيين الأمريكيين، ج – الليبراليين والمحافظين اجتماعياً.

    تمتدّ المعركة الثقافية في المجتمع الأمريكي على مساحات واسعة، من بينها قصة حق “الصلاة في المدارس” التي يناهضها العلمانيون، حتى قصة اللغة، وهل هي النسخة الأمريكية من الإنكليزية أم لغات متعددة! وقصص “حقوق المثليين” وزواجهم، وتعدد الأجناس (يعني وجود أجناس غير الرجل والمرأة)، ناهيك بالحقوق العرقية، ومسائل البيئة، التي يقف فيها معظم الجمهوريين مع حقّ الشركات في استثمار الموارد الطبيعية.

    ويقف فيها أغلب الديمقراطيين دفاعاً عن البيئة، والموقف من الأجانب والمهاجرين، والموقف من الأقليات العرقية وحقوقها، والعديد من القضايا الأخرى ذات الطابع الاجتماعي والثقافي، بعيداً من مسائل الاقتصاد السياسي الأساسية، ومن يهيمن على السلطة والثروة والنظام السياسي.

    يسهل أن نقول إنَّ القاتل والمقتول في النار، لأن كلاهما على ضلالة، وإن المرء لا يجد نفسه عند أيٍ من الطرفين أيديولوجياً، ولكن ذلك لا يفيد عملياً في الصراع السياسي الراهن، فثمة صراعٍ جارٍ يمكن الاستفادة منه لتفكيك الإمبراطورية الأمريكي، ومن الطبيعي ألا نجد أنفسنا في أيٍ من الجبهتين، ولكنَّهما جبهتان وجودهما أفضل من عدمه.

    ويمكن في النهاية أن نتحدّث عن الاقتصاد، وعن أهمية التضخم المتزايد في تعبئة الناخب الأميركي ضد إدارة بايدن، وهو ما يستفيد منه الجمهوريون في الانتخابات النصفية، لكن ذلك يبهت أمام حقيقة أن معدل البطالة في الولايات المتحدة ما برح أقل من 4%، وأن ذلك من أدنى المعدلات في العالم، على الرغم من التوقعات المتشائمة بأن الاقتصاد الأمريكي سيقع فريسةً للتباطؤ الاقتصادي قريباً.

    لا سيما أن معدلات النمو الاقتصادي الأميركي دخلت في السالب في أول فصلين من العام 2022، لكن الواقع هو أن عائدات الشركات تنمو حتى الآن، وأن معدلات البطالة لا تظهر تزايداً بعد، مع أنَّ ذلك ممكنٌ جداً في المستقبل القريب، ولكن أرقامه وآثاره لن تظهر قبل الانتخابات النصفية في 8 تشرين الثاني/نوفمبر المقبل بما يؤثر فيها.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    إبراهيم علوش

    سوريا: الدفاعات الجوية تتصدى لصواريخ عدوان إسرائيلي استهدف محيط دمشق واستشهاد 5 ضباط

    عدوان إسرائيلي على دمشق والدفاعات الجوية تسقط الصواريخ

    تصدت الدفاعات الجوية السورية، فجر اليوم، لأهداف معادية في سماء دمشق وأسقطت عددا منها”.

    وذكر التلفزيون السوري أن دوي الانفجارات التي سمعت في العاصمة السورية دمشق ناتجة عن عدوان كيان العدو الإسرائيلي على محيط العاصمة.

    وأضاف إن عدوانا جويا إسرائيليا استهدف المنطقة الجنوبية، وإن وسائط الدفاع الجوي السورية تصدت لصواريخ العدوان.

    وذكرت صحيفة “الوطن” أن “الدفاعات الجوية تصدت لاعتداءات بمحيط العاصمة دمشق ومحيط مطار دمشق الدولي”.

    وقالت رويترز نقلا عن مسؤول عسكري سوري ان هجوم كيان العدو الإسرائيلي أسفر عن استشهاد 5 جنود وأضرار مادية.

    يشار الى أن مصدرا عسكريا سوريا كان أعلن في 31 من الشهر الماضي، أن كيان العدو الإسرائيل استهدفت بعدد من الصواريخ بعض النقاط في جنوب شرق مدينة دمشق.

    الضفة والقدس المحتلتين تشهدان 22 عملًا مقاومًا ضد العدو خلال الـ24 ساعة الأخيرة

    الضفة والقدس المحتلتين تشهدان 22 عملًا مقاومًا ضد العدو خلال الـ24 ساعة الأخيرة

    شهدت الضفة والقدس المحتلتين نحو 22 عملًا مقاومًا ضد العدو الصهيوني ومستوطنيه خلال الـ24 ساعة الأخيرة، أبرزها عمليتا إطلاق نار، أدت إلى إصابة مستوطن.

    وذكر موقع “فلسطين أون لاين” أن أعمال المقاومة تصاعدت بالضفة الغربية والقدس المحتلتين ضد قوات العدو الصهيوني ومستوطنيه خلال الـ24 ساعة الأخيرة.

    وأصيب مستوطن صهيوني خلال عملية إطلاق نار بطولية استهدفت مستوطنة “كرمئيل” في الخليل. واستهدف مقاومون فلسطينيون بالرصاص قوات العدو في منطقة وادي الحرامية في رام الله، وأحرقوا آلية عسكرية بعد استهدافها بالزجاجات الحارقة في قرية عابود بالمدينة.

    وتصدى الشبان الثائرين لاعتداءات المستوطنين، وألقوا الزجاجات الحارقة وعبوة ناسفة بمواجهات في رام الله وقلقيلية. كما اندلعت مواجهات في 15 نقطة مواجهة مع قوات العدو الصهيوني ومستوطنيه، شهدتها مناطق القدس ورام الله ونابلس وقلقيلية والخليل، رشق خلال الشبان قوات الاحتلال بالحجارة.

    وتشهد عمليات المقاومة تصاعدًا في الضفة الغربية والقدس المحتلة، ما يربك حسابات العدو الصهيوني ويفشل منظومته الأمنية. ورصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطى” في تقريره الدوري لأعمال المقاومة (832) عملاً مقاوماً، خلال شهر أغسطس المنصرم، أصيب خلالها (28) صهيونياً بعضهم بجراحٍ خطرة.

    كما تصاعدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات العدو الصهيوني بشكل ملحوظاً مقارنة بشهر يوليو الماضي، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال (73) عملية، (28، 24) عملية منها في نابلس وجنين على التوالي، بحسب التقرير.

    كاتبة فرنسية تكشف كذبة المساعدات الإنسانية في اليمن

    كاتبة فرنسية تكشف كذبة المساعدات الإنسانية في اليمن

    تقدم الكاتبة الفرنسية “هيلين لاكنر” ، المقيمة في المملكة المتحدة ، والأكاديمية والباحثة المعروفة في الغالب بعملها في الشرق الأوسط واليمن على وجه الخصوص، في كتابها الجديد الذي حمل اسم “الفقر والصراع”، وهو سرد مقتضب يتكون من 185 صفحة لتاريخ اليمن الحديث.

    وفي التقرير المقتبس من كتاب الباحثة والذي نشره موقع “ريسبونسبل ستيت كرافت” الأمريكي بعنوان “هناك ما هو أكثر في اليمن من الإرهاب والعنف السياسي، حيث تقول “لاكنر” إن هذا التصور أدى إلى تحريف المساعدات على طول الخطوط العسكرية – وليس النوع الذي تحتاجه البلاد حقا.

    وأكد التقرير أن في أبريل 2022، توصلت صنعاء والتحالف الذي تقوده السعودية، إلى اتفاق هدنة.. ونتيجة للاتفاق، الذي تم تجديده وتمديده مرتين منذ ذلك الحين، شهد اليمن فترة نزاع محدودة نسبيا. وذكر أن في غضون ذلك، خفف التحالف الذي تقوده السعودية الحصار المفروض على اليمن، لكن عدد سفن الوقود المسموح لها بالوصول إلى ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر لا يزال أقل مما تعتبره الأمم المتحدة كافياً لدعم الخدمات الأساسية.

    وتابع أن الأمر الأكثر إثارة للقلق من انتهاكات الهدنة هو صعوبة تخيل كيف يمكن أن يتطور الانخفاض الحالي في القتال بين قوات صنعاء والتحالف الذي تقوده السعودية إلى سلام دائم.. يبدو أن المحادثات السعودية اليمنية التي سهلتها عمان تحرز تقدماً ضئيلاً.

    علاوة على ذلك، في حال أدت هذه المفاوضات إلى اتفاق مهم، فإن تعدد الجهات الفاعلة – بدءًا من المجلس الانتقالي الجنوبي إلى القاعدة في شبه الجزيرة العربية – يمكن أن يعرقل عملية السلام.

    وتلاحظ “هيلين “بحزن أن معظم المساعدات التي تلقاها اليمن خلال السنوات الماضية تقليديا من القوى العالمية الكبرى كانت تركز على الأمن ومكافحة الإرهاب بدلاً من حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية الخطيرة للغاية في البلاد.. ونتيجة لذلك، ساهم معظم الدعم في الواقع، وإن كان بشكل غير مباشر، في عدم الاستقرار في البلاد وتفاقم الفقر.

    ووفقاً لما جاء في التقرير: لقد رسخ الصراع الحالي هذه التصورات فقط.. كان اليمن يتلقى كميات قليلة من المساعدات التنموية مقارنة بالدول الفقيرة المماثلة قبل اندلاع الحرب.

    وتضيف “لاكنر” أنه حتى اللحظة، تجاوزت المساعدة الإنسانية تماما تقريبا أي شكل من أشكال المساعدات التنموية.. وفي حين أن المساعدات الإنسانية ضرورية لإنقاذ الأرواح، تفيد الباحثة أنه من خلال تمويل التنمية يمكن للأفراد والأسر والمجتمعات تحرير أنفسهم من التبعية واستعادة اكتفائهم الذاتي تدريجياً.

    وفي السياق ذاته، حتى الاستجابة الإنسانية للأزمة اليمنية كانت تعاني من نقص حاد في التمويل.. حيث أن في مؤتمر المانحين لليمن في مارس 2022، تعهد قادة العالم بنسبة 30 في المائة فقط من إجمالي الأموال اللازمة لتجنب مزيد من التدهور في الوضع الإنساني اليائس بالفعل في البلاد، والذي غالبا ما وصفته الأمم المتحدة بأنه الأسوأ في العالم.. وفي السنوات السابقة، انخفض بالفعل حجم الأموال المخصصة لليمن.

    وأشار التقرير إلى أن الدول الأوروبية قدمت أسلحة ودعما دبلوماسيا للتحالف الذي تقوده السعودية بينما تجاوزت الولايات المتحدة ذلك من خلال مساعدة غارات التحالف الجوية في اليمن التي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 3820 مدنيا وإصابة 3000 آخرين وفقا لـ منظمة مواطنة لحقوق الإنسان غير الحكومية.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
    عبدالله مطهر

    أبو طالب لـ(عرب جورنال): صنعاء كسرت العزلة والموقف الروسي الجديد إيجابي

    أبو طالب لـ(عرب جورنال): صنعاء كسرت العزلة والموقف الروسي الجديد إيجابي

    أيام قليلة وتنتهي الهدنة الأممية المعلنة في اليمن، ولا مؤشرات لتجديدها مرة أخرى في ظل تعنت قوى التحالف السعودي الإماراتي، وعدم إلتزامها بتنفيذ بنود الهدنة بجميع فتراتها الثلاث، ناهيك عن إستمرارها تشديد الحصار والعدوان على الشعب اليمني.

    من هذا السياق يبدأ حوارنا مع الكاتب والباحث السياسي اليمني عبد العزيز أبو طالب، لمناقشة دوافع التحالف في تقؤيض كل جهود السلام في اليمن، إلى جانب تسليط الضوء على تطور القدرات العسكرية للقوات اليمنية، والرسائل الإستراتيجية التي وجهتها القوات خلال عروضها الأخيرة.

    معركة التحرر الشاملة تقترب وصنعاء عازمة على تحقيق الإستقلال الكامل من الوصاية والإحتلال

    التحالف يغذي الصراعات العميقة بين فصائله للإستمرار في الإحتلال ونهب الثروات اليمنية

    إحتجاز التحالف لسفن الوقود يهدف لخفض سقف الإستحقاقات المشروعة للشعب اليمني

    فصائل العدوان غرقت في مستنقع العمالة وغير قادره على العودة إلى صف الوطن

    العدوان يحشد عسكرياً ويتجه إلى جولة جديدة من التصعيد

    فصائل التحالف تُفشل جهود فتح الطرق لتحصيل الجبايات

    العدوان على اليمن أمريكي بريطاني والسعودية والإمارات لا تملكا قرار وقف الحرب

    الزيارة الأخيرة لوفد صنعاء المفاوض إلى موسكو.. ما دلالاتها ومضامينها السياسية في هذا التوقيت بالذات خصوصا بعد تأكيد رئيس الوفد محمد عبدالسلام، بأن هناك تغيراً حقيقياً في الموقف الروسي تجاه صنعاء؟

    تأتي الزيارة أثناء سريان النسخة الثالثة من الهدنة التي دعت إليها الأمم المتحدة كما هي في ظرف عسكري ونقصد به العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لم تكن الزيارة هي الأولى فقد سبقتها زيارة في الربع الأخير من العام 2018م، تشير هذه الزيارة إلى نجاح الدبلوماسية اليمنية لحكومة الإنقاذ المقاومة في صنعاء في كسر العزلة التي يريد العدوان أن يفرضها على صنعاء لمنعها من إيصال صوت الشعب اليمني إلى المحافل الدولية.

    وبإعتبار روسيا أحد الدول الكبرى وتملك حق الفيتو في مجلس الأمن، فإن هذه الزيارة بلا شك ستكون لها آثارها الإيجابية، وذلك ما أشار إليه رئيس الوفد الوطني من “التغيير الحقيقي” في الموقف الروسي، خاصة وأن موسكو وبكين تقودان جهوداً دولية لإعادة رسم النظام الدولي الذي تهيمن عليه واشنطن أو ما يسمى بالقطبية الأحادية، كون صنعاء تعتبر الحرب القائمة عليها هي حرب أمريكية بإمتياز.

    صرح رئيس حكومة الإنقاذ د. عبدالعزيز بن حبتور، مؤخرا بتلقي صنعاء العديد من الرسائل والاتصالات من عدد من الدول، مؤكدا أن صنعاء تسعى “لجمع الصداقة والحلف مع روسيا والصين” .. كيف أصبحت صنعاء لاعبا رئيسيا في صناعة التوازنات في المنطقة؟ وهل نحن أمام تطورا يفتح الأفق لعودة علاقات صنعاء على الساحة الدولية؟

    – من يملك القضية العادلة هو من يملك الدافع القوي والحافز على مقاومة كل جهود العدو وأهدافه الرامية إلى عزل اليمن وجعل قضيته حرباً منسية في ظل تواطؤ دولي تحكمه المصالح الإقتصادية التي يجنيها من دول العدوان، وكما يقال إن الحقيقة هي أول ضحايا الحرب إلا أن القضية العادلة هي من تعيد إحياءها والدفع بها إلى الواجهة.

    تستغل صنعاء التطورات الدولية الرامية إلى إعادة تشكيل النظام الدولي لإفشال جهود العدوان لعزل اليمن، وثمة مؤشرات كثيرة يتم التقاطها من أكثر من تصريح ومن زيارات بعض السفراء الأوروبيين لصنعاء، وما هو مطلوب من حكومة الإنقاذ هو الإستغلال الكامل للتحولات الدولية وطرق أبواب أمريكا اللاتينية التي بدأت تتحول بوتيرة متصاعدة نحو اليسار المعادي للإمبريالية الأمريكية.

    مع استمرار التحالف في احتجاز السفن النفطية وعرقلة الرحلات الجوية وإعلان صنعاء خطة طوارئ لمواجهة قرصنة التحالف .. ما الذي اضافته الهدنة الأممية الجديدة بخصوص الجوانب الإنسانية؟ وماذا بشأن آلية صرف المرتبات ولماذا لم يلتزم التحالف بهذا الشرط في ظل استحواذه على الثروات اليمنية؟

    – لم يتمكن التحالف من إخفاء طبيعته العدوانية تحت ستار الهدنة الإنسانية التي لم تخدم الإنسان اليمني في حدود البنود المتفق عليها رغم تواضعها، ذلك يعطي رسالة للشعب اليمني أن العدو إنما يلتقط أنفاسه ويعيد ترتيب أوراقه أو ما يسمى إستراحة محارب، ونلاحظ أن تلك الهدنة كانت بطلب من قبل العدوان بعد الضربات اليمنية المؤلمة لدولتي العدوان في عصبها النفطي، في ظل أزمة النفط والغاز بفعل العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.

    لا يزال العدوان يماطل في تنفيذ بنود الهدنة سواء على مستوى الرحلات الدولية أو دخول السفن النفطية التي تعتبر احتياجات إنسانية لا ينبغي استغلالها في الصراع بأي شكل من الأشكال، يهدف العدو من احتجاز السفن هو خفض سقف المطالب الإنسانية والإستحقاقات المشروعة للشعب اليمني وعلى رأسها دفع مرتبات الموظفين حتى إذا تم مناقشة هدنة جديدة تكون مطالب اليمن هي إدخال السفن ولكن تصريحات الرئيس المشاط كانت واضحة في عزم الدولة في اتخاذ الخطوات الضرورية لإجبار العدو على إطلاق السفن التي يقرصنها في البحر، وأعتقد أن العروض العسكرية الأخيرة كانت رسائل مفهومة للعدو.

    عقب تأكيد رئيس وفد صنعاء المفاوض بعدم تمديد الهدنة مجددا وفقا لشروطها السابقة .. أي شروط جديدة تطرحها صنعاء لتجديد الهدنة؟ وهل نحن ذاهبون إلى جولة جديدة من التصعيد في ظل عدم إلتزام التحالف بتنفيذ بنود الهدنة بالشكل المطلوب ؟

    – لا تمثل الهدنة مطلباً نهائياً للشعب اليمني إنما توفر جواً من الهدوء الذي يساعد على الحوار بعيداً عن التأثيرات العسكرية والضغوط المصاحبة، فكان الهدف من الهدنة هو تحقيق عملية بناء الثقة والبدء في مفاوضات جدية تنتهي بوقف إطلاق النار بشكل كامل ورفع الحصار والتفاوض في الملفين العسكري والسياسي.

    ولكن تعنت العدوان في تنفيذ بنود الهدنة وسعيه إلى التحشيد والحصول على أسلحة جديدة لعل آخرها السفن العسكرية المتطورة التي حصل عليها من أسبانيا مؤخراً والمناورات البحرية في البحر الأحمر بمشاركة عربية وأجنبية كلها تدل على نية العدو في الذهاب إلى جولة جديدة من التصعيد، وهذا ما لم تغفل عنه القيادة الثورية والسياسية في صنعاء انطلاقاً من معرفتها الجيدة بالعدو وتكتيكاته من خلال التجارب السابقة خلال سنوات العدوان الثمان.

    خلال الشهر الأخير نظمت قوات صنعاء أكثر من سبعة عروض عسكرية مهيبة .. أي رسالة توجهها القوات داخليا وخارجيا؟ وما مدى جهوزيتها لأي محاولات تصعيد جديدة للتحالف؟ وهل تعتقدون أن معركة تحرير كافة التراب اليمني تقترب ؟

    – تمثل العروض العسكرية الأخيرة رسائل ردع للعدو الذي أعتقد أن اليمن قد تم إنهاكه بفعل العدوان العسكري والحصار الإقتصادي الخانق وضرب البنى التحتية والخسائر البشرية المدنية وأن معنوياته قد تراجعت خلال سنوات العدوان ولكن هذه العروض تأتي لتجمل رسائل مهمة أبرزها أن اليمن مصمم على الإستقلال من الوصاية والإحتلال وأن أبناءه يتسابقون إلى ميادين الجهاد والمقاومة للدفاع عن أرضهم وكرامتهم ومستقبلهم.

    كما أنها تبعث برسالة مفادها أن الشعب مستمر في حالة الإلتفاف حول قيادته الثورية والسياسية، وأنه مستعد للنفير في معركة التحرر الوطني التي نراها قريبة بالفعل، فمن يقرأ مجريات الأحداث خلال هذا العدوان سيلحظ أن منحنى القوة لدى القوى الوطنية المقاومة والمناهضة للعدوان في تصاعد.

    بينما منحنى العدو في تراجع ويمكن قراءة ذلك ميدانياً من خلال فشل العدو في الإقتراب من صنعاء، بل وتمكن صنعاء من تنفيذ عمليات عسكرية نجحت في تحرير مناطق جغرافية واسعة محتلة سواء على مستوى محافظات أو مديريات كانت محتلة.

    اقتتال فصائل التحالف في المحافظات الجنوبية.. كيف يمكن قرائته في ظل المتغيرات التي تشهدها اليمن ؟ وهل يسعى العدو اليوم للتخلص من بعض أدواته؟ لماذا؟

    – من الطبيعي أن يتبع المحتل سياسة التأليب بين القوى المنضوية تحت العمالة، ذلك يوفر له المناخ الملائم للإستمرار في الإحتلال ما دامت الأدوات منشغلة بالصراعات البينية، ومن جهة أخرى يعمل على إضعاف الجميع وإبقائهم في حالة الحاجة إلى المحتل ليساند بعض تلك القوى على بعضها الآخر، وهي سياسة بريطانية سابقة.

    يمكن القول إن العدو يريد التخلص من إحدى القوى العميلة البارزة وهى ميليشيات الإخوان لأسباب أيدلوجية وسياسية ولكن في إعتقادي أنه لا يريد التخلص منها بشكل نهائي لأنه عمل على الوصول بالإخوان إلى مرحلة اللاعودة ما يجعله يتحكم في مسار تحركاته وفي نفس الوقت تأديبه وقمعه دون القدرة على الرد أو المقاومة. وما نتمناه من المغرر بهم هو أن يفهموا مخططات العدو الذي يسعى للفتنة بين أبناء الشعب اليمني للتفرغ لسرقة ونهب ثوراته في غفلة وانشغال بالصراعات الداخلية.

    ما حدث في محافظتي شبوة وأبين من اجتثاث لقوات الإصلاح بتدخل مباشر من طيران التحالف.. ألا يفترض أن يكون عبرة لفصائل التحالف لمراجعة نفسها والالتحاق بصفوف الشعب اليمني؟ لماذا تصر هذه الفصائل على البقاء تحت لواء التحالف بعد محاولاته لتصفيتها؟

    – يقوم العدو بتنفيذ إستراتيجية مرسومة بدقة وبخطوات يمكن للمتابع أن يتنبأ بها، فمحافظة شبوة الغنية بالنفط والغاز تفتح شهية المحتل السعودي الإماراتي ومن ورائهما الأمريكي والبريطاني والفرنسي، لسرقة النفط والغاز لتعويض النقص في السوق الدولية جراء العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا.

    ولابد من إشاعة الفوضى والإقتتال كما هو الحاصل في ليبيا وسوريا والعراق للوصول بالدولة إلى حالة الفشل وعدم الإستقرار ليتسنى للعدو نهب الثروات وسرقتها بينما تقتتل الأدوات، وتلعب دول العدوان تبادل الأدوار في دعم الميليشيات كما هو في ليبيا، تتزعم الإمارات مسألة التدخل المباشر بحجة القضاء على الإخوان المسلمين وعلاقتهم بالإرهاب والقاعدة.

    وكما قلنا سابقاً إن العدو أوصل ميليشيات الإصلاح إلى مرحلة اللاعودة وكما قال رئيس حزب الإصلاح محمد اليدومي، مناشداً السعودية والإمارات ألا يتركوهم في منتصف الطريق فقد أوصلوهم فعلاً إلى نهاية الطريق، ولكن تلك النهاية هي الطرف المسدود في نفق العمالة والإرتزاق فلم يعد بإمكان الإصلاح العودة إلى حضن الوطن لأنه قد ارتكب من الخيانة بحق الوطن وأبنائه ما يمنعه من الرجوع.

    ولم يعد يمتلك العلاقات الطيبة مع دول العدوان التي شابها الكثير من الريبة بفعل ضربات “النيران الصديقة”، وهذا بإعتقادي مصير متوقع منذ البداية، ومع ذلك لا تنفك صنعاء من مد يد الأخوة وفتح قنوات التواصل لمراجعة الإصلاح لمواقفه.

    تلك الضربات ينبغي أن تكون عبرة لبقية الميليشيات والقوى السياسية المنضوية تحت راية العدوان ولكن أعتقد أيضاً أنها لن تستفيد من ذلك لغرقها في مستنقع العمالة الذي يقف عائقاً أمام أي مراجعة وطنية وإتخاذ القرار الصائب بتفضيل الوطن على العمالة والشعب على العدو والأمن والإستقرار على سفك الدماء وحصار الشعب.

    أربع جولات من المفاوضات التي استضافتها العاصمة الأردنية عمّان بشأن الهدنة وفتح الطرقات .. أي مصير تتوقعونه لهذه المفاوضات؟ ولماذا ترفض فصائل العدوان فتح الطرق؟

    – دائماً ما تصر صنعاء على أن تكون المفاوضات مع من يملك القرار لعلمها أن المرتزقة القابعين في فنادق الرياض وأبو ظبي لا يستطيعون الفصل في قرارات تخدم السلام والإستقرار ومصلحة الشعب اليمني ومن ذلك فتح الطرقات في تعز وبقية المحافظات اليمنية، وقد بادرت صنعاء بتقديم مقترحات من طرف واحد تخدم في النهاية هدف التخفيف من معاناة المواطنين الذين ينظر إليهم مواطنين يمنيين سواء كانوا تحت سلطة حكومة الإنقاذ الوطنية أو في المناطق الخاضعة للإحتلال في تعز والمحافظات الجنوبية.

    في رأيي تعنت قوى الإرتزاق راجع إلى سببين، الأول أنهم لا يملكون القرار، والثاني أن التوصل لأي مبادرات تخفف من معاناة المواطنين ستكون على حساب مصالحهم الشخصية التي يجنونها من إستمرار قطع الطرقات، والجبايات الكبيرة التي يتحصلون عليها يومياً، وفي غياب الوازع الديني والوطني سيكون الرفض هو أفضل الحلول بالنسبة للمرتزقة.

    مع كل المتغيرات السياسية والعسكرية التي شهدتها الساحة اليمنية خلال الفترة الأخيرة.. برأيكم هل يسعى التحالف السعودي إلى تصعيد جديد أم إلى خروج نهائي من اليمن؟ كيف ذلك في كلا الحالتين؟

    – في رأيي أن التحالف السعودي الإماراتي لا يملك قرار وقف العدوان إنما هم أدوات ووكلاء للعدو الأصيل وهو الأمريكي والبريطاني، وصمود الشعب اليمني حال دون تحقيق أهداف الأصيل، لذلك لا يسمح الأمريكي للسعودية والإمارات بالخروج رغم أنهما قد وصلا لقناعة استحالة كسر الشعب اليمني وسحق مقاومته، ففي العام 2017م أعلنت السعودية أن الحل في اليمن لن يكون عسكرياً، حتى جاء الرد من البيت الأبيض مباشرة أن السلام في اليمن لا يزال بعيداً وقد فهمت الرياض تلك الرسالة واستمرت في عدونها.

    ما نتوقعه هو جولة جديدة من التصعيد لأنه لا يوجد أي مؤشرات جادة نحو السلام خاصة بعد تواجد القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية في المحافظات الجنوبية. في اعتقادي أن ذلك نسخة مشابهة لما يحدث في سوريا حيث قامت الميليشيات بإنهاك الدولة السورية ليتمكن الأمريكي والبريطاني من التواجد في شمال شرق سوريا وسرقة النفط السوري، واليوم يقوم العدو بسرقة النفط والغاز اليمني بينما تقوم السعودية والإمارات والمرتزقة بحماية أولئك اللصوص، وهذا مؤشر على ضرورة إستمرار القتال والعدوان لإشغال القوى الوطنية من التدخل لحماية الثروات وطرد المحتل.

    في ظل تعنت ومراوغة دول التحالف على جميع الاتفاقيات السابقة وعلى رأسها الإنسانية .. كيف يمكن التهيئة للدخول في حوار سياسي شامل في اليمن من وجهة نظركم؟ وما المحددات التي تضعها صنعاء في هذا السياق؟

    – لا يمكن الدخول في مفاوضات نهائية تصل بالشعب اليمني إلى تحقيق السلام ووقف نهائي وشامل لإطلاق النار ورفع الحصار وجبر الضرر إلا بعد أن تلمس القوى الوطنية المقاومة مبادرات حسن النوايا وتنفيذ الاتفاقيات وعلى رأسها الملف الإنساني.

    وأرى أن مطالب صنعاء واضحة ومشروعة ومحددة في الحفاظ على الثوابت الوطنية من السيادة والإستقلال ووحدة وسلامة أراضي الجمهورية اليمنية والثوابت الوطنية المتعلقة بطرد جميع القوات الأجنبية والحفاظ على ثروات البلاد، ووقف كامل لإطلاق النار ورفع الحصار بدون أي قيود ومن ثم الدخول في مفاوضات إعادة الإعمار والتعويضات العادلة للشعب اليمني.

    ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
    حلمي الكمالي

    خشية من حزب الله.. جيش كيان العدو الإسرائيلي طالب بتوضيح بيان يتعلّق بـ كاريش

    خشية من حزب الله.. جيش كيان العدو الإسرائيلي طالب بتوضيح بيان يتعلّق بـ كاريش

    قالت وسائل إعلام صهيونية، يوم الجمعة، إنّ “جيش كيان العدو الإسرائيلي هو من طلب أن يصدر التوضيح بخصوص حقل كاريش، من أجل عدم إثارة توترات في مقابل حزب الله”.

    وأوضحت “القناة الـ13” الإسرائيلية أنّ “الخشية من مواجهة مع حزب الله تزايدت في الأسابيع الأخيرة بشأن منصة الغاز في كاريش. فعلى الرغم من إعلان إسرائيل أنّ المرحلة المقبلة بشأن تفعيل المنصة سوف تبدأ قريباً، فإنها بيّنت، بصورة استثنائية، أنّ الحديث لا يدور عن استخراج الغاز منها”، معقبةً بأنّ “هذه الرسالة صيغت بطلب من المؤسسة الأمنية”.

    وأشارت مراسلة الشؤون السياسية في القناة، ماريا وولبرغ، إلى أنّ “هذا التوضيح لم يصدر عبثاً، وإنما يستهدف بصورة أساسية آذان حزب الله، إذ إنهم في إسرائيل لا يريدون خلق توترات وإثارتها وزيادتها، وخصوصاً أن هذه التوترات قائمة أصلاً بشأن هذه القضية”.

    ولفتت وولبرغ إلى “وجود خلاف في القيادة الإسرائيلية بشأن نص هذا البيان، الذي صدر عن وزارة الطاقة”، مؤكدةً أنّ “جهات مهنية اعتقدت أنه لا يجب إعطاء هذا التوضيح في موضوع استخراج الغاز الطبيعي، إلاّ أنّ جهات في الجيش طلبت أن يصدر هذا التوضيح من أجل عدم إثارة توترات مع حزب الله”.

    وبيّنت أنّ “الحسم في النهاية كان لدى رئيس مجلس الأمن القومي، أيال حولاتا، الذي حسم بأنه يجب إصدار هذا التوضيح”. وأضافت المراسلة الإسرائيلية أنّ “من المفترض أن تبدأ، نهاية الشهر، المنصة استخراج الغاز، ويتوقّع (المسؤولون) في إسرائيل التأخير، بصورة أساسية، نتيجة أسباب تقنية، مؤكدين أنّ الأمر لا علاقة له بالأمور الأمنية، وسمعنا أموراً مشابهة بصوت وزير الأمن قبل عدة أيام”.

    وختمت حديثها قائلةً: “في المقابل، فإن المحاولات لحل الصراع البحري مستمرة، على المستوى الدبلوماسي. وفي إسرائيل، تم إبلاغ (المسؤولين) أن الوسيط الأمريكي، آموس هوكستين، يتوقع أن يُعرض الاقتراح النهائي على لبنان، في الأيام القريبة”، مشيرةً إلى أنّ “إسرائيل تأمل وتتوقّع أن يقبل اللبنانيون الاقتراح، وهذا سيؤدي بالطبع الى حل الصراع البحري، ويخفّف التوتر أيضاً مع حزب الله”.

    يُشار إلى أنّ مصدراً مطّلعاً كشف للميادين، في 11 أيلول/سبتمبر، أنّ المبعوث الأميركي لترسيم الحدود البحرية، آموس هوكستين، سلّم لبنان إحداثيات خط العوامات البحرية، موضحاً أنّ هذه الإحداثيات تشكّل “النقطة الأخيرة التي يتمّ التفاوض عليها”، وذلك تحضيراً لإرسال “عرضه الكامل” الأسبوع المقبل.

    التصعيد الأمريكي.. هل تغيرت موازين القوى العالمية؟

    التصعيد الأمريكي.. هل تغيرت موازين القوى العالمية؟

    هل قررت أوروبا الانتحار، أم أن الدوائر الرأسمالية تدرك أن أملها الوحيد في البقاء يكمن في مفاقمة الأزمات، حتى لو كان ذلك على حساب شعوب العالم، بمن فيها شعوب الدول الرأسمالية نفسها؟

    خلال الشهرين الماضيين، بدت الأوضاع العالمية وكأنها تميل نحو التهدئة، من دون وجود بوادر لحل الأزمات الكبرى، إلا أن حالة من الترقب الحذر كانت سائدة في انتظار ما سيحمله الشتاء من أزمات في مجالي الغذاء والطاقة، وتوقع كثيرون أنها محاولة للتخفيف من حدة الأزمات المقبلة من خلال المحافظة على الأمور على حالها.

    الاتفاق النووي مع إيران بدا قاب قوسين أو أدنى من التوقيع، وسط ترحيب عالمي (باستثناء الكيان الصهيوني) بالأجواء الإيجابية، وبالدور الإيراني المرتقب في تخفيف حدة أزمة الطاقة المتوقعة في الشتاء المقبل.

    أخبار العملية الروسية في أوكرانيا تراجعت عن صدارة الأخبار، وحلّت مكانها الأخبار المرتبطة بتصدير المنتجات الزراعية الأوكرانية، والتفاؤل بتخفيف حدة أزمة الغذاء العالمية التي تفاقمت منذ بدء تلك العملية.

    الوسيط الأمريكي في ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وفلسطين، عاد إلى المنطقة، وقام بعدة جولات رشحت عنها أجواء إيجابية عن قرب التوصل إلى اتفاق، وانتزاع فتيل الأزمة التي يمكن أن تندلع في حال نفذ حزب الله تهديداته للعدو.

    الهدنة في اليمن صامدة، الأوضاع على الجبهات السورية مستقرة. بدا الأمر أن العالم مقبل على شتاء بارد. فجأة، انفجرت جميع الأزمات، في جميع الاتجاهات!

    تراجع أمريكي عن التسويات المتعلقة بالاتفاق النووي، وبيان أوروبي يحمّل إيران المسؤولية، ويصعّد المواجهة بين أطراف الاتفاق. عملية عسكرية أوكرانية، يائسة، على محور إقليم خيرسون، ما قد يدفع روسيا إلى إلغاء اتفاق تصدير الحبوب، و التراجع عن الوقف الاختياري لقصف أهداف داخل العاصمة الأوكرانية كييف، ما يعيد الأزمة إلى المربع الأول.

    تعديلات على قرار بقاء اليونيفيل في لبنان، تصل إلى حدّ فرض الشروط الإسرائيلية-الأمريكية بالقوة في لبنان، وهو أمر يذكر بالورقة الأمريكية – الفرنسية في إبان حرب 2006، والتي أسقطها حزب الله في ساحة المعركة.

    هذا القرار سيدفع العلاقة بين المقاومة واليونيفيل إلى نقطة الأزمة، الأمر الذي تسعى الولايات المتحدة إلى حدوثه لتبرير تدخلها المباشر في وضع الصيغة النهائية لاتفاق ترسيم الحدود، ولو اضطرت مع الكيان الصهيوني إلى استعمال القوة.

    السعودية تمنع وصول أي باخرة وقود إلى الموانئ اليمنية، ما ينذر بأزمة جديدة، خاصة مع تصاعد خروقات اتفاق وقف إطلاق النار. في سوريا، تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية على الأهداف المدنية والعسكرية، وآخرها العدوان على مطار حلب الدولي، وقصف مواقع سورية وروسية في إدلب أدت إلى استشهاد جنود سوريين وروس.

    الولايات المتحدة دعت حلفاءها من قطر والأردن والسعودية ومصر إلى اجتماع في جنيف كان هدفه العمل المشترك لمنع عودة سوريا إلى مؤسسة الجامعة العربية، حتى لو كان ذلك على حساب إلغاء القمة أو نقل مكان عقدها.

    لماذا تلجأ الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى التصعيد؟ هل هناك تغيير حقيقي في موازين القوى، أم أن “الناتو” وحلفاءه وجدوا أن الهجوم خير وسيلة للدفاع؟

    بالتأكيد، لم يتغير ميزان القوى، وإذا كان ليتغير فهو لمصلحة القوى المناهضة لمشاريع “الناتو”، فأوروبا تصرخ بأعلى صوتها معبّرة عن تفاقم أزمتها الاقتصادية المتمثلة في ارتفاع نسب التضخم، وبشكل خاص، ارتفاع أسعار الوقود، والسياسية إذ تجد نفسها مضطرة إلى السير في ركب السياسة الأمريكية التي تعاكس مصالحها، والأزمة الاجتماعية المتمثلة في تصاعد نفوذ التيارات اليمينية المتطرفة.

    والذي ترجم بفوز اليمين المتطرف في الانتخابات في السويد، وتقدم حزب “قوميي السويد” اليميني الفاشي ليصبح ثاني أحزاب البلاد قوة، والدلائل التي تشير إلى فوز اليمين المتطرف الإيطالي بزعامة حزب الفاشيين الجدد “أخوة إيطاليا” بأغلبية مريحة في الانتخابات البرلمانية القادمة.

    تعرف أوروبا ما يحدث عندما تدفع الأزمات بالفاشيين إلى مقاعد الحكم، لقد جربت ذلك بعد الكساد الكبير في الثلث الأول من القرن الماضي، وجاءت بالنازيين بزعامة هتلر، والفاشيين بزعامة موسوليني، ليخوضا معاً حرباً عالمية كلفت البشرية أكثر من 60 مليون ضحية. الحرب قائمة ويحتاج الأمر إلى خطأ واحد صغير لتحل الكارثة.

    هل قررت أوروبا الانتحار، أم أن الدوائر الرأسمالية تدرك أن أملها الوحيد في البقاء يكمن في مفاقمة الأزمات، حتى لو كان ذلك على حساب شعوب العالم، بمن فيها شعوب الدول الرأسمالية نفسها؟

    نعلم تماماً، أن الرادع الأخلاقي أو الإنساني يغيب تماماً عن قاموس الرأسمالية السياسي. كل ما يحدث في العالم يسير بعكس مصالحها. إيران تتقدم في علاقاتها بروسيا والصين، ورفع الحصار سيدعم موقفها الإقليمي، خاصة في الملف السوري، ولم تدفعها مفاوضات الاتفاق النووي إلى تقديم التنازلات السياسية والاقتصادية التي طمحت الدوائر الرأسمالية بالحصول عليها.

    روسيا ماضية نحو الانتصار، مهما كان الثمن، فهي لا تملك خياراً آخر. بعكس ذلك، لن يقتصر الأمر على إضعاف موقع الاتحاد الروسي في السياسة العالمية، بل قد يصل إلى تفكك هذا الاتحاد. الأهم أن العقوبات لم تمس الاقتصاد الروسي بشكل عميق، ولم تدفع نسب التضخم إلى الارتفاع، على عكس ما يحدث في العالم الغربي، والأهم أن الأزمة أعادت إحياء المشاعر القومية الروسية، وقضت على أي احتمال لرحيل معسكر بوتين في المدى المنظور.

    حزب الله يقف في موقع مريح، مفاتيح اللعبة اللبنانية، كاملة، في يده، وهو صاحب الكلمة الأخيرة في كل ما يحدث، وما يمكن أن يحدث. ولا يشعر الحزب أنه بحاجة إلى تقديم أي تنازلات داخلية أو خارجية في ظل تقدم المحور الذي ينتمي إليه.

    في المحور نفسه، ورغم الضغوط الاقتصادية الخانقة، فإن سوريا تشعر بالراحة لتطور الأمور على جبهات القتال، وقد باتت اليوم متأكدة من أنها قادرة على حسم أي مواجهة عسكرية مقبلة بدعم من حلفائها.

    في اليمن، جاء وقف إطلاق النار استجابة لما يمكن أن نسميه استجداء سعودياً، والجيش اليمني وأنصار الله قادران على فرض شروطهما على العدو بقوة النار.

    الغرب الرأسمالي لا مصلحة له في التهدئة، وتوسيع الأزمات ومفاقمتها أمله الوحيد. في المقابل، فإن المعسكر المناهض لـ “الناتو” لا مصلحة له في التهدئة، فالعدو في أضعف حالاته، وبالإمكان الاستمرار في مراكمة الانتصارات الصغيرة هنا وهناك من دون الانزلاق إلى المواجهة الكبرى.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ
    عماد الحطبة

    وكالة بلومبيرغ: نصف إنتاج النفط الروسي ستشتريه دول أخرى بعد الحظر الغربي

    وكالة بلومبيرغ: نصف إنتاج النفط الروسي ستشتريه دول أخرى بعد الحظر الغربي

    أفادت وكالة “بلومبيرغ” بأنّ “روسيا ستجد أسواقاً جديدة لنصف إنتاجها من النفط الخام، وهو ما سيرفضه الاتحاد الأوروبي اعتباراً من تشرين الأول/ديسمبر المقبل”.

    وبحسب الوكالة، يمكن لإندونيسيا وباكستان والبرازيل وجنوب إفريقيا وسريلانكا وبعض دول الشرق الأوسط شراء ما يصل إلى مليون برميل من النفط الخام يومياً هذا الشتاء من روسيا.

    وأضافت الوكالة أنه “يمكن لدول المنطقة الأخيرة فقط، استيراد ما يصل إلى 500 ألف برميل من النفط الروسي يومياً، وستتاح لهذه البلدان الفرصة لإعادة توجيه بعض أحجام المواد الخام للتصدير”.

    وأفادت الأنباء، الأسبوع الماضي، أنّ “الولايات المتحدة وحلفاء من مجموعة السبع (بريطانيا وألمانيا وإيطاليا وكندا وفرنسا واليابان والولايات المتحدة) والاتحاد الأوروبي سوف يفرضون حظراً على النقل البحري للنفط الروسي في 5 كانون الأول/ديسمبر والمنتجات النفطية في 5 شباط/فبراير”.

    وفي الوقت الذي تزداد فيه التبادلات التجارية الروسية المرتبطة بالطاقة مع دول أهمها الصين والهند وإيران والسعودية، أكّد الرئيس الروسي أنّ بلاده “ستوقف شحنات الغاز والنفط إذا جرى تحديد سقف للأسعار.

    بالفيديو.. حريق مروع في ناطحة سحاب صينية مكونة من 42 طابقا

    بالفيديو.. حريق مروع في ناطحة سحاب صينية مكونة من 42 طابقا

    أظهر مقطع مصور، تناقله مغردون، إحدى ناطحات السحاب وهي تحترق بالكامل جراء نشوب حريق كبير في داخلها.

    ووفقا للمقطع المصور الذي أذاعه حساب التلفزيون العام، فإن ناطحة السحاب موجودة في مدينة تشانجشا في وسط الصين، بينما لم تتوفر معلومات عن طبيعة الإصابات ولا عددها.

    وكتب الحساب مع المقطع المصور: “يتصاعد دخان كثيف من الموقع، فيما النيران مستعرة بقوة في طوابق عدة من المبنى”، لافتة إلى أن عناصر الإطفاء مارست عملها من أجل تقديم الإغاثة للمحاصرين في المبنى.