المزيد
    الرئيسية بلوق الصفحة 1156

    قرغيزستان وطاجيكستان يتوصلا الى هدنة بعد تصعيد حدودي أوقع أكثر من 30 جريحًا

    قرغيزستان وطاجيكستان يصلا الى هدنة بعد تصعيد حدودي أوقع أكثر من 30 جريحًا

    أعلنت قرغيزستان الجمعة وقف إطلاق النار مع طاجيكستان، على أثر تصعيد في المواجهات الحدودية بين البلدين الواقعين في آسيا الوسطى أوقع أكثر من 30 جريحًا.

    وأعلن جهاز حرس الحدود في قرغيزستان في بيان أن “رئيسي لجنتي الأمن القومي في قرغيزستان وطاجيكستان كامتشي بيك تاشييف وسايمومين ياتيموف توصلًا إلى اتفاق لوقف إطلاق النار” اعتبارًا من الساعة 16,00 بالتوقيت المحلي (10,00 ت غ).

    وكانت قرغيزستان قد اتّهمت الجمعة طاجيكستان بقصف مدينة حدودية بالأسلحة الثقيلة، في تصعيد أوقع أكثر من 30 جريحا، في حين دعت روسيا إلى “تدابير عاجلة” لوضع حد للتأزم.

    وعادة ما تشهد الحدود بين طاجيكستان وقرغيزستان اشتباكات دامية. فالجمهوريتان السوفياتيتان السابقتان منخرطتان في نزاع حدودي منذ سنوات، لكن التطورات الأخيرة تشكل تصعيدًا كبيرًا.

    وحاليا يشارك الرئيس القرغيزي صدير جباروف ونظيره الطاجيكي إمام علي رحمن في قمة منظمة شنغهاي الإقليمية للتعاون في أوزبكستان. وبحسب بشكيك، قصفت القوات الطاجيكية الجمعة مدينة باتكين الحدودية الواقعة في جنوب غرب قرغيزستان، في منطقة متنازع عليها بين البلدين.

    وأعلنت قوات حرس الحدود القرغيزية في بيان “تعرّض محيط مطار باتكين و(مناطق) في ضواحي المدينة للقصف بواسطة راجمات صاروخية”، مشيرة إلى “تدمير بنى تحتية مدنية”. وأعلنت وزارة الصحة القرغيزية أن 31 شخصًا نُقلوا إلى المستشفى الجمعة، وفق حصيلة جديدة.

    وبحسب السلطات الإقليمية تعرّض أربعة عسكريين على الأقل لـ”إصابات من جراء أسلحة نارية”. وأفادت اللجنة الحكومية للأمن القومي في قرغيزستان عن “اشتباكات كثيفة” و”عنيفة” دارت في المنطقة الحدودية، متّهمة طاجيكستان بـ”قصف الأراضي القرغيزية بكل ترسانتها المتاحة” وبمواصلة نشر “آليات ثقيلة”.

    وأفادت باستخدام طاجيكستان “مدرّعات ثقيلة وراجمات صاروخية وطائرات”. وقالت اللجنة إن “الجانب القرغيزي يرد كل الهجمات الأرضية والجوية ما يمنع الاستيلاء على أي أراض”.

    والجمعة دعت موسكو البلدين إلى اتّخاذ “تدابير عاجلة” لوضع حد للتصعيد. وجاء في بيان لوزارة الخارجية الروسية “ندعو الجانبين إلى اتّخاذ تدابير شاملة وعاجلة من أجل (…) وضع حد لكل محاولات التصعيد ولاستفزازات أطراف ثالثة”.- مدنيون يفرون –

    وأشارت وزارة حالات الطوارئ في قرغيزستان إلى أن سكان قرى حدودية عديدة فروّا من المنطقة التي تشهد معارك، وأعلنت فتح مراكز إيواء.
    من جانبها، اتّهمت طاجيكستان القوات القرغيزستانية بفتح النار في وقت مبكر الجمعة على مواقع طاجيكية، بدون ذكر سقوط ضحايا لديها حتى الساعة.

    وأفادت وكالة أنباء “ريا نوفوستي” الروسية بأن عنصرًا من حرس الحدود الطاجيكيين قُتل وأُصيب ثلاثة آخرون.

    ويأتي التصعيد في حين يشارك رئيسًا البلدين منذ الخميس في قمة لمنظمة شنغهاي للتعاون في سمرقند في أوزبكستان. ومساء الخميس جمعتهما الصورة التذكارية للقادة المشاركين في القمة. وأسفرت اشتباكات بين البلدين مطلع الأسبوع عن قتيلين في صفوف حرس الحدود الطاجيكيين وإصابات لدى الجانبين.

    يتنازع البلدان بشأن نحو نصف الحدود التي تمتدّ على 970 كيلومترًا بينهما وسُجل تقدم بطيء ما يتعلق بترسيم الحدود في السنوات الأخيرة.

    وشهد العام 2021 عددًا غير مسبوق من الاشتباكات بين الجانبين خلفت أكثر من 50 قتيلًا وأثارت مخاوف من اتساع رقعة الصراع. ويحكم إمام علي رحمن البالغ 69 عامًا طاجيكستان منذ ثلاثين عاما، ما يجعله صاحب أطول فترة حكم في المنطقة.

    أما جباروف فتولى رئاسة قرغيزستان في 21 كانون الثاني/يناير 2021، وهو شغل قبل ذلك منصب رئيس الوزراء بالوكالة بعد تنحي سورونباي جينبيكوف على خلفية احتجاجات ضد حكومته.

     

    مركز الألغام يكشف اجمالي الضحايا خلال الهدنة

    مركز الألغام يكشف اجمالي الضحايا خلال الهدنة

    قال المركز الوطني للألغام إن “أعداد ضحايا الالغام والقنابل العنقودية في تزايد مستمر. وقال المركز في بيان ان حصيلة اجمالي الضحايا في 6 اشهر منذ اعلان الهدنة بلغت (324) بينهم (108) شهيدا و(216) مصابا.

    وأضاف أن “للقنابل العنقودية النصيب الأكبر في حصد هذا الأعداد من المواطنين اليمنيين نتيجة الانتشار الواسع لهذه القنابل بذفعل الغارات الجوية، حيث بلغت حصيلة ضحايا القنابل العنقودية فقط عدد (75) مواطن بينهم (18) شهيد و (57) مصاب”.

    يشار إلى أنه ازداد معدل سقوط الضحايا جراء مخلفات الحرب بسبب اتساع نطاق التلوث بمخلفات الحرب، وعودة النازحين إلى مناطقهم وقراهم، خلال الهدنة التي تمت في العاصمة الأردنية عمّان برعاية المبعوث الأممي إلى اليمن.

    وكانت الأمم المتحدة رفضت خلال الهدنة أي معالجات إنسانية فيما يخص توفير الأجهزة الكاشفة للألغام والمستلزمات اللازمة للمركز التنفيذي.

    فضيحة مدوية للإمارات وبن زايد

    فضيحة مدوية للإمارات وبن زايد

    تداول ناشطون على موقع “تويتر” صورا ومقطع فيديو يُظهر وزير الخارجية الإماراتي عبدالله بن زايد وهو يضع إكليلا من الورود على قبور قتلى الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة.

    وأظهر مقطع الفيديو الذي لا تتجاوز مدته دقيقة واحدة، الوزير الإماراتي وهو يتقدم لوضع إكليل الورود، في مشهد يعكس تماديا إماراتيا في التطبيع مع دولة الاحتلال الإسرائيلي.

    أثار هذا الفيديو،سخطا كبيرا بين النشطاء على موقع تويتر، حيث قال أحد الناشطين: “                                             اتحدى ان يحاول مجرد محاولة المرور من اطراف (الأقصى) وليست زيارته”.

    جاء ذلك ضمن زيارة يقوم بها وزير بن زايد للكيان لإحياء الذكرى السنوية الثانية لتوقيع اتفاقة العار” التطبيع ” مع الكيان الصهيوني

    منتخب اليمن يكتسح غوام بعشرة أهداف بتصفيات كأس آسيا

    منتخب اليمن يكتسح غوام بعشرة أهداف بتصفيات كأس آسيا

    حقق المنتخب اليمني للشباب فوزا كبيرا على نظيرة الغوامي بعشرة اهداف مقابل هدف في المباراة التي اقيمت اليوم الجمعة 16-9-2022 ضمن الجولة 3 من تصفيات كأس أمم آسيا تحت 20 عامًا المقرر إقامة نهائياتها في أوزبكستان.

    وانطلقت مباراة الجولة الثالثة في دور مجموعات تصفيات كأس الأمم الآسيوية للشباب بين منتخب اليمن ومنتخب غوام، عند الساعة 12:00 ظهرًا بتوقيت جرينيتش، 14:00 مصر، 15:00 السعودية. وتقدم منتخب اليمن في نتيجة المباراة خلال أول 30 دقيقة بهدفين دون رد حملا توقيع «عمار القباطي وقاسم الشرفي».

    ودخل المدير الفني لليمن «محمد النفيعي» بتشكيل أساسي مكون من «عبد الرحمن الريمي – محمد الشامي – ممدوح عجاج – عماد الجديمة – حسن عياش – أسامة المطري – عمار القباطي – محمد راضي – محمد الدمبر – زكريا الطفطوف – قاسم الشرفي».

    وكان منتخب اليمن تقدم إلى المركز الثاني في جدول ترتيب المجموعة الثالثة (C) بسبب الخسارة الفادحة التي مُني بها شقيقه الفلسطيني بثمانية أهداف دون رد أمام المنتخب الياباني في وقت سابق اليوم.

    وأصبح فارق الأهداف يصبح لصالح منتخب اليمن الذي بات على مقربة من بلوغ نهائيات أمم آسيا المقرر لها في أوزبكستان عام 2023، بشرط عدم تعرضه لخسارة ثقيلة أمام اليابان في الجولة الرابعة يوم 18 سبتمبر الجاري، كما حدث مع فلسطين!.

    وتعادلت اليمن في الجولة الأولى 2/2 أمام فلسطين، ثم انتصرت بصعوبة على لاوس 2-1، وفي حال التمكن من الفوز اليوم على غوام المتذيلة، سينفرد المنتخب اليمني بالمركز الثاني برصيد 7 نقاط.

    مركز الأرصاد يتوقع رياح شديدة السرعة في سقطرى

    مركز الأرصاد يتوقع رياح شديدة السرعة في سقطرى

    قال المركز الوطني للأرصاد الجوية ان رياح شديدة السرعة على أرخبيل سقطرى تتراوح ما بين 16-39 عقدة. منبها الى اضطراب البحر وارتفاع الموج في الارخبيل.

    وتوقع المركز هطول امطار متفاوتة الشدة مصحوبة بالعواصف الرعدية أحياناً على أجزاء من محافظات لحج، الضالع، إب ، تعز، ريمة وغرب ذمار.

    مع احتما ل هطول أمطار متفرقة على أجزاء من الهضاب الداخلية لمحافظات البيضاء، أبين، شبوة وحضرموت، وأجزاء من المرتفعات الجبلية لمحافظات عمران، حجة، المحويت وغرب محافظتي صعده وصنعاء. ومن المحتمل أيضاً هطول أمطار متفرقة على أجزاء من المناطق الداخلية للسواحل الجنوبية والغربية.

    ونبه المركز المواطنين، في المناطق المتوقع هطول الأمطار عليها من جريان السيول في الشعاب والوديان، ومن التدني في مدى الرؤية الأفقية في الطرقات والمنعطفات الجبلية بسبب تشكل السحب المنخفضة أو الضباب. كما نبه من اضطراب البحر وارتفاع الموج في أرخبيل سقطرى.

    وأوضح المركز أن كمية الأمطار التي هطلت خلال ال24 ساعة الماضية وتم قياسها في بعض محطات الرصد الجوي ، بلغت في إب 11.5 ملم، كما هطلت أمطار متفرقة كانت خارج نطاق المحطات.

    الســ.ــيد نصــ.ـر الله يستقبل رئيس الوفد الوطني المُفاوض محمد عبدالسلام

    استقبل الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الناطق الرسمي ‏لأنصار الله رئيس الوفد الوطني المُفاوض الأستاذ محمد عبدالسلام والوفد ‏المُرافق له.

    وجرى خلال اللقاء استعراض آخر الأوضاع السياسية في المنطقة عموماً ‏وفي اليمن خصوصاً فيما يتعلق بمفاوضات الهدنة القائمة والتطورات الميدانية ‏وآفاق الحلول المطروحة.‏

    المنتخب اليمني للشباب يمطر شباك منتخب غوام بعشرة أهداف.. وينتظر مواجهة اليابان الأحد القادم لتحديد المتأهل رسمياً لنهائيات كأس آسيا

    المنتخب اليمني للشباب يمطر شباك منتخب غوام بعشرة أهداف.. وينتظر مواجهة اليابان الأحد القادم لتحديد المتأهل رسمياً لنهائيات كأس آسيا
    المنتخب اليمني للشباب يمطر شباك منتخب غوام بعشرة أهداف.. وينتظر مواجهة اليابان الأحد القادم لتحديد المتأهل رسمياً لنهائيات كأس آسيا

    تمكن المنتخب اليمني للشباب اليوم الجمعة من الإنتصار على منتخب غوام بنتيجة عريضة ضمن التصفيات التمهيدية للمجموعة الثالثة المقامة في دولة لاوس والمؤهلة لنهائيات كأس آسيا للشباب المنتظر إقامتها في أوزبكستان العام القادم.

    وانتصر المنتخب اليمني على غوام بعشرة أهداف مقابل هدف يتيم، وهي المباراة الثالثة له، فيما انتصر المنتخب الياباني على نظيره الفلسطيني بثمانية أهداف نظيفة.

    ومع هزيمة فلسطين من اليابان صعد المنتخب اليمني لثاني المجموعة بسبعة نقاط وصيفاً لمتصدر المجموعة المنتخب الياباني بالعلامة الكاملة 9 نقاط حصدها من ثلاث انتصارات على منتخبات لاوس وغوام وفلسطين.

    وتبقى لمنتخبنا الوطني للشباب مباراة أخيرة أمام نظيره الياباني الأحد القادم الساعة الثانية عشر ظهراً بتوقيت العاصمة اليمنية صنعاء، وهي مباراة ستحدد متصدر المجموعة الذي سينتزع بطاقة التأهل للنهائيات، فيما سيخضع الترتيب الثاني لحسابات أفضل 5 منتخبات وصيفة من أصل 44 منتخب موزع على 10 مجموعات تجري تصفياتها في 10 دول منذ الأسبوع الماضي وتستمر حتى يوم السبت 18 مارس.

    بعد قطع الغاز الروسي.. أوروبا الحديثة تجمع الحطب!

    بعد قطع الغاز الروسي.. أوروبا الحديثة تجمع الحطب!

    خصصت وسائل الإعلام العالمية في هذه الايام، وخاصة في القارة الأوروبية، جزءا كبيراً من الأخبار المنشورة لموضوع أزمة قطع صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا. وعلى إثر الزيادة الحادة في أسعار الطاقة يلجأ الاوربيون إلى جمع الحطب لموسم الشتاء.

    ولكن لماذا انتهى الأمر بالدول الأوروبية ذات المجتمع الحديث والاقتصادات المزدهرة وأعلى مستوى من الرفاهية الاجتماعية للفرد إلى مثل هذا الوضع؟

    يعود الموضوع إلى اختيار القادة السياسيين لهذا البلد منذ سنوات عديدة والنمو الصناعي والتقدم الاقتصادي بمساعدة واردات الطاقة الرخيصة. كان الغاز الطبيعي السائل هو الناقل الأفضل والأرخص والأكثر سهولة لوصول الطاقة إلى المصانع الأوروبية الكبيرة، وكان أكبر مالك لاحتياطاته أيضًا اتصال أرضي بالقارة الخضراء.

    عندما تم اكتشاف حقول غاز كبيرة في منطقة سيبيريا المجمدة في قلب الاتحاد السوفيتي السابق في أربعينيات القرن الماضي، كان لدى القادة السوفييت أحلام كبيرة في أن يصبحوا مركزًا لتصدير الغاز الطبيعي ويتحكموا في سوق الطاقة الأوروبية. منذ الستينيات، على الرغم من الخلافات والتهديدات العسكرية الكبيرة بين الكتل الشرقية والغربية.

    بدأ إنشاء وتشغيل خطوط أنابيب الغاز من أعماق الاتحاد السوفيتي إلى أوروبا الشرقية؛ في البداية، وصل معظم هذا الغاز المُصدَّر إلى دول الحلفاء في الكتلة الشرقية، مثل ألمانيا الشرقية، وبولندا، وتشيكوسلوفاكيا، ورومانيا، ولكن تدريجيًا توسّع تصدير الغاز هذا أيضًا إلى دول جنوب وغرب أوروبا.

    انهيار الاتحاد السوفيتي وبداية شهر العسل بين موسكو والقارة الخضراء

    بعد انهيار الاتحاد السوفيتي عام 1991 ورثت روسيا الاتحادية معظم احتياطيات حقول الغاز وبدأت بتصديره إلى الدول الأوروبية الكبرى وعلى رأسها ألمانيا التي اعتبرت بعد عدة عقود أن جزأيها الشرقي والغربي متحدان، واعتقدت أن حقبة الحرب الباردة انتهت ولن تكون هناك أخبار عن تهديد من الاتحاد السوفيتي والكتلة الشرقية لأوروبا. لذا فقد بدؤوا خطة اقتصادية كبيرة وزادوا حجم الصناعات عدة مرات على أساس استيراد الغاز الطبيعي الرخيص من روسيا.

    حتى صراع عام 2008 بين روسيا وجورجيا لم يجعل رؤساء الدول الأوروبية، وخاصة الحكومة التي تتخذ من برلين مقراً لها، يشعرون بخطر حقيقي من موسكو، وخلال هذه الفترة تم التوصل إلى اتفاق كبير بين البلدين لتأسيس خط أنابيب الغاز “نورد ستريم 1” وتم تشغيله منذ عام 2012. لم ينته العمل هنا، وبدأ قادة برلين، من خلال تمكين الجماعات اليسارية والمؤيدة للبيئة بشكل أساسي والمعروفة باسم “الحركة الخضراء”، حملة دعاية مضادة ضخمة ضد أنشطة صناعات الفحم والديزل، والتي تسببت في تلوث بيئي كبير. إضافة إلى نجاح هذه المجموعات، التي حظيت بدعم الأحزاب السياسية الألمانية، بعد سنوات من الضغط على ممثليها في البرلمان الألماني، في الموافقة على خطة إغلاق محطات الطاقة النووية في البلاد، والتي كانت منذ وقت ليس ببعيد وحدها توفر 40٪ من كهرباء ألمانيا!

    كان إغلاق محطات توليد الطاقة القائمة على الطاقة الذرية أو زيت الوقود والفحم تحت شعار دعم الطاقات المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ولكن خلف ستار الحركة الخضراء كان هناك هدف أكبر وهو بناء. خط انابيبنورد ستريم 2 لاستيراد الغاز أكثر من روسيا. في السنوات الأخيرة، تم إجراء المفاوضات النهائية بين الدول الأوروبية، بقيادة ألمانيا، مع سلطات موسكو، وكان كل شيء يسير على ما يرام حتى فتحت أمريكا أعينها على هذه الصفقة وبدأت في تهديد أوروبا للتخلي عن بناء خط الأنابيب الجديد هذا، ولكن الاوروبيين كانوا قد عززوا العلاقات مع روسيا وواجهوا التهديدات الامريكية، ما الذي يمكن أن يكون أفضل من صراع جديد على أراضي أوكرانيا لنسيان مشروع نورد ستريم 2 إلى الأبد؟

    الحرب في أوكرانيا وخطر الشتاء البارد على أوروبا

    عندما بدأت العملية العسكرية للجيش الروسي في 24 فبراير 2022 على أراضي أوكرانيا، لم يكن هناك بلد قلق أكثر من ألمانيا بشأن الانقطاع المحتمل لصادرات الغاز إلى هذا البلد بسبب العناد والتوتر بين الولايات المتحدة وروسيا حول موضوع توسع الناتو بالقرب من الحدود الروسية.

    من المثير للاهتمام معرفة أنه حتى أوكرانيا نفسها، كدولة احتلت روسيا أراضيها في منطقة القرم ودونباس، عندما تعلق الأمر بالمصالح المالية وتدفق الأموال، لم يكن هناك اعتراض على استمرار تصدير الغاز من هذا البلد إلى أوروبا. في عام 2019، مع حل الخلافات حول التفاصيل المالية، تم توقيع اتفاقية جديدة بين روسيا والاتحاد الأوروبي لمواصلة إرسال الغاز عبر خطوط الأنابيب التي تمر عبر أوكرانيا من قبل الرئيس الحالي لأوكرانيا، فولوديمير زيلينسكي؛ بلغت عائدات هذا العقد لأوكرانيا 7 مليارات دولار سنويًا، وهو رقم مهم جدًا للبلد الذي مزقته الحرب والاقتصاد المريض.

    حتى أن الجيش الروسي رفض مهاجمة البنية التحتية الحيوية لأوكرانيا، وخاصة المنشآت الكهربائية، والتي لعبت دورًا مهمًا في تشغيل محطات ضخ الغاز، بسبب الحاجة المتبادلة لمواصلة تصدير الغاز إلى أوروبا، الأمر الذي نتج عنه أرباح شهرية بمليارات الدولارات لهذا البلد. منذ بداية الحرب، وضعت موسكو شروطًا لأوروبا، بما في ذلك دفع الغاز بالروبل، وخفضت حجم صادراتها من الغاز بمرور الوقت، لكنها لم توقفها تمامًا.

    لكن في الأشهر الأخيرة، وصلت همسات من أوروبا بشأن نشاط تخزين كميات كبيرة من الغاز لموسم الشتاء واستبدال الغاز الروسي بغاز دول مثل النرويج وأمريكا وقطر إلى آذان قادة موسكو.

    في المرحلة الأولى من الحرب الأوكرانية، فشل الجيش الروسي في الإطاحة بحكومة زيلينسكي والاستيلاء على عاصمة هذا البلد، ولكن الآن، من خلال ترسيخ وجوده في الموانئ الشرقية والاستراتيجية في جنوب أوكرانيا، والتي تضم معظم الموانئ و20٪ والأجزاء المهمة من أراضي البلاد إضافة إلى موقعها المتميز. وفي عشية فصل الشتاء، يخطط بوتين للاحتفاظ بورقته الرابحة الكبيرة في المفاوضات المحتملة بشأن نهاية الحرب في أوكرانيا، ألا وهي ضخ الغاز لأوروبا.

    وقف تدفق الغاز من نورد ستريم لحين رفع العقوبات عن موسكو

    كانت قضية المشاكل الفنية في توربينات خط أنابيب نورد ستريم وعدم قدرة موسكو على إجراء الإصلاحات ذات الصلة بسبب العقوبات التي فرضها الغرب أفضل عذر للروس لإفشال خطة الاتحاد الأوروبي الخاصة. في الأشهر الأخيرة، قامت الدول الأوروبية بإغلاق أو تقليص قدرة بعض صناعاتها من أجل الوصول إلى تخزين 80٪ من احتياطيات الغاز الطبيعي في خزاناتها الكبيرة.

    يبلغ إجمالي سعة تخزين الغاز في القارة الأوروبية حوالي 100 مليار متر مكعب. يقال إنه يتم تخزين حوالي 81 مليار متر مكعب من الغاز حاليًا في خزانات دول أوروبية مختلفة، والتي إذا بلغت طاقتها 100٪، تعادل 25٪ من الاستهلاك السنوي للقارة الأوروبية بأكملها.

    كما أن أوروبا التي كانت تستورد في عام 2021 نحو 39٪ من غازها الطبيعي من روسيا، تحاول تقليل الاعتماد على هذا الغاز من خلال استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر وأمريكا وزيادة طاقة الاستخراج من منصات الغاز النرويجية في الشتاء القادم. وبلغ حجم صادرات الغاز الروسي إلى أوروبا منذ عام 2011 حتى الآن من حيث حجم مليار متر مكعب

    تصرف الكرملين، الذي كان على دراية بخطة الدول الأوروبية جيدًا، وأعلن أنه حتى يتم رفع جميع العقوبات الغربية ضد موسكو، لن يتم إنشاء تصدير الغاز من خط أنابيب نورد ستريم 1. ستشكل هذه القضية مباشرة تحديًا كبيرًا لألمانيا، التي يزيد اعتمادها على الغاز الروسي عن متوسط ​​دول الاتحاد الأوروبي (حوالي 50٪).

    يتعين على قادة برلين اتخاذ خيار صعب من خيارين: إغلاق الصناعات المرتبطة بالغاز وقبول الركود الاقتصادي، أو خفض حصص الغاز في المدينة وتقنينها والتعامل مع الاحتجاجات والاضطرابات العامة بعد ذلك.

    إذا تخلت موسكو، إضافة إلى خط أنابيب نورد ستريم، عن جميع مصالحها المالية وحاولت قطع صادرات الغاز عن خطوط الأنابيب الأخرى المؤدية إلى أوروبا، فلن تقتصر المشكلة هذه المرة على ألمانيا وصناعاتها، لأن بعض الدول الأوروبية مثل البوسنة والهرسك ومولدوفا ومقدونيا الشمالية تحصل على 100٪ من وارداتها من الغاز، وتتلقى لاتفيا والنمسا وصربيا حوالي 80٪ من غازها، بينما تحصل دول مثل فنلندا وسلوفاكيا على حوالي 70٪ من غازها من روسيا وبذلك تأمنت احتياجاتهم في الشتاء.

    ضيف من “حماس”.. استراتيجية الكرملين ورسالته المبطنة للصهاينة

    ضيف من "حماس".. استراتيجية الكرملين ورسالته المبطنة للصهاينة

    وصل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، اسماعيل هنية، على رأس وفد من قيادة الحركة إلى العاصمة الروسية موسكو في زيارة من المقرر أن يلتقي خلالها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف وعددا من القادة والمسؤولين الروس. وضم وفد قيادة الحركة كلا من صالح العاروري نائب رئيس الحركة، وعضوي المكتب السياسي الدكتور موسى أبو مرزوق والدكتور ماهر صلاح.

    وقال طاهر النونو المستشار الاعلامي لرئيس الحركة، إن هذه الزيارة التي تأتي بدعوة من وزارة الخارجية الروسية وسوف تستمر عدة أيام، وتستهدف بحث آفاق العلاقات الثنائية بما يخدم القضية الفلسطينية. وأضاف النونو: “تأتي هذه الزيارة في وقت شديد الأهمية على مستوى المنطقة والعالم، إذ يجري بحث المستجدات الدولية والمتغيرات المتعلقة بالمنطقة وتأثيراتها على القضية الفلسطينية”، مشيدا في الوقت نفسه بالعلاقة مع روسيا ومواقفها من فلسطين”.

    وتأتي هذه الزيارة بعد قيام وفد رفيع المستوى من حركة “حماس”، برئاسة رئيس مكتب العلاقات الدولية موسى أبو مرزوق، بزيارة إلى موسكو في أيار/مايو الفائت، هدفت إلى إجراء مباحثات مع المسؤولين الروس في عدد من الملفات المهمة والمتعلقة بتطورات القضية الفلسطينية. وكانت موسكو انتقدت موقف الدول الغربية في التعامل مع العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وأشارت في حينها إلى أنّ “الغرب يقلق للغاية من الوضع في أوكرانيا.. بينما يراقب بلا مبالاة الإسرائيليين يقتلون الفلسطينيين ويدمرون قطاع غزة”، واصفة الأمر بأنه استمرار “لآلة الدعاية غربية”.

    حركة حماس استعدّت جيدًا لهذه الزيارة و مكتبها السياسي قرر بعد اجتماعين مكثفين تلبية الدعوة التي وردت للحركة من مكتب وزير الخارجية الروسي وعلى اساس الانخراط في جملة تكتيكية جديدة تحت عنوان التحدث مع كل طرف يريد أن يتحدّث مع المقاومة الإسلامية في فلسطين المحتلة وتحديدا في قطاع غزة.

    تحفظات قليلة عند عضوين على الأقل من أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس تم تجاهلها فقد صنّف المشار إليهما هذه الزيارة بأنها خطيرة وقد تنتهي بمجازفات غير محسوبة ولكن المشاورات انتهت بالتصويت لصالح هذه الزيارة تحت عنوان الاستكشاف والاستطلاع ومعرفة ما الذي تريده موسكو من حركة حماس في هذه المرحلة تحديدا بعد استقبالها بصفة رسمية وإقامة أول مشاورات ذات بعد رسمي مع المؤسسة الروسية.

    طبعا تعرف حركة حماس مسبقا بأن موسكو هنا تناكف الإدارة الأمريكية وتناكف الدول الأوروبية التي سعى بعضها لوسم حركة حماس باعتبارها حركة ارهابية. كما تناكف واشنطن التي لا تريد إجراء أي اتصالات مباشرة مع قيادة حركة حماس لكن القيادة السياسية لحركة حماس كان لها رأي مختلف في التكييش السياسي وفي التواصل وفي فتح آفاق جديدة وهو ما أشار له القيادي السياسي في حماس خالد مشعل على هامش زيارة مثيرة تضمّنت توسيع بيكار التواصل مع الاردن قبل اكثر من اسبوعين حيث ألمح مشعل هنا إلى ان حركة حماس تجري اتصالات مع اطراف روسية ومع عدة دول ومع بعض الدول عبر طرف ثالث.

    بكل حال عمليا لا يوجد فائض من المكاسب السياسية يمكن أن ينتج عن هذه الزيارة والتي يعرف قادة حماس لا بل تحدث بوضوح في عمان عن أنها تنطوي على مناكفة من روسيا المنغمسة في الهم الأوكراني. لكن التواجد في موسكو يمنح قادة حركة حماس والشعب الفلسطيني فرصة إيصال الصوت وفرصة التحدث مع دولة كبيرة ومؤثرة في المنطقة ودوليا مثل روسيا وعلى أساس ازدواجية المعايير والتناقض في اللعب على الوتر الاوكراني.

    وبالتالي حركة حماس قررت الذهاب في هذه الطريق بعد سلسلة مشاورات لإنجاح وفد الحركة إلى موسكو تمت عمليا عبر السفارة الروسية في العاصمة اللبنانية بيروت. حركة حماس على علم مسبق عمليا بأن زعيم الكرملين لديه حسابات اليوم هي التي دفعت باتجاه محاولة احتضان حركة حماس في أوّل حوار سياسي رسمي مباشر.

    وبين تلك الحسابات بوضوح السعي لمناكفة حكومة اليمين الاسرائيلي حيث العلاقات بين موسكو وتل أبيب في حالة انقسام غير مسبوقة وحيث اجراءات اتخذها الرئيس فلاديمير بوتين ضد إسرائيل داخل موسكو وحيث عتب شديد وصل إلى حالة تلامس مع المقاومة الفلسطينية تقريبا ولأول مرة وبعيد عن السلطة الوطنية الفلسطينية واتفاقية أوسلو وما تسمى الرباعية الدولية أو الراعي الدولي لعملية السلام غير الموجودة الآن.

    وموسكو حتى بتقدير مطبخ حماس تناكف الأمريكيين ايضا وتريد الانخراط في عملية يبدو أنها أوسع قليلا من مجرد استقبال قادة حماس فهي على صلة بمنشقين عن حركة فتح وبين معارضين للسلطة وللرئيس الفلسطيني محمود عباس والانطباع كبير بأن موسكو بصدد دعم ما تسميه اوساطها المختصة بالعالم العربي أو بالقضايا العربية بدبلوماسية الحوار الفلسطيني الداخلي بمعنى أن روسيا تخطط للاختراق.

    توتر العلاقات الروسية الصهيونية

    ولقد شهدت الفترة الأخيرة تصاعداً ملحوظاً للتوتر بين إسرائيل وروسيا؛ تمثلت أحدث مظاهره في مداهمة القوات الروسية مقر الوكالة اليهودية في موسكو والتهديد بإغلاقها، وهو ما أثار غضب الحكومة الإسرائيلية التي أرسلت وفداً إلى موسكو لحل الأزمة، مع التلويح في الوقت ذاته بأنها قد تؤثر على العلاقات بين البلدين. وتعد الأزمة الأخيرة امتداداً للخلافات السابقة بين موسكو وتل أبيب بشأن الحرب في أوكرانيا، وهو ما قد تكون له انعكاسات مُحتملة على الملفات الإقليمية المشتركة بين البلدين، بما فيها التنسيق العسكري في سوريا، والموقف من إيران.

    ربما يكون للتوتر الحالي بين موسكو وتل أبيب تأثير على فرص لابيد نفسه في الانتخابات البرلمانية القادمة في مواجهة بنيامين نتنياهو، وهو ما دفع البعض إلى اعتبار أن التضييق الروسي على الوكالة اليهودية يستهدف لابيد نفسه. وبالطبع، استغل نتنياهو هذا الأمر لتدعيم موقفه وحوَّله إلى جزء من دعايته الانتخابية؛ حيث اتهم خلال مؤتمر صحفي يوم 27 يوليو الماضي، لابيد وجانتس بـ “الثرثرة، وتعريض أمن إسرائيل القومي للخطر”، مُضيفاً إنه “قلق من أن ما بنيناه على مر السنين يتم تقويضه أمام أعيننا في الأسابيع الأخيرة”.

    ومن المُرجح أن يسعى الجانبان الروسي والإسرائيلي إلى التهدئة، وتجاوز الخلافات أو على الأقل تقليل حدتها في الفترة المُقبلة؛ بهدف الحفاظ على المصالح الاستراتيجية لكل منهما، وخاصةً فيما يتعلق بالتنسيق العسكري في سوريا أو الموقف من إيران أو استمرار تنظيم هجرة اليهود من روسيا. ومن المُحتمل أن تُخفف إسرائيل من حدة خطابها ضد روسيا بشأن حرب أوكرانيا، أو على الأقل تُعطي ضمانات أو رسائل لموسكو بعدم تطوير تعاونها مع كييف

    الاستراتيجية الروسية تجاه القضية الفلسطينية

    دعم الاتحاد السوفييتي منظمة التحرير الفلسطينية في مساعيها للحصول على حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني وفقا لقرارات الشرعية الدولية، وتم افتتاح ممثلية لمنظمه التحرير الفلسطينية في موسكو، واعتبرت الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية وتبدي روسيا العضو الدائم في مجلس الأمن وطرفٌ في الرباعية الدولية استعدادها للمشاركة في كل الجهود، ولا سيما ضمن إطار الرباعية الدولية المعترف بها من قبل مجلس الأمن الدولي، وبالتنسيق الوثيق مع جامعة الدول العربية، للوصول إلى تسويةٍ سياسيةٍ لحل الصراع الفلسطيني “الإسرائيلي”

    أما بالنسبة للتطبيع، فقد أكد وزير الخارجية الروسي مراراً، على موقف بلاده من عدم استغلال اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وبعض الدول العربية، في المماطلة في حل القضية الفلسطينية، وعلى أهمية التوصل إلى تسويةٍ شاملةٍ للنزاع في الشرق الأوسط، مع إدراك أن يكون جزءٌ لا يتجزأ من هذه التسوية حلاً عادلاً ومستداماً للقضية الفلسطينية، بناءً على القاعدة القانونية الدولية المتفق عليها اممياً، بما يشمل مبادرة السلام العربية ومبادئ حل الدولتين، وأنه لا يمكن إحلال استقرار ثابت في الشرق الاوسط بدون حل القضية الفلسطينية.

    اتفاقية أوسلو.. ثلاثة عقود على تشريع الاحتلال وتقسيم الفلسطنيين

    اتفاقية أوسلو.. ثلاثة عقود على تشريع الاحتلال وتقسيم الفلسطنيين

    تسعة وعشرون عامًا مرت على اتفاق أوسلو بين السلطة الفلسطينية وكيان الاحتلال الإسرائيلي، اتفاق يعتبر تشريعا للاحتلال وأعطاه ما لم يستطع اخذه في الحرب والمواجهة، لأن السلطة بزعامة ياسر عرفات في تلك الفترة منحت رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي اسحاق رابين كل ما يريد دون أخذ أقل الحقوق.

    واليوم وبعد مرور نحو ثلاثة عقود على الاتفاقية نرى أن السلطة الفلسطينية تراوح مكانها في مواجهة كيان الاحتلال الإسرائيلي الذي عزز وجوده في مناطق كانت تعتبر وفقًا للاتفاقية أرضًا لدولة فلسطين، ويوميًا يقتحم الضفة الغربية ويقتل ويعتقل من يريد ويخرج، إضافة إلى المستوطنات التي باتت في مواجهة مبنى الحكم في الضفة الغربية، ما يعتبر أن اتفاق أوسلو أضر بالفلسطينيين أكثر مما نفعهم وساعدهم، والسلطة بزعامة عرفات وقتها أضرتهم وخذلتهم وتراجعت عن الأمانة التي منحها الشعب الفلسطيني لها بعد أن قدم الدماء والتضحيات من أجل تحرير أرضه.

    اليوم وبعد مرور نحو ثلاثة عقود على الاتفاقية نرى أن السلطة الفلسطينية تحولت من دولة وفقًا للاتفاقية إلى منسق أمني يحمي كيان الاحتلال فقط فأصبحت دولة منزوعة الدسم كما يُقال. وعدد المستوطنين في الضفة ارتفع بشكل مهول ليصبح أكثر من مليون مستوطن بعد أن كانوا مئة ألف قبل أوسلو، وتعتبر هذه الاتفاقية طعنة في ظهر الانتفاضة الأولى للشعب الفلسطيني، وأعاقت تقدم حصان الثورة وأحبطتها وأخرت إنجازات الشعب، حيث تنازلت السلطة عن 78% من الأرض الفلسطينية لصالح كيان الاحتلال الإسرائيلي وفقًا لأوسلو.

    وأسست هذه الاتفاقية للانقسام الفلسطيني، حيث قبلها كان هناك توحد ضد الاحتلال، ولكن بعد توقيع تلك الاتفاقية أصبح هناك تيارين، تيار مقاوم يعمل ضد الاحتلال، وتيار آخر يتعامل مع الاحتلال وينسق معه ويخبر الاحتلال عن المقاوم ويسلمه أيضًا. وبالتالي تعتبر أوسلو أول الانقسام والشرذمة للشارع الفلسطيني وبسببها بتنا نرى غزّة لوحدها والضفة لوحدها والقدس لوحدها، فتشتت الكلمة الفلسطينية وضاع العمل المقاوم الواحد. وتوسع سرطان الاستيطان على حساب أراضي الشعب الفلسطيني.

    ضمن الاتفاقية كان هناك كوارث مخيفة تجاهلتها بصورة أو بأُخرى السلطة الفلسطينية ونتائجها كانت كارثية على الارض، وانعكست سلبًا على حياة الفلسطينيين سياسيًا وأمنية واقتصاديًا وثقافيًا واجتماعيًا، فقد كانت أوسلو بمثابة تكريس وجود الاحتلال من خلال اعتراف منظمة التحرير به، واعتباره دولة جارة وصديقة، حيثُ بات يعتبر كيان الاحتلال وفقًا لاتفاقية أوسلو دولة لها الحق في الوجود والدفاع عن نفسها، وهو ما برر للاحتلال اعتقال أي شاب فلسطيني وحبسه دون العودة للسلطة ودون أي تهمة صريحة. وأوسلو فتحت الباب مشرعا أمام إنهاء قضية الأونروا وعودة اللاجئين وتهويد القدس، وجعل الضفة عبارة عن روابط مدن إدارية وأمنية.

    اتفاقية أوسلو نقلت الحالة الوطنية الفلسطينية من الصراع المفتوح مع الاحتلال الإسرائيلي الذي تدخل تحته جميع القوى الفلسطينية، إلى كيان رسمي مثقل بالأعباء الإدارية يعمل على تهدئة الأوضاع مع الاحتلال. وقبل هذه الاتفاقية كان هناك تجريم لأي شخص يتعامل مع الاحتلال، ولكن ما بعد الاتفاقية لم يعد الكيان جهة معادية، وبات من الممكن أن يتم الجلوس معه والتفاوض وحتى الحفاظ على آمنه.

    ومن مصائب أوسلو القرار الأخير الذي اتخذه كيان الاحتلال بمنع أي شخص من دخول الضفة الغربية دون موافقته، وهذا القرار منصوص عليه في أوسلو حيث منح كيان الاحتلال حرية السماح والمنع لأي شخص يزور الضفة الغربية لمدة خمس سنوات من عام 1994 وحتى 1999 وينتهي القرار بإقرار اتفاق دائم في ذلك العام، ولأنه لم يتم اقرار اتفاق دائم فإن القرار الإسرائيلي مستمر.

    اتفاقية أوسلو زرعت الانقسام في الشارع الفلسطيني وفرضت الخنوع والهدوء على الفلسطينيين، إلا أن المقاومة رفضتها وخرجت من تحت الرماد لتؤكد أن الشعب الفلسطيني لن يرضى بهذه الاتفاقية المذلة، وقلبت الطاولة رأسًا على عقب في وجه السلطة وكيان الاحتلال، وتم ايجاد مقاومة تحمل البندقية والصاروخية.

    وأكدت ان الشعب الفلسطيني لن يرضى بالفتات بل يريد أرضه كاملة، وأن أوسلو ليست إلا نقطة سوداء في التاريخ الفلسطيني، وأن هذا الشعب لم ولن يقبل الهوان والذل والاتفاقيات المنقوصة بل يريد أرضه من البحر إلى النهر، وهو أمر ادركه كيان الاحتلال وحاول زرع الفتنة بين الفلسطينيين إلا أنه في كل مرة يشّن حربه على المقاومة يفشل بفضل صمود الشعب الفلسطيني ووحدة كلمته خلف المقاومة.