مقالات مشابهة

الدريهمي ملحمة جهاد وأسطورة تفانٍ وتضحية

الدريهمي أسطورة شعب لايُقهر ولا ينكسر ولاينحني أبداً مهما كانت الظروف والتحديات، فما حدث في مدينة الدريهمي يفوق الخيال لملحمة بطولية جهادية أسطورية، ونصر إلهي عظيم لأوليائه المجاهدين، سيسجلها التاريخ ويرويها للأجيال القادمة بأحرف من نور، فعن أي صبر أسطوري وأي نصر إلهي أتحدث؟!

إن ما كابده أبطالنا المحاصرين وسكان المدينة من معاناة شديدة لأكثر من عامين من حصار خانق من كل الاتجاهات وتباعاته الكارثية لأطفال ونساء وشيوخ تموت جوعًا ومرضًا، وتنائر أشلاء الضحايا المتفحمة جراء قصف طيران العدوان المتواصل، هو مشهد يُندى له جبين الإنسانية وتقشعر له الأبدان وتبكي له العيون حزًنا وكمدًا، ولكن في المقابل والوقت نفسه تتعجب القلوب من المعية الإلهية لأبطال الجيش واللجان الشعبية المحاصرين وانتصاراتهم الساحقة على مرتزقة العدوان رغم فارق العدة والعتاد فما يمتلكه العدو من عدة وعتاد وإمكانيات عسكرية وبشرية وغطاء جوي يفوق حجم إمكانيات الجيش واللجان البسيطة أضعافا مضاعفة فلا وجه للمقارنة.

إلا أن قوة إيمان المجاهدين الأبطال وثقتهم بالله وصمودهم وثباتهم كان له الكفة الراجحة لهزيمة فلول منافقي العدوان، فالنصر ُسنّة من سنن الله ليس لها صلة بالعدد والعدة وإنما بمقدار اتصال القلوب بقوة الله : ﴿وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ﴾.

فمن الذي ألهم المجاهدين الأبطال لأن يجعلوا من الصواريخ وسيلة حياة بدلًا من أنها وسيلة موت ودمار، فكسروا بها الحصار وأمدوا سكان الدريهمي المحاصرين الجائعين بالغذاء؟

ومن الذي أيدهم وحفظهم حينما حملوا أكفانهم معهم في عملية العاشر من رمضان وحلقوا بطائرة الأباتشي لإغاثة المحاصرين، وهيأ لهم الغيوم والغيث لتحجب أعين المنافقين وتصل المساعدات الغذائية بأمان ويعود المجاهدون سالمين منتصرين في مشهد مهيب عظيم لو لم أره بعيني لما صدقته، فكيف بالعدو ؟!

أليس كل تلك التأييدات والمعية الإلهية التي شاهدناها ووثقتها عدسة الإعلام الحربي شاهدة على أن مسيرتنا القرآنية مسيرة حق، وبأن مجاهدينا هم ربيون هذا العصر، وبأن قائدنا السيد عبدالملك الحوثي هو قائد رباني حكيم سليل بيت النبوة؟

ستظل الدريهمي أسطورة إعجاز بالغ كشفت إنسانية عالم منافق لاضمير له وفضحت الوجه القبيح لـلعدوان وفضحت إعلام العدو و تضليله وتزييفه للواقع والحقائق.

ليس هذا فقط بل كشفت تواطؤ الأمم المتحدة فما كان لتحالف العدوان أن يتمادى في جرائمه الوحشية وحصاره بشكل متعمد ومباشر لولا تواطؤ الأنظمة الدولية معه، فكل تلك الجرائم الوحشية المروعة حملت بصمة موافقة تلك الأنظمة الدولية الماكرة وهي بصمة عار في جبينها، ولايمكن السكوت على كل تلك الجرائم البشعة ولن تسقط هذه الجرائم بالتقادم وستتم مقاضاة مرتكبيها وملاحقتهم جنائيا طال الزمن أم قصر.

ـــــــــــــــــــ
وفاء الكبسي