مقالات مشابهة

خبراء ومسؤولين عسكريين: سيناريوهات ما بعد الهدنة.. خياراتٌ مؤلمة وخارطة أهداف حساسة واستراتيجية في عمق دول التحالف

حث وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي، الجميع على المزيد من اليقظة والجهد والتدريب والتأهيل وأن يكونوا على جاهزية مُستمرّة للدفاع عن الوطن والقيم العظيمة للرسالة المحمدية.

وقال اللواء العاطفي: إننا اليوم أمام منعطف تاريخي عظيم وقد سخّرنا أنفسنا وإمْكَانياتنا لنكون في مقدمة مواكب المواجهة والمقارعة للمشروع الصهيوني الاستكباري في المنطقة ولن نألوَ جهداً في امتلاك القدرات والإمْكَانيات والموارد والأساليب التي توفر لنا والسير بثقة في هذه المواكب المباركة”.

وأكّـد اللواء العاطفي في كلمةٍ له خلال الحفل الذي نظمته وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة، أمس، بمناسبة المولد النبوي الشريف أن أراضي الجمهورية اليمنية ومياهها وبحارها وثرواتها هي أَسَاس السيادة اليمنية والقوات المسلحة ملتزمة بحمايتها ولن تسمح لكائن من كان أن يمسها أَو حتى يناقشها عن بعد.

وَأَضَـافَ: “يجب أن يستوعب الجميع أنه لا تفريط بالسيادة طالما ظلت شراييننا تتدفق بالدماء وقلوبنا تنبض بالولاء والانتماء لليمن”.

وجاءت هذه التصريحات قبل ساعات من انتهاء الهُــدنة؛ بسَببِ تعنت قوى العدوان الأمريكي السعوديّ في دفع رواتب موظفي الدول، والالتزام باستحقاقات الشعب اليمني.

وتقفز هنا الكثير من التساؤلات حول سيناريوهات ما بعد الهُــدنة، وهل يمكن أن يعود التصعيد العسكري إلى الواجهة أم أن العدوان سيرضخ لشروط صنعاء ويلتزم بها.

ويقول الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي العقيد مجيب شمسان: إنه في ظل تعنت قوى العدوان لتحقيق السلام في اليمن، فَـإنَّ الأمور تتجه إلى الخيار العسكري، مُشيراً إلى أن اليمن يمتلك القدرة والإرادَة لانتزاع حقوقه، وبالتالي فَـإنَّ الثروات التي يقوم بنهبها تحالف العدوان الغازية والنفطية وغيرها، كُـلّ ذلك سيكون حاضراً في عمليات الرد على تحالف العدوان كما لا يمكن للشعب اليمني أن يبقى محاصراً ومحروماً من حقوقه أمام نهب مُستمرّ لثرواته وحصار مطبق عليه جواً وبراً وبحراً.

ويؤكّـد شمسان في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة”، أن “القوات المسلحة اليمنية حاضرة وتصريحات وزير الدفاع تؤكّـد بأنها لن تألوَ جهداً في الدفاع عن سيادة اليمن وثرواته البرية والبحرية أَو الإقليمية من حَيثُ الجغرافيا أَو من حَيثُ الثروات المُستمرّ بنهبها”، لافتاً إلى أن الرد سيكون عسكريًّا على أهم المصادر التي تمثل العمود الفقري لإمدَاد هذه الحرب في آليتها العسكرية ودعمها المالي وبكل التحَرّكات التي يسعى من خلالها تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ ومن خلفهما الصهيوني لفرض أجندتهم على اليمن”.

وميدانيًّا يشير شمسان إلى أن المؤشرات تؤكّـد أن العدوّ يتجه نحو الجبهات الأَسَاسية كجبهة الساحل الغربي، وهي تعد من أهم الجبهات التي يسعى الكيان الصهيوني إلى تأمينها؛ باعتبَارها تشكل من وجهة نظره الجبهة التي تمثل تهديداً وجودياً لمصالحه في البحر الأحمر، كما أن المحور الثاني يتجه نحو مصادر الطاقة التي من الممكن أن تكون من أكثر الجبهات اشتعالاً؛ باعتبَارها تمثل أهميّة استراتيجية بالنسبة لصنعاء في مواجهة أطماع تحالف العدوان، أَو من حَيثُ الحاجة التي يسعى تحالف العدوان لاستمرار السيطرة عليها كمنابع لثروة الطاقة ومختلف الموانئ اليمنية ومضيق باب المندب وجزره المطلة”.

خياراتٌ مؤلمة

بدوره، يقول الخبير العسكري والمحلل الاستراتيجي العميد عزيز راشد: “إن التوقعات العسكرية والسياسية في ظل المشاورات الجارية مع تحالف العدوان من قبل الطرف الوطني، وما أشَارَت إليه تصريحات القيادة في صنعاء، تؤكّـد أن على الشركات الأجنبية التي تمعن في نهب ثروات اليمن النفطية والغازية بأن تأخذ حذرها ومراجعة حساباتها السياسية للحصول على الامتيَازات للتنقيب والاستمرار في اليمن، التي لن تحظى بها في المستقبل، طالما وهي لم تستمع لتلك التحذيرات”.

ويضيف في تصريحٍ خاص لصحيفة “المسيرة” أن على تلك الشركات أن تأخذ التحذيرات على محمل الجد.

وعلى الصعيد العسكري يرى راشد أنه سيتم تفعيل الصواريخ اليمنية والأسلحة البحرية والجوية التي بمقدورها استهداف سفنها المُستمرّة في نهب ثروات اليمن، وبشكل دقيق، مع العلم بأن الأسلحة اليمنية باتت على درجة عالية من التطور وتمتلك كافة القدرات التدميرية والالتقاط الراداري لكافة السفن المحملة بالنفط والغاز اليمني”.

ويلفت الخبير العسكري راشد إلى أن الخطوط العريضة والخيارات الاستراتيجية للرد على تحالف العدوان سيحدّدها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي -حفظه الله- خلال خطابه المرتقب خلال ذكرى المولد النبوي الشريف، وسيعرف الجميع مكان وزمان الرد المناسب “، مبينًا أن الرد المرتقب للقوات المسلحة اليمنية سيكون مؤلماً جِـدًّا، وحينها لن يكون أمام قوى العدوان غير الإذعان للمطالب الشعبيّة اليمنية وتنفيذها، وأن مساومات تحالف العدوان لن تفيد ولن تجنبه قسوة الرد اليمني المؤمن بنصر الله وبإرادة ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر الفتية”.

وعن أبرز الخيارات العسكرية لصنعاء يقول المحلل الاستراتيجي راشد: إن صنعاء تملك خارطة كبيرة من الأهداف الحساسة والاستراتيجية في عمق دول العدوان، وتملك القدرة العسكرية على تدميرها، وستكون مؤلمة وموجعة، وأن الجبهات الداخلية لن تكون بعيدة عن الرد”.

المسيرة