مقالات مشابهة

البحرين تغير المناهج المدرسية.. غسل دماغ الأطفال بالتعاليم الصهيونية وتحريف التاريخ للأجيال القادمة

في حين اقتصر مشروع تطبيع العلاقات العربية مع الكيان الصهيوني على توقيع اتفاق “إبراهام” في سبتمبر 2020، ولم تكن هناك دولة مستعدة لمواصلة هذا المسار، فإن البحرين وحدها هذه الأيام تتحمل وطأة تقاعس العالم العربي. بعد توقيع العقود الأمنية وتنفيذ مشروع تهويد البحرين وبيع الجزيرة للصهاينة، يخطط نظام آل خليفة لإجراء تغييرات في كتبه المدرسية هذه المرة حتى لا يتبقى عليها أي مساحة دون صبغة صهيونية.

وبناءً على ذلك، يُقال إن مقاربات آل خليفة التوفيقية مع الكيان الصهيوني ستُدرج في الكتب المدرسية في خطة البحرين الجديدة. وحذرت جمعيات سياسية بحرينية من أن هذا العمل الشرير يضر بالمثل القومية والدينية لأهل هذا البلد في دعمهم المستمر للدولة الفلسطينية. تهدف هذه الخطة التربوية إلى تعميق التسوية مع الكيان الصهيوني وتقليص حجم الاهتمام بالقضية الفلسطينية، وخاصة أن وزير التربية والتعليم البحريني قال إن بعض القوانين سيتم تغييرها بالكامل.

تحريف التاريخ للأجيال القادمة

تحاول البحرين إزالة ذكر القضية الفلسطينية من كتبها المدرسية واستبدالها بالتعاليم الصهيونية من أجل تعزيز علاقاتها مع تل أبيب، البحرين والإمارات العربية المتحدة اللتان فتحتا أعين الصهاينة على الخليج الفارسي، تحاولان أكثر من السلطات الإسرائيلية نفسها استكمال قضية التطبيع وجعل العالم العربي كله يوافق على حل وسط.

الموافقون العرب، الذين أداروا ظهورهم لهدف تحرير القدس المقدسة لسنوات عديدة، يحاولون بهذه الخطط التربوية نسيان قضية فلسطين التي كانت ذات يوم أولى اهتمامات العالم الإسلامي، وإعلان الصهيونية كياناً مخولاً بالحكم على القدس والمسجد الأقصى.

قبل البحرين، أدرجت الإمارات برنامج التدريس الصهيوني في كتبها المدرسية، ووفقًا لسلطات أبو ظبي، فإن موضوع “الهولوكوست” سيتم تدريسه من الآن فصاعدًا في المدارس الابتدائية والثانوية في هذا البلد، وقد اتخذت المملكة العربية السعودية التي لا تقيم علاقات دبلوماسية مع الكيان الصهيوني خطوات مهمة في هذا الصدد.

ووفقًا للتقارير أمر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بإجراء تغييرات في الكتب المدرسية السعودية لتمهيد الطريق للتطبيع مع الصهيونية وإزالة معاداة السامية، وهي علامة على التعايش مع المحتلين وإدارة ظهورهم للمثل الإسلامية والعربية.

ويبدو أن الصهاينة، في الوقت الذي يدفعون فيه عملية التطبيع السياسي، أعطوا الأولوية للبرامج الثقافية قبل العلاقات الدبلوماسية، لأنه كلما اعتاد العرب على الصهاينة ثقافيًا ودينًا، سيكون الطريق أسهل لدخول الأراضي العربية. حقيقة أن بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الكيان الصهيوني، يكافح من أجل جلب المزيد من الدول إلى معسكر التطبيع، مؤشر جيد على حقيقة أنه من خلال تحسين العلاقات مع العرب، فإن كل شيء سيكون في صالح إسرائيل في المنطقة، وحلم “من النيل الى الفرات” سيتحقق بأقل تكلفة ودون حرب.

تحالف عبري عربي لعزل فلسطين

تتوهم السلطات في تل أبيب أنه بتطبيع العلاقات بين الدول العربية والكيان الصهيوني، ستفقد فلسطين أنصارها في العالم العربي، وسيُحاط الفلسطينيون بالتحالف العبري العربي وسيُتركون وشأنهم، وستضطر فلسطين في نهاية المطاف إلى التعاون مع الكيان الصهيوني. وبهذه الطريقة سيتم ضمان أمن الأراضي المحتلة أكثر.

هذه فكرة فجة، حيث إن الجماعات الفلسطينية ليس لديها أمل في دعم عربي منذ سنوات ووجدت طريقها وتقاتل ضد المحتلين دون مساعدة من مساومة وحققت العديد من النجاحات في هذا المجال. ويحاول قادة البحرين إظهار الوجه الإيجابي للصهاينة في المجتمع بهذه الإجراءات لتغيير مكانة الطاغية والمظلوم وإظهار أن جرائم المحتلين في الضفة الغربية وقطاع غزة تستهدف استعادة الأراضي الصهيونية المفقودة والتي تم اغتصابها منها قبل بضعة آلاف من السنين.

وأظهرت التطورات التي حدثت في العامين الماضيين أن مشروع تطبيع العلاقات أحادية الاتجاه لصالح تل أبيب، وأن كل عقد تم توقيعه خلال هذه الفترة كان يهدف إلى تأمين مصالح الصهاينة في المنطقة ولم يكن له دخل أو ناتج بالنسبة للصهاينة.

وعرب البحرين في ظل حكومة آل خليفة، والتي تتحرك في هذا الاتجاه أكثر من غيرها، أظهرت أن لديها الكثير من الإمكانات والقدرات لتصبح “فلسطين الثانية” وإنشاء “جمعية الجاليات اليهودية في الخليج (الفارسية) بهدف إرسال الصهاينة إلى المنطقة، ثم بيع الجزيرة للمحتلين هو المفتاح لبدء هذا المشروع.

الاستثمار في أبناء البحرين

بالنظر إلى أن الرأي العام في العالم العربي يدعم الأمة الفلسطينية ويعارض التطبيع مع الكيان الصهيوني، لذلك فإن قادة التسوية في البحرين وشيوخ المنطقة الآخرين يحاولون مواءمة الجيل الجديد مع سياسات التسوية من خلال الترويج للمذاهب الصهيونية وإزالة القدسية الاسلامية للقدس من الكتب المدرسية.

تحاول سلطات آل خليفة بناء الثقافة في الداخل مع هذا الإجراء وتمهيد الفضاء لصداقة شعب البحرين مع المواطنين الصهاينة، وبما أنه من الأسهل مواءمة الأطفال مع سياسات الحكومة، بدأ حكام المنامة برنامجهم مع البنية التحتية والمدارس.

بالنظر إلى جهود آل خليفة في إخراج قضية فلسطين من الكتب المدرسية ومواجهة أي معارضة لعملية التطبيع على مستوى المجتمع، فيجب على أولياء أمور الأطفال البحرينيين التحدث عن قضية القدس مع أبنائهم في منازلهم وبعيدًا عن آذان آل خليفة السرية، حتى لا تنسى هذه القضية وتنتقل مهمة تحرير فلسطين إلى الأجيال القادمة.

على الرغم من الجهود الشاملة التي يبذلها شيوخ الخليج الفارسي لتجاهل جرائم الكيان الصهيوني وتعزيز العلاقات مع المحتلين، فإن تجربة مونديال قطر أظهرت أن الرأي العام في العالم العربي، على عكس قادتهم الوسطيين، ليس لديهم الرغبة في التطبيع وسيستمرون في الوقوف إلى جانب أشقائهم الفلسطينيين حتى النهاية، وأمل تحرير الأراضي المحتلة قائم.

يستعد شيوخ العرب لعلاقة طويلة مع الكيان الصهيوني، في حين أن كبار المسؤولين في هذا الكيان لا يأملون بمستقبلهم، وفي الأسابيع الأخيرة أعربوا عن قلقهم من انهيار كيانهم في المستقبل القريب.