مقالات مشابهة

اتفاق ترسيم الحدود.. لبنان تعلق: اتفاق الحدود مرضية وتلبي مطالب البلاد ونيتنياهو يهاجم لابيد: هذا استسلام إسرائيلي تاريخي

أكد نائب رئيس مجلس النواب اللبناني ​إلياس بو صعب، أمس الاثنين،​ أنّ “لبنان تسلم من واشنطن النسخة النهائية من مسودة اتفاق الحدود البحرية مع إسرائيل”.

وأشار بو صعب، في حديث إلى وكالة “رويترز”، إلى أنّ “مسودة اتفاق الحدود البحرية تأخذ في الاعتبار كل المتطلبات اللبنانية”، مضيفاً أنّ “اتفاقاً تاريخياً قد يكون وشيكاً”.

في المقابل، أعلن رئيس “هيئة الأمن القومي الإسرائيلي”، إيال حولاتا، اليوم الثلاثاء، قرب التوصل إلى “اتفاق تاريخي” بشأن ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، بعدما لبى اتفاق أعدته الولايات المتحدة “جميع مطالب إسرائيل”، وفق قوله.

لبنان: الصيغة النهائية لاتفاق الحدود مرضية وتلبي مطالب البلاد

على ذات السياق، أكد رئاسة الجمهورية اللبنانية، اليوم الثلاثاء، أنّ “الصيغة النهائية لاتفاق الحدود البحرية الجنوبية مرضية وتلبي المطالب اللبنانية”.

ولفتت الرئاسة عبر حسابها في “تويتر” إلى تسلم النسخة الرسمية النهائية المعدلة التي تقدم بها الوسيط الأميركي آموس هوكستين للاتفاق في شأن الحدود البحرية الجنوبية، مؤكدةً أنّ “الصيغة النهائية حافظت على حقوق لبنان في ثروته الطبيعية، وذلك في توقيت مهم بالنسبة إلى اللبنانيين”.

وأملت الرئاسة أن يجري “الإعلان عن الاتفاق بشأن الترسيم في أقرب وقت ممكن”، مضيفةً أنّ الرئيس ميشال عون سيجري المشاورات اللازمة إزاء هذه المسألة الوطنية، تمهيداً للإعلان رسمياً عن الموقف الوطني الموحد.

وسلّم نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، اليوم، رئيس الجمهورية ميشال عون صيغة الاتفاق التي تسلمها من الوسيط الأمريكي. وقال بو صعب من قصر بعبدا: “ملف ترسيم الحدود البحرية أُنجز وجرى وضعه في عهدة الرئيس”، مشيراً إلى أنّ “الاتفاق منصف ويرضي الطرفين

وكان أكّد الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، أمس الاثنين، أنّه يأمل إنجاز كل الترتيبات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية الجنوبية خلال الأيام القليلة المقبلة، بعدما قطعت المفاوضات غير المباشرة التي يتولاها الوسيط الأميركي آموس هوكستين شوطاً متقدماً.

ورأى أيضاً أنّ الوصول إلى اتفاق على ترسيم الحدود البحرية الجنوبية يعني انطلاق عملية التنقيب عن النفط والغاز في الحقول اللبنانية الواقعة ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، الأمر الذي سوف يحقق بداية دفع جديد لعملية النهوض الاقتصادي، وفق تعبيره.

وقبل يومين، أعلنت شركة “إنرجيان” بدء عملية الضخ التجريبي العكسي من الشاطئ إلى منصة “كاريش”، لفحص جاهزية منظومة التوصيل البحرية بين المنصة والشبكة على اليابسة.

وسارعت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى شرح الموقف، مبيّنةً أنّ “تل أبيب طلبت من الوسيط الأميركي آموس هوكستين إبلاغ لبنان أنّها لن تستخرج الغاز اليوم من حقل كاريش”، وأن “تل أبيب معنية بأن تصل الرسالة إلى الأمين العام لحزب الله بأنّها لا تريد حرباً”.

نتنياهو: هذا ليس اتفاقاً تاريخياً مع لبنان بل استسلام إسرائيلي تاريخي

قالت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الثلاثاء، إنّ زعيم المعارضة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، هاجم بشدّة رئيس حكومة الاحتلال، يائير لابيد، مؤكداً أنّ توقيعه على اتفاق الحدود البحرية مع لبنان هو استسلام إسرائيلي لحزب الله.

ونقل موقع “القناة السابعة”، عن نتنياهو، قوله إنّه “طوال أكثر من عقد من الزمان، لم تستسلم الحكومات تحت قيادتي لتهديدات نصر الله، ولم نقبل الحرب. حتى وصل لابيد. في غضون ثلاثة أشهر، استسلم لابيد بالكامل لجميع مطالب حزب الله”.

وأشار نتنياهو إلى أنه “في اليوم الذي دخل لابيد مكتب رئيس الوزراء، أطلق نصر الله طائرات من دون طيار على منصة غاز في أراضينا”. وذكر أنّ “نصر الله هدد لابيد بأنه بقوة السلاح سيجبر إسرائيل على الاستسلام في المفاوضات”، مشيراً إلى أنّ “لابيد كان خائفاً واستسلم”.

وأضاف نتنياهو أنّ “لابيد، الذي عارض مخطط الغاز الذي قدّمته أنا وأصدقائي لمصلحة إسرائيل، وهو مخطط حوّل إسرائيل إلى قوة غاز عالمية، أصبح الآن في عجلة من أمره لإخراج الغاز من المياه لمصلحة حزب الله. أمّا كيف يحاول لابيد تبرير الاستسلام؟ فهو يقول إنه مطلوب من أجل إخراج الغاز من كاريش”.

وتابع نتنياهو: “أودّ أن أذكّر لابيد بأنّ أعمال التطوير في كاريش بدأت منذ 5 أعوام، وأننا لم نحلم أبداً بطلب الإذن من نصر الله لتشغيله”. وأضاف: “كما قال ديفيد فريدمان، السفير الأميركي الأسبق والذي تعامل مع الأمر، فإنّ لبنان حصل على 100%، وإسرائيل حصلت على صفر،. وكان (فريدمان) على حق. هذا ليس اتفاقاً تاريخياً، بل هو استسلام تاريخي، وتصفية بيع لابيد”.

وبحسب نتنياهو، فإنّ “من يستسلم لحزب الله هكذا لا يمكن أن يكون رئيساً للوزراء. ولن يكون قادراً على التعامل مع إيران، وزعزعة استقرار النظام العالمي في أعقاب الأزمة في أوكرانيا، في مواجهة كتلة التهديدات، التي تواجهها إسرائيل. فالمعادلة الجديدة التي أنشأها لابيد، والتي بموجبها يتم مواجهة التهديدات بالاستسلام، تشكل خطراً استراتيجياً على أمن إسرائيل”.

واختتم نتنياهو بالقول: “في هذا الوقت المضطرب، لا تستطيع إسرائيل تحمل رئيس وزراء ضعيفٍ وهاوٍ، مرة واحدة كافية بالنسبة إلينا”.

مطالبة “توتال” بدء التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية

بعد تسلّم لبنان مسودة “اتفاق” ترسيم الحدود البحرية اللبنانية من الوسيط الأمريكي، رئيس الحكومة اللبنانية يطلب من وفد شركة “توتال” الشروع في عملية التنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية.

أمل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أن يصل ملف ترسيم الحدود البحرية اللبنانية إلى نهاياته في وقت قريب، بعدما نجحت الجهود التي قام بها الوسيط الأمريكي آموس هوكستين في التوصل إلى مسودة “اتفاق” تحفظ الحقوق اللبنانية.

موقف ميقاتي جاء خلال تسلّمه من نائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، اليوم الثلاثاء، نسخةً عن المسودة النهائية للاتفاق في السراي الحكومي، بعد أن تسلمها الرئيس اللبناني ميشال عون من الوسيط الأميركي.

وفي هذا الإطار، قال ميقاتي إنّ “الموقف اللبناني الموحّد في هذا الملف، وتشبّث لبنان بحقوقه ومطالبه، أفضى إلى هذه النتيجة الايجابية”، مضيفاً: “كلنا أمل أن تبلغ الأمور خواتيمها، ومن ثم المباشرة بالخطوات العملانية للتنقيب عن الغاز في المياه اللبنانية”.

وشكر ميقاتي الإدارة الأمريكية على “الجهد الذي قامت به في ما تمّ التوصل إليه، وبشكل خاص الوسيط الأميركي آموس هوكستين، الذي قاد عملية التفاوض بدقة وحرفية وصبر”.

كذلك، توجّه بالشكر إلى فرنسا التي “ساهمت بشكل مباشر في الوصول إلى ما تمّ التفاهم عليه، وتذليل العقبات التي طرأت خلال المفاوضات غير المباشرة”.

وعقب ذلك، اجتمع رئيس الحكومة مع وزير الطاقة وليد فياض بوفد من شركة “توتال” الفرنسية، ضمَّ رئيس مجلس الإدارة رومان لامارتينيار، مدير الشركة ومدير التنقيب عن النفط والإنتاج لوران فيفيه، ومدير شمال أفريقيا جان جايلي.

وخلال الاجتماع، طلب ميقاتي من ممثلي شركة “توتال” الفرنسية “المباشرة فوراً بالاجراءات التنفيذية للتنقيب في المياه اللبنانية”.

من جهته، أكد وزير الطاقة اللبناني حق بلاده في الحصول على كامل حصتها من حقل قانا، من دون مشاركة أحد فيه، إضافة إلى “الإسراع في موضوع التنقيب، وحل موضوع الترسيم، والالتزام الكلي من جانب توتال، والكونسورسيوم، للبدء بأعمال التنقيب وتنفيذها”.

وكشف أنّ “العمل سيكون جدياً وفق ما وعدت به توتال”، وأنّ “هذا أمر ايجابي جداً بالنسبة إلى لبنان، وسيسمح له أن يكون دولة على الخارطة النفطية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط”. وأوضح أنّ “الأمور اللوجستية ستأخذ وقتاً، ولكن ستبدأ الأعمال فوراً، والشركة تأخذ الأمر بجدية”.