مقالات مشابهة

وفيات زلزال سوريا تتجاوز 2800.. ودمشق تؤكد نقص كبير في المواد الإغاثية

ارتفعت حصيلة ضحايا الزلزال المدمّر في سوريا إلى أكثر من 2800 وفاة، في الوقت الذي تتواصل فيه جهود فرق الإنقاذ في عملية البحث عن ناجين تحت الأنقاض.

وأفادت مصادر في حلب، اليوم الأربعاء، بوصول 5 طائرات من الجزائر وإيران والعراق إلى مطار حلب الدولي في الساعات الأخيرة. بدورها، أكدت وزارة التجارة العراقية إرسال شاحنات محمّلة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية إلى سوريا.

وذكرت المصادر أنّ حصيلة ضحايا الزلزال في جنديرس في عفرين بلغت 650 حالة وفاة، مشيراً إلى أنّ نسبة الدمار في المدينة تجاوزت الـ70%، فيما يمنع المسلحون دخول المساعدات.

من جانبه، أكدت مصادر في اللاذقية أنّ حصيلة ضحايا الزلزال في مدينة جبلة بلغت حتى الآن 254 حالة وفاة و171 إصابة. بالتوازي، أكد وزير الصحة السوري حسن محمد الغباش تقديم ما يلزم من مستلزمات لعمل المستشفيات، مشدداً على وجود حاجة للتجهيزات الطبية.

ولفت الغباش إلى أنّ كارثة بهذا الحجم تشكّل ضغطاً إضافياً على القطاع الصحي، الذي يعاني نقصاً في المواد والتجهيزات الطبية من جراء العقوبات، مضيفاً أنّ منظومات الإسعاف والطوارئ مستنفرة بالكامل والحصار يمنع العديد من الشركات من توريد الأجهزة.

كذلك، كشفت وسائل إعلام رسمية سورية أنّ أكثر من 298 ألفاً اضطروا لترك منازلهم بسبب الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد هذا الأسبوع. وذكرت الوكالة السورية للأنباء “سانا” نقلاً عن حسين مخلوف، وزير الإدارة المحلية والبيئة، أنّ الدولة فتحت 180 مأوىً للنازحين.

في غضون ذلك، أكد المدير العام للآثار والمتاحف في دمشق محمد نظير عوض للميادين أنّ الزلزال كان له تأثير قوي على المباني التاريخية والأثرية في حلب.

نقص كبير في المواد الطبية والغذائية

من جهته، أكد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل السوري، محمد سيف الدين، أنّ هناك نقصاً كبيراً في المواد الطبية والإغاثية والمواد الغذائية والوقود والآليات لإنقاذ ضحايا الزلزال المدمّر.

ولفت سيف الدين إلى أنّ “الاحتياج كبير للمستلزمات الطبية، والمواد الغذائية والوقود والآليات، وكل ذلك سببه التداعيات السلبية للحصار الاقتصادي الجائر المفروض على سوريا وشعبها الذي استهدف المواطن في لقمة عيشه وتأمين أبسط مستلزمات العيش الكريم له”.

ودعا سيف الدين الدول العربية والأجنبية إلى “تقديم دعم أكبر لسوريا للمساعدة في إنقاذ الأرواح التي لا تزال تحت الأنقاض”. ولفت إلى أنه عقب “الاجتماع النوعي” الذي ترّأسه الرئيس السوري بشار الأسد “تم على الفور تشكيل غرفة عمليات بانعقاد تام وعلى مدار الساعة بهدف تنسيق الجهد الأهلي لردم هوة الاحتياج بالمحافظات الأكثر تضرراً”.

وأضاف أنّ “الوزارة سيّرت يوم أمس، بالتعاون مع محافظة دمشق والاتحاد العام للجمعيات الخيرية بالعاصمة، قافلة مساعدات قوامها 45 طناً من المواد المتنوّعة من غذائية وألبسة وحرامات وغيرها لتلبية الاحتياجات الطارئة والضرورية للمواطنين المتضررين من جراء الزلزال، إضافة إلى عدة قوافل أخرى تم تسييرها من قبل عدد من الجمعيات الأهلية لدعم الأسر في محافظات المنكوبة، ولا سيما في ظل الظروف الجوية السائدة التي زادت من معاناتهم”.

الصين تقدّم مساعدات طارئة

وفي السياق، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية، ماو نينغ، اليوم الأربعاء، أنّ الصين سترسل 30 مليون يوان (نحو 4.4 ملايين دولار) كمساعدات إنسانية إلى سوريا للتعامل مع آثار الزلزال المدمّر.

وقالت: “قرّرت الصين تزويد الجانب السوري بمساعدات إنسانية طارئة بقيمة 30 مليون يوان (نحو 4.4 ملايين دولار) من أجل التعبير عن تعازي الصين حكومة وشعباً ودعمها لسوريا حكومةً وشعباً”. وأوضحت ماو نينغ أنه سيتم تحويل مليوني دولار من القيمة نقداً، أما الباقي فسيقدّم على شكل مواد ضرورية للاستجابة الطارئة.

وتتواصل جهود فرق الإنقاذ السورية بدعم من جميع القطاعات الحكومية على رأسها الجيش السوري، وبمؤازرة فرق الإنقاذ الروسية والعربية والأجنبية في عملية البحث عن ناجين تحت الأنقاض على خلفية الزلزال الذي ضرب البلاد.

إلى ذلك، أنقذت الشرطة العسكرية التابعة لمجموعة القوات الروسية رجلاً من تحت الأنقاض في حلب، و ذلك بعد بقائه عدة أيام من دون طعام أو ماء. وقامت فرق إنقاذ القوات الروسية بإزالة 27 موقعاً من الركام، وتم إنقاذ 42 شخصاً وسحبت 57 جثماناً من الضحايا، وقدّمت الخدمات الطبية لـ194 شخصاً.

وخلال اليوم الحالي تمت إزالة 3 مواقع ركام، وتمكنت فرق الإنقاذ الروسية من انتشال جثة واحدة وقدّمت المساعدة الطبية لـ31 شخصاً. أما المساعدات الروسية فيستمر توزيعها في 8 نقاط، حيث تم توزيع أكثر من 11 طناً من المواد الغذائية والمواد الضرورية ومنها 9.5 أطنان من المواد الغذائية اليوم.

وتستمر حصيلة الضحايا في الارتفاع بالتوازي مع عمليات البحث التي تقودها الفرق المنتشرة في المحافظات السورية المتضررة، حيث تؤكد منشورات الكثير من المواطنين على وسائل التواصل الاجتماعي وجود عدد كبير من الضحايا العالقين تحت الأنقاض إلى وقتنا الحالي.

وفي السياق نفسه، يجري التبرع بالدم في أربع نقاط منتشرة في حلب وحماه وجبلة وستامو، وأتت العينات أولاً من 126 متبرعاً منهم 55 من العسكريين الروس.

وفي ساعة مبكرة من صباح الاثنين، ضرب زلزال بلغت قوته 7.8 درجات جنوب تركيا وشمال سوريا، أدّى إلى وقوع مئات الضحايا وإصابة الآلاف.

وأعلنت الحكومة السورية، أمس الثلاثاء، تخصيص 50 مليار ليرة كمبلغ أولي لتمويل العمليات الإسعافية المتخذة لمعالجة آثار الزلزال المدمّر. وقرر المجلس، بحسب البيان، حصر توزيع المساعدات المقدّمة للمناطق المنكوبة من جراء الزلزال بجهة واحدة وتوزيعها وفق احتياجات كلٍّ منها.

وشدّد على “المتابعة المستمرة في رصد وإحصاء أعداد الضحايا والمتضررين، والإسراع في عمليات الكشف الفني على البنى التحتية والأبنية والمدارس، إضافة إلى تكليف كل وزارة بحصر الأضرار ضمن قطاعها”.