أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم الخميس، عن رصد إطلاق صاروخ باليستي من الأجواء اليمنية نحو الأراضي المحتلة، وهو ما دفع الدفاعات الجوية للاحتلال إلى حالة تأهب فورية.
ودوت صفارات الإنذار في مناطق واسعة من وسط وجنوب فلسطين المحتلة، بما فيها عسقلان ويافا وتل أبيب، ما أدى إلى اختناق الحياة العامة وزحف المستوطنين نحو الملاجئ بحالة ذعر غير مسبوقة.
وقد نشر موقع “واللا” العبري مقاطع مصورة تظهر تساقط شظايا كبيرة في مستوطنات بين بيت لحم والخليل نتيجة اعتراض الصاروخ، فيما تم رصد مشاهد مباشرة من داخل عسقلان ومستوطنات أخرى للمواطنين الفارين من الشواطئ والمدارس وأماكن العمل.
الذعر يعم المجتمع الإسرائيلي
في موازاة ذلك، أكدت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن ملايين المستوطنين هرعوا إلى الملاجئ فور سماعهم دوي الإنذار الذي اعتبره كثير من الخبراء تحدياً استثنائياً للتفوق العسكري الإسرائيلي ، خاصة مع تصاعد وتيرة الاستهدافات خلال الأسابيع الماضية.
وبحسب المصادر العسكرية التابعة للكيان، فإن الصاروخ تم إطلاقه بصيغة متطورة، واستهدف منطقة وسط “إسرائيل”، وخاصة مطار بن غوريون الدولي، مما دفع السلطات إلى إغلاق المجال الجوي مؤقتاً، وهو ما أعطى زخماً أكبر للأزمة الداخلية، حيث أصبح واضحاً أن الطائرات والحاملات ليست كافية لمنع الصواريخ القادمة من الجنوب العربي.
حكومة الاحتلال أمام حقيقة جديدة
لم تمضِ سوى ساعات على الحادثة حتى ظهر انتقاد حاد من قبل زعيم حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرف، أفيغدور ليبرمان، الذي وصف الحكومة بأنها “أحرقت الردع الإسرائيلي الحقيقي”، واتهمها بعدم القدرة على إعادة الأمن إلى المستوطنين.
وقال ليبرمان إن الوضع الداخلي ينحدر بشكل خطير، وأن الشعب اليهودي لم يعد يشعر بالأمان حتى في مناطقه الساحلية أو في عمقه الاستراتيجي ، في وقت يبدو فيه أن الإدارة الحالية لم تتمكن من توفير الحماية ضد الجهات المسلحة البعيدة مثل الحوثيين.
ردود فعل دولية تُظهر هشاشة الوضع الإسرائيلي
من جهته، قال “السفير الأمريكي” في “إسرائيل” إنه خرج للتو من أحد الملاجئ في وسط الكيان بعد انطلاق صفارات الإنذار التي سببها الصاروخ الباليستي الحوثي، وهو تصريح نادر يعكس مدى خطورة الوضع بالنسبة للأجانب أنفسهم الذين يعيشون في الكيان.
كما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن الإسعاف الإسرائيلي أنه تم تقديم الإسعافات الأولية لعدد من المواطنين الذين تعرضوا لإصابات ناتجة عن التدافع نحو الملاجئ، بالإضافة إلى حالات اختناق وهلع جماعي، خصوصاً في المدارس والأماكن العامة.
