يعتقد كثير من الناس أن تناول الطعام الحار يساعد على إنقاص الوزن والسيطرة على الشهية، لكن الأطباء يحذرون من الإفراط فيه، مشيرين إلى أن الفلفل الحار قد يسبب بعض المشاكل الصحية إذا أُسرف في تناوله.
الفلفل الحار يحتوي على مركب يسمى الكابسيسين، وهو مادة كيميائية قوية تتركز في البذور والأضلاع، ويمكن أن يسبب الإفراط فيه الذهاب إلى المستشفى، كما حدث في عام 2024 مع بعض أنواع المعكرونة الحارة من إنتاج كوري، والتي اعتبرتها الوكالة الوطنية للأغذية في الدنمارك خطراً على الصحة العامة.
فوائد الكابسيسين
رغم ذلك، تشير الدراسات إلى أن للكابسيسين فوائد مذهلة، فهو يُحفّز مستقبلات حرارية على اللسان تعرف باسم TRPV1، مما يؤدي إلى تنشيط الدماغ لإفراز ناقل عصبي يُدعى النورإبينفرين. هذا الأخير يقوم بتحفيز الدهون البنية في الجسم، وهي نوع خاص من الدهون يعمل على حرق الدهون البيضاء المخزنة وتوليد حرارة للجسم، وهو ما يُعرف بعملية التوليد الحراري.
على عكس الدهون البيضاء التي تخزن الطاقة وقد تُسبب مشاكل صحية عند تراكمها، تعمل الدهون البنية على حرق الطاقة الزائدة، وبالتالي يُمكن لتناول الفلفل الحار أن يُساهم في تقليل الدهون الضارة. تشير بعض التقديرات إلى أن الأطعمة الحارة قد تساعد على حرق حوالي 116 سعرة حرارية إضافية يومياً، أي ما يعادل شريحة خبز تقريباً.
التحكم في الشهية
لا يقتصر تأثير الفلفل الحار على حرق الدهون فقط، بل يساعد أيضًا على التحكم في الشهية بطرق عدة:
التقليل من كمية الطعام المتناولة: إذ يمكن أن تسبب الحرارة في الطعام شعوراً بعدم الراحة، مما يجعل الشخص يتردد قبل تناول كميات كبيرة.
تنشيط مركز الشبع في الدماغ: الكابسيسين يساعد على تقليل هرمون الغريلين المرتبط بالجوع، ما يؤدي إلى شعور أسرع بالشبع.
التحذيرات
مع كل هذه الفوائد، يظل التحذير الطبي قائماً: الإفراط في تناول الطعام الحار قد يسبب مشاكل صحية، خاصة لمن يعانون من اضطرابات المعدة أو الحساسية للحرارة. لذا، يُنصح بالاعتدال ومراعاة التحمل الشخصي.
في النهاية، يمكن اعتبار الفلفل الحار إضافة صحية وذكية للنظام الغذائي، إذ يساعد على حرق الدهون البيضاء، تقليل الشهية، ودعم التمثيل الغذائي، بشرط تناوله باعتدال.
