مقالات مشابهة

الشهيد أبو العز دغفل.. تضحية ووفاء إلى معراج الشهادة

عرفت ” أبو العز ” في عام 2015 في منزل وزير الدفاع ‘ ذات يوم عندما صحوت من النوم نزلت الى المطبخ وجدت أبو العز في المطبخ ‘ سألته مالذي تفعل فأخبرني بأنه يصنع الفطور للمُجاهدين ‘ ساعدته بعض الشيء , تعرفت عليه حينها كان يوم يحمل مشاعر سنوات عديده ومعرفه مديده , بعد ذلك ذهبت انا وهو الى السوق لِنجلب بعض الطلبات لِيصنع غداء للمِجاهدين فقد كان دائم العون لهم والفضيله

أفترقنا نتيجه لِسفري الى لحج, ثم التقينا مُجدداً لِفتره معينه في صنعاء, بعد ذلك تحرك أبو العز مع أبو القاسم المروني الى مأرب ‘ تأهل إعلام حربي قدم خدمات جهاديه جليله في المجال الإعلامي , بعد أستشهاد أبو القاسم عاد الى صنعاء ثم تحرك مع أبو حيدره الحمزي, لم يكتفي بدوره الإعلامي بل كان يقتحم مع المُجاهدين كتفاً بكتف.

اُستهدف أبو العز هو ورفاقه المُجاهدين ‘ بصاروخ حراري ‘ أستشهد جميع المٌجاهدين الذي كانوا معه في الطقم أما هو أحترق جسده بفعل الحراره و قُطعت إحدى يديه , نٌقل الى المستشفى ‘ تم قبر يده التي قُطعت , بعد عدة أيام طلب الدكتور من أبو العز تخديره من أجل قشر الجلد المحروق لكنه رفض التخدير ثقتاً في الله وحُباً في الألم في سبيله ‘ لم يكن يٌردد حينها الا ” يالله يالله ” أذهل الجميع ووطن في قلوبهم الثقه والقوه التي يمنحها الله للذين يحبهم ويحبونه للذين سعوا في سبيله فجازاهم الله بالثبات والعزيمه ـ عندما تحسن قليلاً أبو العز جاء لِزيارتنا وهو مٌتعب لا يستطيع السماع كُلياً جسده مٌتلف بسبب أثار الحريق , يده مقطوعه , جاء لزيارتنا بينما لم نزوره نحن , أخجلنا كثيراً بمثل ذلك الكم الهائِل من الخُلق والوفاء من الرحمه والسماحه التي يحملها في قلبه ولم تتزعزع برغم من أنه كان مُتعب يحمل في قلبه آنين الحادث الذي تعرض له والجروح التي فتكت بجسده.

بعد ذلك تحرك معي أنا ومجموعه الى مفرق الجوف كان شغوفاً للجهاد للحد الذي لا يجعل للوقت سبيلاً او طمعاً ‘ يريد حينها دخول جبهة مأرب ‘ ايمانه القوي كان دافِعاً لان يحمل في كيانه كل ذلك الواجب الذي يشده للغوص في عُمق العدو للتصوير وتوثيق المشاهد العملاقه , كان شٌجاعاً مقداماً يدخل بين اوكار العدو مؤدي لِمهمته الإعلامية بكل جداره, أخبرته بأن جبهة مأرب ليست من المهام الموكله الينا الا انه كان يصر على الدخول الى جبهة مأرب والمٌشاركة الإعلامية.

بعد كل ذلك تحرك أبو العز الى الساحل في الجانب اللوجستي يعمل, في تلك الفتره تزوج, ثم دخل مع المٌجاهدين الدُريهمي ‘ حٌصِر مع المٌجاهدين هٌناك, صابر وكابر في وجه العدو, كنت أتصل به لارفع من معنوياته في تلك الفترة التي كانوا مٌحاصرين فيها لكنه كان هو من يرفع من معنوياتي ويزيدني يقين قائِلاً (احنا مع الله لو هي ألف سنة قليل نتحاصر مع الله وفي سبيله).

نكل بالعدو أشد التنكيل بيد واحدة يضرب ظربات حيدرية تلقي على العدو الخيبة والنفور, ولِذلك كان مطلوب عند العدو لِشدة بأسه وبسالة ضرباته، مواقفه في الدُريهمي لا مجال يتسع لِذكرها, فقد كرس مواقف عظيمة في سيبل الله حتى أصبح من ضمن الجرحى وبعد ذلك لا زال, لم يثنيه شيء عن النضال ضد أعداء الدين والوطن.

رزقه الله بمولوده عندما كان مٌحاصر في الدُريهمي أسماها “سُكينة” اتصل لي حينها وأخبرني وعندما سألته لماذا أسميتها “سٌكينة” رد قائِلاً بأن الأمام الحٌسين رُزق ببنت عندما كان مٌحاصر وأسماها “سُكينة” مٌبتغي بِذلك الفضل والوفاء, فطٌغيان العدو لا زال وجهادنا وثاراتنا مٌستمره ومُتجدده ابد الدهر ـ برغم من فك الحِصار على المُجاهدين في الدُريهمي الا انه لم يفارقها بل ضل هُناك عاون الكثير من المواطنين, يحمل مشاعِر الرأفه والسلام الداخِلي, نبيل الخُلق والخلق, مٌجاهِداً بنفس رضيه ورؤيه شاسعه لا تستطيلها الصِفات المٌمله والنكره , قدم بطولات عملاقه في جبهة مأرب , على الصعيد الإعلامي والعسكري , بعد ذلك تم توكيله بعمل في الدٌريهمي, لم يسئم قط من مهام الجِهاد, بل كان منبر عزيمه نستنير ونستزيد من طاقته النضاليه حتى نال الشهاده واصطفاه الله

حزين جداً يا رفيقي لأنني هُنا لا زلت اٌصارع لأصل الى ذروة السلام تجاه نفسي وتجاه مهمتي الصعبة والحقيقية التي خلقت من أجلها, تجاه المسؤولية التي كلفنا بِها بالفطرة وحاولنا أن لا يميل رداءها عنا, مٌجاهِدين ذواتنا أشد جِهاد, نزداد أيمان بالقضية كُلما رأينا خيار القوم هم السابِقون في الولاء والتضحية.

حظورك تعرفه كل هذه الأرض , معالم وجودك َ تعرفها الحٌريه يعرفها الإستقلال يعرفها النضال , فالفراق الحقيقي هو فراق من أحبه الوطن وعرفه صِابراً ومٌجاهِداً ومغوار ـ يعرفكَ هذا الوطن حق المعرفه ـ الوطن المُلطخ بِلُعاب المطامع وعدوان الطُغاة وخدوش المخالب الفتاكه التي تبعثها أحقادهم الجارفة مصير هذا الوطن والشعب.

حزين لانني لن أراك مُجدداً ولن نتلمس متاعِبنا سوياً التي خلقتها الحرب والصراعات الدائِرة, لأنني لن أسمع صوتك مُجدداً وأنت تٌردد على مسامعي اللفاظ القوة والصمود بوجه بشوش وعيون مٌرهقه وهبت جُهدها وطاقتها لله وفي سبيله.

ستزفك صنعاء بكل فخر, بل أقسـم لك انك باقي في أعمق جذور التاريـخ النبيل الـذي حاولـوا أن يمحوه وما أستطاعوا ـ قليل في حقك الثناء , لا تكفيك الحروف ولا تفي بحقك كلِمات الشٌعراء, ولم أتطرق الا لِبعض من مسيرتك العظيمة والقليل جداً من فضائِلك, تاريخاً حافِلاً بالعزه لا تكفي الصفحات والمحاولات من أجل أن يٌرسم بطريقة حقيقية وصادقه كما هو.

ستنتهـي مزاعِمهـم البـاطلة وستنفـذ جِهـات الدعـم وسيبقـى الدم الشريف نبراس نصر أبدي, ستنتهـي السطحيات ولن يبقى إلا من يحبهـم الله ويحبـونه من استنـدوا على رِحاب عونـه وجبروتـه وقوته, وكما اندثر زمانهم بالأمس ستضل ثارات الحُسين تغشاهم بالويل كما كانت ولا زالت.

مٌستمرين بذات المعنوية يا رفيق الجهاد, لن نهزم ونحنُ نعلوا بأمثالك وأفعالكَ العظيمة الصادقة في سبيل الله وحُباً وطمعاً في رفعة الوطن الكبير.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المُعتصم بالله المُطهر