أكد موقع “ذا كرادل” في تحليل موسّع نشره اليوم، أن اليمن شكّل العقبة الأكبر أمام المشروع الأمريكي الإسرائيلي لإعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة عقب حرب غزة، موضحًا أن صنعاء استطاعت توظيف موقعها الجغرافي الحساس كورقة استراتيجية قلبت موازين القوى في البحر الأحمر والممرات الدولية.
وأشار التحليل إلى أن العمليات البحرية التي نفذتها القوات اليمنية في البحرين الأحمر والعربي لم تكن مجرد ردّ فعل تضامني مع غزة، بل جزء من رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى كسر النفوذ الأمريكي في أهم شريان تجاري عالمي يربط الشرق بالغرب، وإعادة صياغة مفهوم الأمن البحري بما يخدم محور المقاومة ويحدّ من السيطرة الغربية على طرق التجارة والطاقة.
وأضاف التقرير أن الفشل الأمريكي في حماية السفن الإسرائيلية ومنع الهجمات اليمنية، رغم نشر حاملات الطائرات ومنظومات الدفاع الجوي في البحر الأحمر، مثّل ضربة موجعة لمصداقية الردع الأمريكي وكشف حدود القوة الغربية في المنطقة.
وبيّن الموقع أن واشنطن وتل أبيب فوجئتا بقدرة صنعاء على فرض معادلة ردع ميدانية وسياسية جديدة، جعلت أي تسوية أو ترتيبات أمنية في الشرق الأوسط مرهونة بالموقف اليمني، وهو ما اعتبره التحليل تحولًا استراتيجيًا أنهى مرحلة الهيمنة الأمريكية المطلقة على الممرات البحرية الدولية.
وختمت المقالة بأن اليمن اليوم بات لاعبًا إقليميًا لا يمكن تجاوزه، بعد أن نقل المعركة من نطاق التضامن إلى ميدان التأثير المباشر، وفرض واقعًا جديدًا تُحسب له واشنطن وتل أبيب ألف حساب.
